قررتا أن تموت إحداهما حتى تعيش الأخرى؛ القصة المرعبة لـ “التوأم الصامت” جون وجينيفر جيبونز

تتباين آراء الإخوة التوائم إذا ما سألتهم عن مشاعرهم تجاه إخوتهم، إذ يعتبرونهم في غالبية الأحيان سنداً لهم في الحياة، وصحبة مثالية منذ لحظة الولادة، فيما ينظر إليهم آخرون على أنّهم ظلّهم الذي لم يطلبوه يوماً، ويرون فيهم عائقاً في وجه تحقيق ذواتهم بشكل مستقل، لكنّ قصة التوأم الصامت التي سنرويها اليوم تحوي قصّة علاقة بين التوائم هي الأغرب في التاريخ المعروف بلا منازع، من التعلّق المفرط والحبّ الشديد، إلى العداوة اللامتناهية، إنّها قصة التوأم الأغرب؛ جون وجيننيفر جيبونز.

طفولة قاسية

ولد التوأم الصامت عام 1963 في إحدى قرى ويلز التابعة للملكة المتحدة، لوالدين من أصول تعود لجزيرة بربادوس، حيث ولدت جون أولاً، لتتبعها جينيفر بدقائق قليلة. لاحظ العلماء لاحقاً حينما قاموا بتحليل علاقتهما أنّ جينيفير –رغم أنّها الصغرى- إلّا أنّها كانت الطرف الأقوى والمسيطر في علاقة الإخوة الغريبة هذه.

عانت الفتاتان من طفولة قاسية، حيث كانتا الطفلتين الوحيدتين من ذوات البشرة السمراء في صفهما الدراسي، الأمر الذي جعلهما عرضة للتنمّر القاسي من قبل الأطفال المحيطين بهما، ما دفع إدارة المدرسة للسماح لهما بالخروج قبل باقي الطلاب لتجنيبهما الأذى، ومن هنا كانت أولى بدايات العلاقة الغريبة التي ربطت التوأم الصامت.

الانعزال عن المجتمع

نتيحة المعاملة القاسية التي تعرّضت لها الفتاتان، بدأت كلّ منهما تطور سلوكاً غريباً في علاقتها مع شقيقتها، حيث لاحظ والداهما لاحقان أنّهما قد ابتكرتا لغة جديدة تتحدثان بها سويّاً (تبين لاحقاً أن هذه اللغة كانت مزيجاً من الإنجليزية السريعة والعامية البربادوسية) وأنّ سلوكهما الانعزالي عن محيطهما آخذ في التزايد، لتتّخذ مدرستهما إجراءاً بفصلهما، ووضع كل واحدة منهما في مدرسة في القرية.

رفضت الفتاتان التحدث أو حتى الحركة، ودخلتا في حالة جمود حتى تمّ إعادة جمعهما سويّاً، لينغلقا على بعضهما بشكل أكبر، وتصبح غرفتهما مملكتهما التي قلّ ما خرجا منها من بعد ذلك.

بدأت في هذه المرحلة حقبة جديدة في حياة التوأم الصامت، كانت السوداوية المفرطة أهمّ ما يميزها، حيث بدأتا بتأليف قصص من نسج خيالهما عن الدمى التي امتلكتاها، والمريب في الأمر أنّ هذه القصص أخذت طابعاً شيطانياً، حيث كان الموت مصير كلّ الدمى في قصصهما، إذ تمّ تدوين طريقة موت كل دمية من الدمى بشكل مفصّل.

انعطاف قاسٍ في مسار علاقة التوأم الصامت

مع مضي السنوات، أخذت العلاقة بين الأختين تتحول إلى علاقة كره بدل محبّة، حيث اعتبرت كل من الأختين الأخرى عدوّها الأكبر، وسبب عزلتها المطلقة عن العالم الخارجي، كما أنّ سلوكهما أخذ في الانقلاب بمنحى كارثي عندما بلغتا عامهما السادس عشر، إذ أدمنتا الكحول والمخدّرات، وقامتا بالعديد من أعمال السرقة والتخريب في القرية، ليتمّ القبض عليهما في نهاية المطاف، وإيداعهما في مؤسسة برودمور الإصلاحية ذات الحراسة المشددة، حيث كان يرسل كبار القتلة المتسلسلين في البلاد.

قضى التوأم الصامت قرابة 11 عاماً في الإصلاحية قبل أن تتوصلا إلى قرار بالتراضي بينهما، يفضي بأنّ على إحداهما الموت كي تتمكّن الأخرى من عيش حياتها بشكل طبيعي، ليعثر على الأخت الصغيرة جينيفير بعد هذا النقاش بأيام متوفيّة، ويفضي تقرير التشريح المرضي إلى إصابتها بالتهاب حاد في العضلة القلبية.

أكملت جون حياتها من بعدها بشكل طبيعي، حيث تمّ إخراجها بعد عام من المصحة  بسبب سلوكها الحميد، كما أشار آخر تحقيق صحفي أجري عن الشقيقتين عام 2001 أنّ جون كانت تعيش حياة طبيعية -وحيدة-، وتخطط للانتقال من منزلها المستأجر إلى شقّة قامت بشرائها حديثاً حينها.

Exit mobile version