منوعات

الخطوات الخمس لعقل أكثر إبداعا

إن التفكير الإبداعي هو أحد أكثر المهارات المفيدة التي يمكنك امتلاكها، إذ تحتاجه أثناء كل مشكلة تواجهها في العمل أوالحياة بوصفه ملكة تؤهلك لإيجاد الحلول المبتكرة والأفكار المشرقة والرؤى الذكية، ويمكن لأي شخص أن يتعلم كيف يكون مبدعًا باستخدام هذه الخطوات الخمس، بيد أن هذا لا يعني أن الإبداع أمر سهل، إذ يتطلب الكشف عن عبقريتك الإبداعية الكثير من الممارسة والجهد العقلي، لهذا نضع بين أيديك هذا النهج المكون من خمس خطوات لإزالة الغموض عن أسرار اكتساب التفكير الإبداعي.

الخطوات الخمس لمزيد من التفكير الابداعي

 في عام 1940، نشر مدير إعلاني يُدعى “جيمس ويب يونغ” دليلًا قصيرًا بعنوان A Technique for Produc Ideas، في هذا الدليل، أدلى ببيان بسيط ولكنه عميق حول توليد الأفكار الإبداعية، وفقًا ليونغ، تتولد الأفكار المبتكرة عندما يقوم الانسان بتطوير أشياء جديدة من أشياء قديمة، بعبارة أخرى، لا يتعلق التفكير الإبداعي بتوليد شيء جديد من فراغ، بل يتعلق بالاستناد على ما هو موجود بالفعل ودمج تلك الأجزاء والقطع بطريقة لم يتم القيام بها من قبل، الأهم من ذلك، تعتمد القدرة على إنشاء أشياء جديدة على إمكانيتك لرؤية العلاقات بين المفاهيم، فإذا كان بإمكانك تكوين رابط جديد بين فكرتين قديمتين، فهذا يعني أنك قمت بشيء إبداعي، ويعتقد يونغ أن عملية الاتصال الإبداعي هذه تتم عادة من خلال المرور ب5 خطوات:

  1. تعرف على أشياء جديدة: خلال هذه المرحلة، ستركز على تعلم مادة محددة مرتبطة مباشرة بمهمتك، مع محاولة الانفتاح والتجربة وتبني تصورات ومقاربات جديدة وغير نمطية.
  2. إعمل جيدًا على المواد التي تم تجميعها، إلى جانب فحص ما تعلمته من خلال النظر إلى الحقائق من زوايا مختلفة وتجربة أفكار متنوعة وإضافتها لسابقاتها.
  3. ابتعد عن المشكلة، وحاول إزالتها تمامًا من عقلك وجرب ممارسة شيء آخر يثيرك وينشطك ويعيد لك الحيوية لدماغك.
  4. دع فكرتك تعود إليك، لاتقلق ستشق الأفكار طريقا نحو دماغك تباعا، ولكن فقط بعد أن تتوقف عن التفكير في الأمر، البصيرة والطاقة المتجددة ستعيد لك بريقك الفكري مرة أخرى.
  5. قم بتشكيل فكرتك وتطويرها بناءً على الملاحظات الموجهة إليك، لكي تنجح أي فكرة يجب أن تنشرها حتى يطلع عليها العالم، وتعرضها للنقد، وتكييفها حسب الحاجة.

الإبداع يبدأ عند حل مشكلة

في سبعينيات القرن التاسع عشر، واجهت الصحف والطابعات مشكلة خانقة ومكلفة للغاية، حيث كان التصوير الفوتوغرافي وسيلة جديدة ومثيرة في ذلك الوقت، فأراد القراء رؤية المزيد من الصور، لكن لم يستطع أحد معرفة كيفية طباعة الصور بسرعة وبتكلفة زهيدة. على سبيل المثال، إذا أرادت إحدى الصحف طباعة صورة في سبعينيات القرن التاسع عشر، فعليها تكليف نقاش لنقش نسخة من الصورة على لوح فولاذي يدويًا، تم استخدام هذه اللوحات للضغط على الصورة على الصفحة، لكنها غالبًا ما تنكسر بعد استخدامات قليلة، ويمكنك أن تتخيل أن عملية الحفر الضوئي هذه كانت تستغرق وقتًا طويلاً وتتطلب الكثير من الأموال، إلى أن جاء الرجل الذي اخترع حلاً لهذه المشكلة، “فريدريك يوجين آيفز”، الذي قرر خوض غمار هذه المجازفة الإبداعية وطور مسيرته تدريجيا ليصبح رائدًا في مجال التصوير الفوتوغرافي، ليحصل على أكثر من 70 براءة اختراع بنهاية مسيرته المهني.

الفكرة في الممارسة

تمثل التجربة الإبداعية التي عاشها “فريدريك يوجين آيفز” مثالاً ممتازًا على هذه الخطوات الخمس المشار لها آنفا:

أولاً، جمع “إيف” مواد جديدة، وأمضى عامين في العمل كمتدرب طابعة ثم أربع سنوات في إدارة مختبر التصوير في جامعة كورنيل، حيث أتاحت له هذه التجارب الكثير من الاستفادة ومكنته من إقامة روابط بين التصوير الفوتوغرافي والطباعة.

ثانيًا، بدأ “إيفز” في العمل عقليًا على كل ما تعلمه، وبحلول عام 1878، كان “إيفز” يقضي كل وقته تقريبًا في تجربة تقنيات جديدة كما كان يعمل باستمرار على إصلاح وتجريب طرق مختلفة لتجميع الأفكار معًا.

ثالثًا، ابتعد “إيفز” عن المشكلة. في هذه المرحلة، ذهب للنوم لبضع ساعات قبل وميض بصيرته، وترك التحديات الإبداعية لفترات أطول، وبغض النظر عن المدة التي تستغرقها في الابتعاد، فأنت بحاجة إلى القيام بشيء يثير اهتمامك ويأخذ عقلك بعيدًا عن المشكلة لفترة من الزمن حتى تستطيع إعادة شحن ذهنك.

رابعًا، عادت إليه فكرته، حيث استيقظ “إيفز” على الحل الذي طرحه أمامه لمشكلته بفضل الاستراحة التي حظي بها.

أخيرًا، واصل “إيفيز” مراجعة فكرته لسنوات. في الواقع، قام بتحسين العديد من جوانب العملية لدرجة أنه قدم براءة اختراع ثانية، وكما يقول الكثيرون أنه يكون من السهل الوقوع في حب النسخة الأولية من فكرتك، لكن الأفكار العظيمة تتطور دائمًا، ويستحسن أن تعمل عليها وتمضي قدما. هذا هو الابداع الحقيقي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى