بالمعنى الدقيق للكلمة، يعتبر البشر هم أذكى الكائنات الحية على وجه الأرض -على الأقل وفقًا للمعايير البشرية. فنحن بارعون في جميع المهام التي تتطلب مؤشرات الذكاء، حيث نستخدم عقلنا وذكاءنا للقيام بكل شيء، ابتداء من تحسين نوعية حياتنا، مرورا ببناء مجتمعات عظيمة وصولا عند تحقيق التقدم العلمي والابداع في الابتكارات الاصطناعية مثل الصعود للقمر وصناعة الأجهزة والروبوتات. لكن ماذا عن ملايين الأنواع الحيوانية الأخرى؟ كيف نصنفهم؟
الأخطبوط
قد يكون قياس ذكاء الحيوانات أمرًا صعبًا نظرًا لوجود العديد من المؤشرات، بما في ذلك القدرة على تعلم أشياء جديدة، والقدرة على حل الألغاز، واستخدام الأدوات، والوعي الذاتي إلى غير ذلك من المعايير…
للوهلة الأولى، قد لا يبدو الأمر ذكيًا للغاية لكن هل سبق وأن فكرت في الأخطبوط كحيوان بحري ذكي جدا؟ يستحسن أن تفعل فقد وجدت الدراسات أن أنواعًا معينة من الأخطبوط تمتلك فضولًا كبيرًا وقدرات على حل المشكلات بفضل المستقبلات التي تتواجد بأرجلها. ففي إحدى التجارب، اكتشف الأخطبوط كيفية فك غطاء وعاء للحصول على وجبة لذيذة بداخله. في حالة أخرى، تعلم الأخطبوط التعرف على الأفراد البشريين، والاستجابة بشكل إيجابي لشخص ودود بينما يتجاهل الشخص الذي يتصرف بشكل غير جيد.
الشامبانزي
قد يفترض البعض منا أن الشمبانزي -أحد أقرب أقربائنا جينيًا -يحظى بدرجة عالية من الذكاء، وهذا صحيح فعلا. ففي دراسة أجريت عام 2007، أعطى الباحثون الشمبانزي البالغ والشمبانزي المراهق وطلاب الجامعات نفس الاختبار المعرفي، والذي تضمن تذكر مكان وجود تسعة أرقام على شاشة تعمل باللمس، بعد رؤية الأرقام لأقل من ثانية سجل الشمبانزي البالغ وطلاب الكلية نفس الدرجات تقريبًا، لكن الشمبانزي المراهق سجل درجات أعلى، مع تذكر عدد المواضع بدقة أكبر بكثير.
الماعز
أثبتت الماعز، مثل الأخطبوطات، أنها بارعة في حل المشكلات خاصة عندما يكون الطعام هو مكافأتها. في أحد الاختبارات، كان على الماعز استخدام أسنانها لسحب الحبل لأسفل، واستخدام أسنانها لحمل رافعة، فتمكّن ما مجموعه 9 من أصل 12 ماعزًا من اكتشاف الأداة الغريبة بعد أربع محاولات، ولا يزال معظمهم يتذكرون كيفية عمل ذلك بعد 10 أشهر.
الغراب
أثبتت الدراسات كذلك أن العديد من الحيوانات قادرة على استخدام الأدوات ببراعة، بما في ذلك الشمبانزي، الذي يستخدم عادة العصي لاستخراج يرقات النمل والنمل الأبيض. كما أظهرت الغربان قدرات مماثلة، ففي أحد الاختبارات أثبتت أنها أكثر ذكاءً من الأطفال. حيث اشتمل الاختبار على أسطوانة تحتوي على ماء مع مكافأة تطفو على القمة، وكانت الأسطوانة نحيلة جدًا بحيث يتعذر على الغراب الوصول إليها بمنقارها وحتى الطفل لم يتمكن من إدخال يده ،حيث واجه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثماني سنوات صعوبة كبيرة في اكتشاف اللغز، لكن بدى أن الغربان تعرف غريزيًا أن إضافة الحصى إلى الأسطوانة سترفع مستوى الماء تدريجيًا وبالتالي ستتمكن من الحصول على المكافأة.
الفيل
يمكن للأفيال، مثل العديد من الحيوانات الأخرى أن تتعلم مجموعة متنوعة من المهام المعقدة، ولكن إدراكها الذاتي والقدرة على التعرف على نفسها في المرآة، هو ما يميزها على غيرها من الحيوانات الأخرى مثل الكلاب والقطط التي تعتقد أن انعكاسها هو حيوان آخر وتتفاعل وفقًا لذلك، إلى جانب ذلك تعتبر الأفيال أيضًا اجتماعية ورحيمة للغاية، وغالبًا ما تعمل معًا لحل المشكلات داخل قطيعها.
ومن الحيوانات الأخرى المعروفة بذكائها أيضا هناك الخنازير التي يمكنها حل المتاهات وتعلم لغة رمزية ما، بالإضافة إلى الفئران، التي يمكنها اتخاذ قرارات بناءً على ما تفعله وما لا تعرفه ؛ والدلافين قارورية الأنف، التي تمتلك نفس درجة الوعي الذاتي مثل الأفيال.