إذا تحدثنا عن المغنية الأنجح والأقوى والأشهر على الإطلاق فسنجد أننا تلقائيا سنتحدث عن Madonna
بدايات “مادونا”:
“مادونا” فنانة أمريكية ولدت عام ١٩٥٨ وعاشت طفولة صعبة نوعا ما ولكن منذ صغرها تعلمت عزف البيانو و رقص الباليه، وحين نضجت استمرت في تعلم الرقص و بدأت في الأداء في المسارح والنوادي المحلية وأيضا كراقصة خلفية لبعض الفنانين، ثم كونت في ١٩٧٩ فرقة The Breakfast Club قامت فيها بالغناء و عزف الجيتار والطبول لكنها سرعان ما تركتها لتبدأ مسيرتها كفنانة فردية.
انطلاق “مادونا” للقمة و النجومية:
أصدرت “مادونا” أول أغانيها في ١٩٨٢ وهي Everybody وقد حققت نجاحا كبيرا في النوادي الليلية، ثم أصدرت أول ألبوم لها في ١٩٨٣ وهو Madonna. و بنجاح هذا الألبوم بدأت تظهر كفنانة عالمية قادمة بقوة انطلقت بعظها للقمة في ١٩٨٥ حين اصدرت ألبومها الرائع Like a Virgin
في باقي الثمانينات قدمت “مادونا” ألبوماتها الخالدة True Blue و Like a Prayer فصارت ظاهرة غير مسبوقة، فقد استطاعت أن تحقق إنجازات في المبيعات والمخططات لم يسبق أن حققتها أية امرأة من قبل، بل إنها تفوقت في شعبيتها ونجاحها على الرجال أيضا، فكسرت الحواجز الجنسية وفتحت الباب واسعا للنساء للظهور بقوة على الساحة و منافسة الرجال.
تأثير “مادونا” :
قامت “مادونا” بطفرة هائلة في موسيقى البوب حيث قامت بتطويره ورفعه لأعلى مستوياته وجعله أكثر جاذبية لكافة المستمعين فلقبت عن جدارة ب”ملكة البوب” ،وبالإضافة لهذا فقد تفوقت بشكل بارز في مجال الفيديوهات الموسيقية والرقص والاستعراض والحفلات. فحققت جولات حفلاتها أرقاما قياسية في الحضور و تحقيق الأرباح. كذلك كانت “مادونا” أيقونة في عالم الموضة، فكما أثر فنها على أجيال كاملة كانت أزيائها وقصات شعرها مصدر إلهام ضخم لهم كذلك. كما انها اهتمت بتسجيل أغاني رائعة لأفلامها.
نجاح “مادونا” في بداية التسعينات:
بدأت “مادونا” التسعينات بقوة، ففي ١٩٩٠ فقط أصدرت ألبوم Soundtrack حقق مبيعات رائعة وهو I’m Breathless وأصدرت البومها التجميعي الأسطوري The Immaculate Collection والذي تفوق في مبيعاته التاريخية على كل ألبوماتها وصار أحد أكثر الألبومات مبيعا في التاريخ. و كذلك قامت “مادونا” بما تعد واحدة من أشهر وأفضل جولات الحفلات على الإطلاق The Blonde Ambition World Tour
“مادونا” وإثارتها للجدل:
منذ الثمانينات عرفت “مادونا” بحبها لكسر كل قيود المرأة فعرفت بجرأتها التي أثارت جدلا واسعا واكسبتها الشهرة. لكن في أول التسعينات ظهر هذا الامر بشكل أوضح و أقوى فاعتمدت في أغانيها وحفلاتها وفيديوهاتها وأفلامها وحتى كتبها و مقابلاتها في البرامج على أفكار و إيحاءات جنسية جريئة للغاية بحيث أثارت ردة فعل معاكسة واسعة النطاق أثرت على مبيعات ألبومها المثير للجدل Erotica
تطور أعمال “مادونا”:
قررت “مادونا” التخفيف من هذا الأمر خصوصا مع رغبتها في تجديد و تطوير نفسها فبدأت في أعمالها التالية إدخال موسيقى الآر آند بي و الElectronica والTechno Pop والهيب هوب في أعمالها مع إصدار أغاني هادئة، وهو ما كان تأثيره فعالا لبقية التسعينيات وأول الألفينات خاصة مع ألبومي Ray of Light و Music واللذان حققا نجاحا باهرا أعاد “مادونا” للقمة مرة اخرى رغم توقع العديد انتهاء مسيرتها.
حفاظ “مادونا” على تألقها في القرن الواحد والعشرين:
ورغم أن أغلب الفنانين اللذين بدأوا في الثمانينات مثلها تضائلت شهرتهم و نجاحهم لكن “مادونا” لمرة أخرى تتخطى كل التوقعات في ٢٠٠٥ بألبومها Confessions on a Dance Floor الذي شهد تطورا جديدا في موسيقاها مع الاعتماد بشكل شبه كامل على الموسيقى الراقصة مثل الدانس بوب و النيو ديسكو و الDeep House والEuro Dance ، فحقق الألبوم نجاحا فائقا نافست به “مادونا” النجمات الشابات الجديدات اللاتي كن مكتسحات للساحة.
استمرت بعدها مادونا في إصدار العديد من الالبومات الرائعة MDNA و Hard Candy و Rebel Heart. ومع سعيها دائما للتجديد فقد أصدرت آخر ألبوماتها في ٢٠١٩ باسم Madame X معتمدة فيه على الموسيقى البرتغالية و الأسبانية. و رغم تقدم “مادونا” في العمر إلا أنها ما زالت قادرة بشكل مثير للإعجاب على الرقص و الاستعراض وتقديم الحفلات الرائعة، فلطالما تحقق جولات حفلاتها العالمية نجاحا باهرا، وقدمت أحد أكثر العروض المميزة في السوبربول في ٢٠١٢
ولا يمكن إحصاء عدد الإنجازات والجوائز والتكريمات والأرقام القياسية و مرتباتها العليا في قوائم مختلف المجلات. لذا فعن جدارة يمكن القول أن “مادونا” هي أكثر مغنية نجاحا و تأثيرا على الإطلاق.