في وقتنا الحالي، تفيد التقارير الرسمية بأن العالم يحوي أكثر من 15 ألف رأس نووي، بتفوق واضح لكلّ من الروس والأمريكيين برصيد يقترب من 7 آلاف قنبلة نووية، بالإضافة إلى امتلاك عدد من الدول الأوروبية والآسيوية عدداً لا بأس به من القنابل النووية، كان آخرها في الانضمام إلى القافلة كوريا الشمالية. في ظلّ هذا الانتشار الكبير للقنابل النووية في العالم يتبادر إلى أذهاننا سؤال هام، وهو: ماذا سيحدث لو انفجرت كل القنابل النووية في وقت واحد؟ هل سيؤدي ذلك إلى تدمير الكوكب بشكل كليّ؟ وهل هذا الأمر ممكن الحدوث؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا لليوم.
الانفجار الكبير
لنجب بداية على السؤال الأهم، هل سيتدمر كوكب الأرض بشكل كلي في حال حدث انفجار بهذا الحجم الهائل، مع ما يحمله من أثر نووي سامّ؟ الجواب البسيط: لا، أمّا إذا ما أردنا الخوض في التفاصيل، فيجب أن نفرّق بين حالتين، الأولى هي انفجار هذه القنابل بشكل متفرّق على مدن العالم، والثاني هو انفجار هذه القنابل كلها مجتمعة في مكان واحد.
تفجير القنابل النووية بشكل متفرّق
إذا ما نظرنا إلى عدد المدن الموجودة على كوكب الأرض، والتي يسكن كلّا منها أكثر من 100 ألف نسمة، سنجد أنّ كوكبنا المسالم يحوي قرابة 4500 مدينة، هذه المدن ستكون هي الأهداف المؤكّدة لـ القنابل النووية التي سيتمّ تفجيرها بكل تأكيد. يقدّر خبراء الأسلحة النووية أنّك إذا أردت تدمير مدينة بالكامل، فستحتاج وسطياً إلى ثلاث قنابل نووية. بحسبة رياضية بسيطة سنجد أنّ ترسانة القنابل النووية الموجودة حالياً في العالم تكفي لتدمير كلّ مدن الكوكب، مع فائض في القنابل يصل إلى 1500 قنبلة على أقلّ تقدير.
في هذه الحالة، من المؤكّد أن القسم الأكبر من سكان الكوكب سيموت بشكل مباشر، ليلحق به القسم الأكبر من القلّة المتبقّية بآثار الانفجارات غير المباشرة من تلوث نووي وما شابه، رفقة معظم الحيوانات التي تعيش فوق سطح الأرض، ليبقى الناجي الوحيد المضمون هو المقيم تحت سطح الأرض.
تفجير القنابل النووية مجموعة في مكان واحد
توليد انفجار من هذا الحجم سيحمل أثراً كارثياً على القارة التي سيتم فيها التفجير، لنأخذ مثالا قارة أمريكا الجنوبية وتحديداً غابات الأمازون.
في حال ألقينا القنابل النووية مجتمعة في نقطة واحدة ضمن الغابة سنحصل على انفجار يعادل انفجار 3 مليارات طن من الـ TNT في لحظة واحدة، انفجار يكفي لإحداث حفرة بعمق كليومترين وقطر 10 كيلومترات.
سيحدث الانفجار كرة نارية هائلة يقدّر قطرها بـ 50 كيلومتراً، وسيتسبب بدمار كل ما يحيط به في مجال يصل قطره إلى 3 آلاف كيلومتراً، مع إشعاله لحرائق ستجعل من حرائق كاليفورنيا (التي اعتبرت أكثر الحرائق تسبباً بالوفيات في التاريخ) أضحوكة إذا ما قورنت بها.
أمّا الجزء الأسوأ فهو التالي: سيموت معظم سكان قارة أمريكا الجنوبية متأثرين بالتلوث النووي الهائل، وسيتسبب الانفجار في توليد موجات كهرطيسية هائلة تجعل كل الرقاقات الإلكترونية على كوكب الأرض معطلة، ما يعني انهياراً كاملاً في البنى التحتية والاتصالات في العالم أجمع، بالإضافة إلى تسبب الكميات الهائلة من الدخان والرماد الصادرين عن الانفجار في حجب أشعة الشمس من الوصول إلى كوكب الأرض، الأمر الذي سيتسبب في بداية عصر جليدي مصغّر، وما يرافقه من مجاعات ناتجة عن انعدام وصول أشعة الشمس إلى الأرض.