خلال أوائل القرن العشرين ، خلقت العديد من العصابات الرعب في العاصمة لندن، حيث كانت العصابة الأكثر نشاطا في ذلك العصر هي العصابة النسائية المعروفة باسم الأربعين فيل ، وقد كانت النساء اللواتي انضممن للعصابة من بين أفضل ممتهني السرقة وأكثرهم شراسةفي لندن، إذ يمكنهم بسهولة إخفاء العديد من معاطف الفرو تحت تنوراتهم. كانت هذه العصابة تديرها دايموند آني التي كانت ترتدي فراء باهظ الثمن وتتوجه نحو المتاجر على متن سيارة ليموزين. حيث كانت تقصد هذه المتاجر الراقية وتسرق مجوهرات تقدر بثروات طائلة في غضون ساعة واحدة. فما القصة؟
عملية سطو خطيرة في غضون ساعة
بدأت عصابة الأربعين فيل النسائية بالسطو لأول مرة على متجر سيلفريدجز عام 1915، حيث ظهرت أكثر من عشرة عضوات تقريبًا من هذه العصابة متنكرات ، وترجلت النسوة الماكرات في سيارات الأجرة السوداء الضخمة في مجموعات من ثلاثة أو أربعة أفراد. حيث كن يرتدين الفراء وملابس النساء الثريات ، وبالتالي لم يشك أحد. في غضون ساعة ، كانت هؤلاء النساء يسرقن بسهولة من المتاجر ويأخذن الملابس والمجوهرات دون أن يلاحظ أحد. كانت هذه المجموعة بقيادة دايموند آني التي كانت ملكة العصابة بأكملها وكانت من بين أفضل سارقي المتاجر على الاطلاق. كانت تضع المعاطف بسهولة تحت فراءها وتنسحب من المتجر بسرعة قبل أن يدرك أي شخص ما حدث بالفعل.
تنكر ماكر من طرف الأربعين فيل
إن السبب الوحيد الذي يفسر عدم شك أحد في هذه العصابة هو أن الأعضاء النسوة كن يرتدين ملابس النساء الفاحشات الثراء ويقلدن حركاتن ومظهرهن، وهو ما سمح بالفعل لعضوتين من عصابة الأربعين فيل ، ديانا بلاك وماجي هيوز ، من سرقة معاطف فراء بقيمة 600 رطل بسهولة تامة. حيث زارت المرأتين مصمم الأزياء الذي اشتهر بخياطة المعاطف المصنوعة حسب الطلب، وكانا في صالة العرض تسألان عن أسعار معاطف الفرو المختلفة، وأثناء الاستفسار عن الأسعار تمكنا بسهولة من إخفاء معطف باهظ الثمن ثم اختفيا في ومضة عين. بحلول الوقت الذي لاحظ فيه الناس اختفاء المعطف بعد ثلاثين دقيقة ، لم تكن المرأتان هناك، ولا المعطف كذلك.
تكتيكات وأساليب ذكية
كانت هؤلاء النسوة رائدات في مهنتهن بحيث ابتكرن تقنيات سمحت لهن بالاحتيال بسهولة على الناس، كانت إحداهن ترتدي ذراعًا مزيفة لإخفاء ذراعها الحقيقي حتى تتمكن من سحب المعاطف بسهولة. لما تم القبض على عضوة أخرى تبلغ من العمر 19 عامًا فقط في بايزووتر، تم العثور على ما يقرب من خمسة وأربعين عنصرا ثمينا مخبئا تحت تنورتها. كان لدى هؤلاء النساء عدة أساليب لإخفاء المسروقات، وكانت أحد تكتيكاتهم تسمى بالسحق، وتتطلب مشاركة مجموعة كبيرة من النساء ، اللواتي يحتشدن على المنضدة لطلب المجوهرات، فتقوم زميلاتهن بتمرير الأشياء خفية، بينما تخلقن الأخريات فوضى كبيرة لتشتيت انتباههم.
قواعد سلوك صارمة
كانت دايموند آني رئيسة الأربعين فيل في سن العشرين عندما أنشأت مدونة سلوك صارمة، والتي كان على الجميع اتباعها. إذ تشمل القواعد عدم الشرب قبل أي عملية سرقة والنوم مبكرًا ، وإذا تم القبض على أي عضو ، فيجب أن يكون العضو الآخر على استعداد لتقديم عذر مقنع عن سبب حدوث ذلك.
انتهت عصابة الأربعين فيل بعد مسيرة حافلة من الرهيب والمكر والخداع والنهب، في يوم خرجت عضوات العصابة مدججات بالحجارة والزجاجات وهاجموا أحد المحلات الفاخرة، فأدى الحادث إلى تدخل الشرطة والقبض على جميع أفراد العصابة الذين شاركوافي العملية. فحُكم على آني الرئيسة بالسجن 18 شهرًا تقريبًا. بحلول الوقت الذي تم فيه إطلاق سراحها ، تم استبدال آني من قبل Lilian Rose Kendall المعروفة أيضًا باسم Bobbed Hair Bandit.
