إذا شعرت يومًا أنه لا يمكنك التفكير بشكل مباشر أو التركيز على مهمة ما عندما يكون الجو حارًا ورطبًا ، فأنت لست وحدك ، حيث يعاني العديد من الأفراد من هذا الضباب الدماغي عندما ترتفع درجات درجة حرارة الطقس بشكل كبير ، فهناك مجموعة من الأبحاث التي توضح كيف يمكن للظروف البيئية – والحرارة على وجه الخصوص – أن تؤثر على الأداء العقلي ، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2006 أن زيادة درجة الحرارة في الأماكن المغلقة يمكن أن تقلل من إنتاجية العمل والتركيز . فقام الباحثون بتقييم مدى جودة أداء المشاركين وإستعابهم للأمور ، رأوا أن هناك انخفاضًا ثابتًا في الأداء عندما ترتفع درجة الحرارة عن 24°c
لا يقتصر هذا الانخفاض في الوظيفة العقلية على العاملين في المكاتب أو البالغين فقط ، بل لوحظ أيضًا في طلاب المدارس أنهم يعانون من نفس الأثر السلبي من الطقس الحار حيث أوضحت دراسة أجريت عام 2018 كيف يمكن أن يؤدي يوم حار تصل فيه درجة الحرارة لـ 32°c إلى تقليل الأداء في الامتحانات بنسبة تصل إلى 14 في المائة ، إذن لماذا تؤثر الحرارة على قدرتنا على التفكير وأداء المهام بدقة ؟
الإجهاد بسبب الطقس الحار والعرق
يحدث الإجهاد الحراري عندما لا يتمكن الجسم من تبريد نفسه بدرجة كافية للحفاظ على درجة حرارة صحية ، مما قد يقلل من إدراكنا ، كما يوضح لاف فارشني ، عالم الأعصاب والأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة إلينوي ، يمكن أن يؤدي التعرض لطقس حار شديد إلى تدفق الدم وإمداد الدماغ بالأكسجين بصورة كبيرة ، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبة إغماء .
في الطقس الذي يتميز بإرتفاع درجة الحرارة الشديد ، يجعل الحاجز الدموي الدماغي في البدأ بالإنهيار وبالتالي يمكن أن تتراكم البروتينات والأيونات غير المرغوب فيها في الدماغ ، مما يسبب الالتهاب ويعطل الأداء الطبيعي للمخ ، مما قد يتسبب في موت الخلايا في الدماغ ، حيث يقول فارشني ” يعتقد الخبراء أن منطقة ما تحت المهاد قد تلعب دورًا أيضًا في كيفية تأثير الحرارة علينا ، إنها منطقة الدماغ التي تنظم درجة حرارة الجسم الداخلية ، وترسل إشارات إلى الغدد العرقية لإنتاج العرق وتبريد الجسم.
وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى فقدان الماء بسبب التعرق المفرط ، وهي آلية تعويضية للحفاظ على درجة حرارة الجسم ، إذا لم يقابله الترطيب الكافي ، يمكن أن يؤدي إلى حالة من الجفاف يمكن أن تؤثر على وظائف المخ ، حيث يقول أميت ماهاجان ، طبيب الأشعة العصبية في جامعة ييل للطب ” إننا جميعًا بحاجة إلى ما يكفي من السوائل لجعل أجسامنا تعمل على النحو الأمثل “
كيف نقلل من الأثار السلبية للطقس الحار ؟
بالرغم من الحرارة العالية تؤثر كثيرا على نشاط الدماغ كما ذكرنا ، ولكن يقول الخبراء أنها مؤقته فقط ويمكن لطرق التبريد المختلفة أن تخفف من الآثار السلبية الناتجة عنها ، على سبيل المثال ، يعد الشرب بانتظام وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء طريقة سهلة وفعالة لمكافحة الحرارة خلال الأيام الحارة وللحد من أعراض التعب تلك ، حيث إن شرب الماء واستخدام المراوح وتركيب مكيفات الهواء كلها حلول ممتازة للأداء الأمثل للجسم والدماغ”. قد تكون الطرق البسيطة الأخرى للحفاظ على برودة الغرفة ، مثل إبقاء الستائر مسدودة لتجنب أشعة الشمس المباشرة ، فعالة بشكل كبير أيضًا.