عندما سطع نجم الفنانة الشابة “Lorde” في الوسط الفني قديماً في عام 2013، كان من الواضح أنها ليست مجرد ظاهرة عابرة فقط، من أغانيها الفريدة و صوتها المميز ♥هذا ما أثار الكثير من التساؤلات؛ كيف استطاعت فتاة في ال16 من عمرها فقط أن تحظى بكل ذلك النجاح و تحقق لنفسها قاعدة جماهيرية من ملايين المعجبين الأوفياء؟!
الجواب على هذا السؤال كان في المرض الذي تعاني منه لورد!! نعم ما قرأته صحيح!!، و لا نقصد أن المرض أعطاها الدافع للمقاومة و تحقيق النجاح، لا بل المرض كان بحد ذاته العامل في تحقيق النجاح!!تعاني لورد من اضطراب عصبي موروث يدعى “اندماج الحواس” أو “Synesthesia” و هو مرض نادر يصيب شخص واحد من بين كل 2000 شخص في العالم. و المصابين بهذا المرض تختلط لديهم الحواس (الشم، السمع، البصر، الذوق و الحس) مع بعضها، بمعنى أن إدراكهم لهذه الحواس يكون مختلف قليلاً عن باقي البشر.
وفي حالة لورد الاندماج يكون بين حاستي السمع و الرؤية اللونية، مما يسمح للورد أن ترى ألوان معينة عند سماعها للحن أو أغنية ما (بدلاً من أن تدرك أنها سمعت لحناً ما).أمر غريب، أليس كذلك؟! بالنسبة لنا كأشخاص عاديين نعم؛ أما بالنسبة للورد فقد كان لهذا الوضع فضل كبير في مساعدتها على صناعة الأغاني.تقول لورد: “إن هدفي الأساسي هو أن أعمل على تنسيق كل شيء من الإيقاع .. للإحساس .. للكلمات، بحيث تكتمل تفاصيل اللوحة الفنية (تقصد الأغنية) في عقلي، كما تراءت لي في بداية العمل”.
كما صرحت في إحدى المرات أن لون الأغنية (تقصد طابع الأغنية؛ هل هو حزين أم كئيب أم قوي أم ..) يؤثر مباشرة على طريقة تعاملها معها و المنظور الذي من خلاله تتناولها و تناقشها.من المثير للإعجاب حقاً ما قد تعنيه الأغنية للفنانين و الموسيقيين الحقيقيين أمثال لورد، فهي أكثر من مجرد نوتات و ألحان تسمعها، إنها الألوان التي تزين لوحة فنية جامدة، فتبعث الحياة فيها من جديد