من المتعارف عليه أن موسيقى الريجى لم تحقق الشهرة العالمية الواسعة مثل باقي أنواع الموسيقى كالبوب و الروك و السول، ولكن بالطبع هناك استثناءات و من أهمها فنان حقق شهرة و شعبية عالمية و رغم وفاته منذ مدة كبيرة يظل اسمه علامة كبيرة و هو Bob Marley
بدايات مسيرة “بوب مارلي”:
“مارلي” فنان ولد فى جامايكا عام ١٩٤٥، و منذ صباه و هو متأثر بموسيقى الريجى الشعبية فى جامايكا و كذلك بموسيقى الآر آند بى الأمريكية فقام بالغناء مع أحد أصدقائه و تعلم عزف الجيتار. لكن بدأت مسيرة “مارلي” الحقيقية فى ١٩٦٢ حين سجل بضع أغاني ثم كون فى ١٩٦٣ فرقة مع خمسة من أصدقائه و استقروا على اسم The Wailers و قد وقعت الفرقة مع شركة تسجيلات و منتج و بدأت فى تسجيل أغانى بشكل منتظم.
تحقيق “بوب مارلي” مع فرقته لنجاحات ضخمة و شعبية كبيرة:
انتقلت الفرقة إلى أمريكا و تعاقدت مع شركات تسجيلات أخرى، و قام “مارلي” بالتعاقد مع أحد كتاب الأغانى الشهيرين يدعى “جيمى نورمان”، و معه بدأ اعضاء الفرقة يسجلون أغاني جديدة فيها اتجاه كبير لموسيقى البوب كمحاولة ذكية من “نورمان” لتوسيع شهرة الفرقة فى أمريكا. و قد تزامن هذا مع ما حدث من تطور كبير فى موسيقى الريجى بشكل عام فى ١٩٦٩ و هو ما أثر على الفرقة فقاموا بتسجيل أغان بشكل الريجى الجديد الذى قل فيه استعمال الأبواق و الساكسفون و تم الاعتماد على الجيتار الكهربائى.
فى عام ١٩٧٢ قامت الفرقة بجولة حفلات فى لندن و هناك قابلوا رئيس شركة تسجيلات “آيلاند” و هو “كريس بلاكويل” و الذى أبرم معهم عقدا بمبلغ ضخم لأن شركته كانت قد خسرت أهم مغنى ريجى لديها و قد وجد أن مارلى سيعوض غيابه و يكون أفضل لأن مارلى بالإضافة لجمال موسيقته و صوته لديه كاريزما قوية و محبوبة شبيهة بكاريزما نجوم الروك. ومن حينها قامت الفرقة بإصدار ألبومات قوية جذبت جمهور الريجى و الروك و كذلك نجوم الروك مثل “إريك كلابتون”.
استمرار “بوب مارلي” في التألق رغم تفكك فرقته:
فى ١٩٧٤ تفككت الفرقة، و لكن “مارلي” احتفظ باسم الفرقة وأعطاها لفرقة خلفية خاصة به و ظل يصدر أغان بإسم Bob Marley and The Wailers. و فى ١٩٧٥ حلق مارلى فى سماء الشهرة العالمية بتحفته No Woman , No Cry مما جعل ألبوماته أكثر مبيعا و احتفاظا بمراكزها فى القوائم.
مواقف “بوب مارلي” السياسية القوية:
فى آخر ١٩٧٦ تم ترتيب حفلة مجانية فى جامايكا على يد رئيس الوزراء هناك و ذلك لتخفيف حدة التوتر بين جماعتين سياسيتين متحاربتين. و لكن قبل الحفل بيومين تعرض “مارلي” و زوجته فى بيتهما لمحاولة اغتيال بطلق نارى و تعرضا لإصابات و جروح و لكن “مارلي” أصر على القيام بالحفل رغم ذلك قائلا : “إن الأشخاص الذين يحاولون جعل العالم أسوأ لا يأخذون يوما اجازة، فكيف أفعل انا ؟”
من أهم مواقف “مارلي” السياسية إصداره ألبوم Survival و هو ألبوم سياسى أظهر دعمه لكفاح شعوب أفريقيا. وكذلك قام بحفلة فى زمبابوى فى عيد استقلالها، و فى إحدى المهرجانات أظهر معارضته للعنصرية فى جنوب أفريقيا.
مرض “بوب مارلي” ووفاته:
فى عام ١٩٧٧ تم تشخيص إصابة “مارلي” بسرطان فى إصبع قدمه، و لكنه رفض أن يتم بتره بسبب معتقداته الدينية!! و مع استمراره فى مسيرته أصيب بالإعياء الشديد و تم إلغاء حفلاته فى ١٩٨٠ حيث وصل السرطان إلى رئتيه و مخه و ساءت صحته حتى توفى فى ١٩٨١.
ورغم وفاة “مارلي منذ فترة كبيرة إلا ان اسمه ما زال حاضرا في أذهان الجميع كنجم و رمز عالمي و أسطورة موسيقية عظمى