من الصعب تخيل بعض التقاليد والعادات الاستثنائية حول العالم، إما لغرابتها أو وحشيتها، فمثلا في مافي دوف ، جنوب غانا ، تحظر على النسوة الولادة، ولا يُسمح للنساء بإنجاب أطفالهن داخل القرية لأن ذلك يعتبر مسيئًا للآلهة. على عكس الأماكن الأخرى في غانا حيث يُسمح للمقيمين بإنجاب أطفالهم بحرية ، فإن مافي دوف لديها عادات معينة تمنع سكانها من القيام بذلك. في مجتمع يضم أكثر من 5000 شخص، من الصعب أن نتخيل أنه لسنوات عديدة ، اعتدن النسوة التوجه إلى البلدات والمدن المجاورة، وفي بعض الحالات، يتم طرد النساء الحوامل من القرية قبل بضعة لحظات من دخولهن المخاض. مما يجبر بعضهن إلى تحمل مضاعفات خطيرة لأنهن انتقلن بسرعة إلى خارج القرية في اللحظة الأخيرة قبل وضع الطفل.
تاريخ هذا التقليد
قدم شيوخ قرية مافي دوف عدة أسباب تفسر رفضهم الولادة داخل مجتمعهم. وفقًا لكوامي غبونا ، أحد شيوخ القرية ، فإن العادات الفريدة للأرض قد انتقلت من مؤسسها ، توجبي غبيوفيا أكيتي إلى الأجيال التالية. ويتابع حاكيا أنه في يوم من الأيام، كان يسير عندما سمع صوتًا من السماء يأمره بالالتزام بثلاث قواعد إذا كان يريد أن يظل شعبه آمنا هناك، وكانت القواعد الثلاث: ألا تحدث ولادة ولا دفن ولا تربية للحيوانات داخل أوساط القرية.
هناك اعتقاد سائد بأن أي طفل يولد في انتهاك لهذه العادة سيكون مشوهًا أو غير طبيعي. يعتقد شيوخ القرية أيضًا أنه إذا سمح بالإنجاب ، فإن آلهتهم ستغضب منهم. ومع ذلك ، كانت هناك حالات قليلة للولادات العرضية التي حدثت في القرية. عندما تحدث ولادة عرضية ، يستهجن كبار السن بشدة. ومع ذلك ، فإن المرأة لا تعاقب على ذلك. بدلاً من ذلك ، يجب على عائلة الأم الجديدة إعلام كبار السن بذلك حتى يتم إجراء حفل تطهير لإرضاء الآلهة. بينما لا يزال السكان الأصليون متمسكين بالعادات السائدة بسبب الاعتقاد بأنهم يتبعون التعليمات الإلهية ، فإنهم يعتقدون أيضًا أن مجتمعهم سيكون أكثر ازدهارًا إذا فعلوا ذلك.
مافي دوف … المزيد من المفاجآت
هناك عادات أخرى لا تصدق، موجودة في مافي دوف، بصرف النظر عن عدم قدرة النساء الحوامل على الولادة، بحيث لا يُسمح للسكان بتربية الحيوانات ولا دفن الموتى، ولا يمكن رؤية أي حيوان في القرية باستثناء الطيور في السماء. فعندما يموت السكان الأصليون للقرية ، يتم دفنهم خارج القرية، هكذا لا توجد أي مقبرة أو قبر مرئي في مافي دوف بتاتا.
ثورة على التقاليد
في الآونة الأخيرة ، تصاعدت استنكارات النساء في مافي دوف بسبب هذه التقاليد التي اعتبرنها مجحفة في حقهن، فقد أعربن عن سخطهن واضطرارهن لتحمل الأمر لفترة طويلة، والخروج من بلدتهم الصغيرة لإنجاب أطفالهم. وطالبوا بحقهم بالولادة في القرية دون خرق أي قانون أو عرف. خصوصا أن هناك قرى أخرى كانت تتبنى عادات مماثلة ، لكنها ألغتها.
استجابة لذلك ، تم بناء عيادة للولادة بالقرب من القرية حتى تتمكن النساء الحوامل من ولادة أطفالهن بالقرب من منازلهن بسهولة. إذ قام أفراد القرية ببنائه بشكل مشترك على مشارف المدينة لضمان سهولة الوصول إليه. للأسف ، ربما تم النجاح على مستوى إنشاء عيادة الولادة ، لكنها لا تزال تكافح لاستيعاب النساء الحوامل والأمهات الجدد.
