القصة الحقيقية وراء فيلم The Conjuring

معظم أفلام الرعب تبدأ بالجملة الشهيرة “أحداث الفيلم مبنية على قصة حقيقية”، ولكن دائمًا ما توجد هذه الجملة في بداية الأفلام لزيادة الحماس عند المشاهد بالإضافة طبعًا إلى زيادة الإيرادات. أفلام الرعب المبنية بالفعل على قصص حقيقية عددها قليل، واليوم سنتحدث حول أحد تلك الأفلام معكم وهو فيلم The Conjuring.

فيلم The Conjuring يمكن اعتباره واحدًا من أفضل أفلام الرعب التي صدرت في العقد الماضي، حيث استطاع تقديم قصة مميزة بشخصيات رائعة جعلتنا منجذبين مع أحداثه من البداية للنهاية. لكن ماذا إذا قُلت لكم أن أحداث الفيلم بالفعل مبنية على قصة حقيقية؟

عائلة Perron وانتقالهم إلى المنزل الجديد!

في عام 1971، انتقلت عائلة Perron (المُكونة من الأب والأم بالإضافة إلى خمسة بنات) ليعيشوا في منزل جديد يقع مكانه بولاية Rhode Island في الولايات المتحدة الأمريكية. المنزل كان عملاقًا، ويضم أكثر من 10 غرف كبيرة.

الأمر كان غريبًا منذ بداية انتقالهم للمنزل حيث بدأوا في التعرف على جيرانهم في المنطقة، والذين أخبروهم أنهم إذا أرادوا ألا يواجهوا مشاكل في منزلهم الجديد، فيجب عليهم إبقاء النور بالمنزل خاصةً في فترة الليل. على الرغم من أن العائلة لم تهتم لأمر تلك النصيحة في البداية، إلا أنه سرعان ما بدأت حياتهم في الإنقلاب رأسًا على عقب.

بداية الحوادث الخارقة للطبيعة في منزل عائلة Perron

في البداية لم يكن الأمر مخيفًا بالنسبة للعائلة حيث بدأوا يسمعون أصوات طقطقة وأشياء تتحرك في المنزل، ولكن الأمر لم يكن خارج الاعتيادي بالنسبة لمنزل بهذا القدم، ولم تهتم العائلة للأمر خاصةً أن أمور مثل تلك تحدث في معظم البيوت القديمة نسبيًا.

لكن بعد فترةٍ بسيطة، بدأ الأطفال في وصف ما الذي يحدث لهم في المنزل وأكدوا على وجود كيانات خارقة للطبيعة. على حسب وصف بعض البنات في العائلة، فإن الشبح/الكيان كانوا بمثابة مربيات بالنسبة لهم حيث كانوا يُساعدونهم على النوم، ثم يقبلونهم على جبينهم!

الأمر لم يستمر على هذا النحو لفترةٍ طويلة، حيث بدأ الأطفال يؤكدون أنهم يتم مهاجمتهم في الحظيرة وأثناء الليل من قبل كيانات أخرى أكثر شرًا. وفي الساعة الخامسة صباحًا، تبدأ رائحة كريهة في الانتشار في كل أرجاء المنزل، ويتم قذف الأطفال واحدة تلو الأخرى من سريرها إلى الأرض!

أي عائلة طبيعية في محلهم ستبدأ في الخروج من المنزل على الفور للبحث عن مكان آخر للعيش به، ولكن لسببٍ ما عائلة Perron قررت أن تظل متواجدة بالمنزل، مما جعل الأمور أكثر سوءًا على المدى البعيد حيث يُقال أن روحًا شريرة استحوذت على جسد الوالدة وجعلتها تنطق بأشياءٍ غريبة وتطير في الهواء.

قبل أن نُكمل القصة، يجب أن نوضح تاريخ هذا المنزل

بدأت العائلة في البحث حول تاريخ هذا المنزل واكتشفوا أنه كان مملوكًا لعائلة ظلت تعيش به لثمانية أجيال متتالية، وأن العديد منهم ماتوا في ظروف غامضة أو مروعة. العديد من أطفال تلك العائلة غرقوا في جدول مياه قريب من المنزل، وقُتل عددًا من أفراد العائلة والآخرين انتحروا شنقًا بعلية المنزل!

يُقال أيضًا أن الكيان الشرير الذي استحوذ على جسد الأم كانت امرأة اسمها Bathsheba Sherman وكانت تعيش في المنزل خلال القرن التاسع عشر. على حسب الشائعات المنتشرة، فتلك المرأة كانت من عبدة الشيطان وقامت بالتضحية بطفل (إما طفلها أو طفل أحد جيرانها) لتعقد صفقة مع الشيطان.

العائلة (وبالتحديد الأم) كانوا متأكدين بشكل كبير من أن الروح الشيطانية لـ Bathsheba Sherman هي التي كانت تعذبهم داخل المنزل. لكن على الرغم من انتشار كل تلك الشائعات، فقد خرجت معلومات أخرى توضح أن Bathsheba Sherman كانت امرأة عادية ولم تعقد أي صفقات مع الشيطان وتوفى أطفالها بشكل طبيعي.

لا توجد أي تأكيدات فعلية عما إذا كانت Bathsheba Sherman امرأة من عبدة الشيطان أم مجرد امرأة عادية، ولكن حتى إذا لم تكن Bathsheba هي أساس كل هذا العذاب، فكان يوجد كيانًا شريرًا في هذا المنزل مع تلك العائلة!

المحققان في الأحداث الخارقة للطبيعة Ed و Lorraine Warren

كما شاهدنا في الفيلم، فقد استعانت العائلة بالمحققين في الأحداث الخارقة للطبيعة Ed Warren وزوجته Lorraine Warren حيث قاما بالتحقيق سويًا بما يحدث في هذا المنزل وماهية الكيان الذي يُطارد العائلة ويعذبها.

وعلى الرغم من أن ما يحدث في الفيلم يصعب تصديقه، إلا أن الزوجين Warren يؤكدان أن كل ما يحدث في الفيلم قد حدث بالفعل على أرض الواقع وقد شاهدا الأمر سويًا بأنفسهم. بالطبع Ed Warren توفى في عام 2006، ولكن Lorraine كانت لا تزال على قيد الحياة وقت إنتاج فيلم The Conjuring وقد ساعدت القائمين على الفيلم في رسم الصورة الحقيقية لما حدث.

خلال السنوات التي عاشت فيها عائلة Perron في المنزل، قام آل وارينز برحلات متعددة للتحقيق في المنزل. في مرحلةٍ ما، أجرت لورين جلسة طقوس في محاولة للاتصال بالأرواح التي كانت تمتلك الأسرة. خلال الجلسة، أصبحت كارولين بيرون (الأم) ممسوسة، وتتحدث بلغة غريبة وترتفع من على الأرض بكرسيها. هذا المشهد شاهدناه في الفيلم بالطبع.

بعد جلسة الأرواح، طرد الأب آل وارينز حيث كان قلقًا بشأن الاستقرار العقلي لزوجته. استمرت الأسرة في العيش في المنزل بسبب عدم الاستقرار المالي حتى تمكنوا من الانتقال في عام 1980، وقتها فقط أصبحت العائلة خالية من أي مشاكل متعلقة بكيانات خارقة للطبيعة.

في النهاية

سواء كنت من الأشخاص الذين يصدقون في الأمور الخارقة للطبيعة والأحداث الغريبة التي من الممكن أن تحدث أم كنت لا تصدق في هذه الأمور، فلا يمكنك إنكار أن فيلم The Conjuring هو واحدًا من أكثر الأفلام رعبًا التي شاهدناها في السنوات الأخيرة. فتخيل معي للحظة بسيطة أن أمور مثل تلك قد حدثت بالفعل لأسرةٍ ما!

بالطبع لا توجد أي أدلة تؤكد أو تنفي الذي حدث لعائلة Perron خاصةً وأن كل تلك الأمور حدثت في الفترة بين 1971 و1980. لذلك الأمور متروكًا لك عزيزي القارئ فلا تنسى مشاركتنا رأيك في التعليقات. هل تُصدق في الأشباح، الشياطين، والأمور الخارقة للطبيعة، أم تظن أن تلك الأمور كلها من وحي الخيال فقط لجذب القراء والمشاهدين؟

أقرأ أيضًا:

Exit mobile version