شكّلت السنوات الواقعة ما بين منتصف القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر فترةً عرفت بالعصر الذهبي للـ قراصنة، والتي انتشرت فيها عمليات القرصنة بشكل كبير دون أن تتمكّن قوات البحرية التابعة للقوى العظمى آنذاك من السيطرة عليها. من كلاب البحر التابعين للإمبراطوريات العظمى، وصولاً إلى المنقلبين على قوات البحرية، تعالوا معنا في رحلة نتنقل فيها بين قصص 4 من أشهر القراصنة في التاريخ (من شاهد One Piece سيجد العديد من الأسماء المألوفة في هذا المقال!)
كابتن كيد
بدأ الكابتن ويليام كيد مسيرته في عالم البحار كقائد سفينة حربية أوكلت إليها مهمّة صيد القراصنة في المحيط الهندي عام 1696، لينقلب بعد خروجه إلى المحيط إلى قرصان هو الآخر، ويكسب سمعة تعدّ من الأسوأ في تاريخ عالم القرصنة، من خلال سيطرته على السفن التجارية في المحيط الهندي، واستيلائه على حمولتها وقتل ركابها. تعرّض طاقم كابتن كيد في أواخر أيامه للأوبئة، ما جعل كيد يعرّج على السواحل المجاورة لمدينة نيويورك الأمريكية ليدفن فيها كنزه، فتقبض عليه السفن الحربية التابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية، ويحاكم في لندن ويتمّ إعدامه، وتعرض جثته على ضفاف نهر التيمز لتتحلل، وتكون عبرة لمن يفكر في اتخاذ نهج مماثل له.
بلاك بيرد (اللحية السوداء)
لطالما أرعب بلاك بيرد؛ أو إيدوارد تيتش أعداءه من خلال وضع مواد مصدرة للدخان داخل شعر لحيته الطويلة المضفور، إضافةً إلى عرضه الخناجر والمسدسات العديدة التي حملها في حزام على صدره. استولى اللحية السوداء عام 1717 على سفينة فرنسية كانت تنقل العبيد، وقام بتحصينها وتركيب 40 مدفعاً عليها، ليهاجم بها لاحقاً ميناء تشارلستون في كارولاينا الجنوبية، ويجبر المدينة على الاستسلام والرضوخ لمطالبه المتمثلة في صندوق كامل من المستلزمات والمواد الطبية. اختفى بلاك بيرد عن الساحة لشهور عدّة قبل أن يظره مرّة أخيرة في معركة دارت بينه وبين البحرية البريطانية، انتهت بالقضاء عليه وعلى طاقمه، حيث تذكر الروايات أنّه تلقّى 20 طعنة و5 رصاصات قبل أن ينتهي المطاف به ميتاً.
هنري مورغان
يعدّ هنري مورغان أحد أشهر قراصنة العصر الذهبي للقرصنة، إذ رويت عنه العديد من الأفعال الشنيعة خلال فترة نشاطه، منها حجزه لكامل سكّان مدينة بويرتو برينسيب الكوبية في كنيسة المدينة ليقوم بنهب المدينة دون أيّة إعاقة من الأهالي، لينتقل منها إلى بورتو بيلو في بنما، ويستخدم قساوسة المدينة ونسائها وعمدتها كدرع بشري احتمى به أثناء نهبه للمدينة. امتدّ شرّه لاحقاً إلى قرى وبلدات في فينزويلا وبنما، قبل أن يقبض عليه لفترة قصيرة، ويتحوّل بعدها إلى حاكم لجامايكا لفترتين متفرقتين، ومن المثير للسخرية أنّ السلطات القضائية الجامايكية أصدرت قانوناً لتجريم القرصنة خلال فترة حكمه، الأمر الذي جعله يشارك في عمليات ملاحقة القراصنة والقبض عليهم.
السير فرانسيس دريك
فرانسيس دريك، أو “قرصاني” كما كانت الملكة إليزابيث الأولى تحبّ أن تسميه، كان قرصاناً مرخّصاً من قبل الملكة البريطانية، وأحد كلاب البحر التابعة للبحرية البريطانية، والتي كانت تطلقها للضرب بالمصالح والسفن الإسبانية المنافسة. بدأ فرانسيس دريك رحلته الشهيرة عام 1577، واستمرت لثلاث سنوات، استطاع خلالها أن يصبح أول بحار إنجليزي يلتفّ حول الكرة الأرضية بشكل كامل، كما أعدم تابعاً له بتهمة تدبير تمرّد، وسطا على عدد كبير من السفن والموانئ الإسبانية، ليعود في نهاية رحلته بسفينة واحدة من أصل 5 سفن انطلقت تحت إمرته، لكن ذلك لم يقلل من سعادة الملكة بعودته، حيث سارعت لتنصيبه برتبة فارس. يذكر أن دريك شارك بعد عودته بـ 8 سنوات في هزيمة الأسطول الإسباني (الأرمادا).