“ملكة العملات الرقمية”: المرأة الأكثر طلباً من قبل شرطة الاتحاد الأوروبي

قامت قوات الشرطة في دول الاتحاد الأوروبي بوضع ملكة العملات الرقمية؛ الدكتورة روجا إيجناتوفا على رأس لائحة الأكثر طلباً في العالم، بعد أن قامت منذ سنوات بخداع مئات الآلاف من المسثمرين ليضعوا أموالهم في عملتها الرقمية Onecoin، حيث وصلت كمية المبالغ التي تمّت سرقتها من المستثمرين إلى قرابة 12.9 مليار جنيه إسترليني، وهو الأمر الذي يجعل هذه الخدعة أكبر خدعة مالية في التاريخ، فمن هي روجا إيجناتوفا؟ وكيف استطاعت القيام بخدعة بهذا الحجم؟

ملكة العملات الرقمية تصدر عملتها:

أطلقت روجا إيجناتوفا عام 2014 عملتها الرقمية التي حملت اسم Onecoin، وبدأت بالترويج لها بشكل حثيث في بلدها الأمّ بلغاريا، ومن ثمّ عموم أوروبا والعالم، لتنجح في خداع مئات الآلاف خلال سنوات بسيطة، وإقناعهم بأنّ العملة قد سبق وأن استثمر فيها ما يزيد على 3 ملايين شخص، حتى وصلت أرباحها ما بين الربع الرابع من عام 2014 والربع الثالث من 2016 إلى 2.9 مليار جنيه إسترليني، لتتوارى لاحقاً عن الأنظار في عام 2017، وتسلّم إدارة الشركة لأخيها. تبيّن لاحقاً أنّ العملة ما هي إلا خدعة قامت روجا -البالغة من العمر 41 عاماً- بإنشائها، واعتمدت في ذلك على خدعة من نظام بونزي.

تفاصيل غامضة:

ظهرت بعض الإشكالات الغامصة بخصوص قضيّة ملكة العملات الرقمية، حيث أنّه منذ أن تمّ كشف الخدعة قبل خمس سنوات إلى الوقت الحالي، تمّ القبض على جميع المشتبه فيهم والمتورّطين في القضية من إدرايين وعاملين في الشركة، كالمؤسس المشارك في العملة كارل سيباستيان، محامي الشركة مارك سكوت، شريكها جيلبيرت أرمينتا، والأهم من كلّ ذلك أخوها قسطنطين، إلّا أنّ الشرطة الأوروبية لا تزال عاجزة إلى اليوم عن الكشف عن موقع روجا أو القبض عليها، رغم مرور 5 سنوات على اختفائها.

يقول الصحفي المتابع للقضية؛ جيمي بارتليت في لقاء صحفي أجرته معه وكالة BBC أنّه يتوقّع أنّه قد أصبح من الصعب القبض على ملكة العملات الرقمية في الوقت الحالي، فهي غالباً تملك جواز سفر جديد مع هوية مزورة، ووجه جديد بالكامل.

اليوروبول لا يبدي جدّية كافية في التعامل مع القضيّة:

من الأشياء المثيرة للتساؤل، والمتعلّقة بقضية ملكة العملات الرقمية، هي أنّ اليوروبول (الشرطة الأوروبية) قد وضع مكافأة لمن يأتي بمعلومات تفيد في الوصول إلى روجا والقبض عليها مقدارها 4100 جنيه إسترليني فحسب، وهو مبلغ قليل جدّاً بالنسبة لمجرمة من هذا الحجم.

يقول جيمي بارتليت في مقابلة أخرى أجراها مع شبكة Vice الأمريكية: “لن تجدها الشرطة الأوروبية وهي تقدّم هذا القدر الضئيل من المال، لن يكون أحد مستعداً للإفصاح عن معلومات يملكها بهذا الخصوص مقابل هذا المبلغ، خصوصاً وأنّ ذلك قد يشكل خطراً على حياته، حتى الأشخاص الذين يحمونها لن يقوموا بتقديمها للعدالة مقابل هذا المبلغ أيضاً.”

توقّع بارتليت أيضاً أنّ الإمساك بها بعد هذه السنوات في أحد المطارات بشكل روتيني سيكون أمراً أشبه بالمستحيل، خصوصاً دون أية معلومات من طرف خارجي.

يذكر أنّ خدعة العملة التي أسستها روجا لا تزال تنتشر في بعض مناطق أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا إلى يومنا الحالي، رغم مرور عدة سنوات على كشفها للمرة الأولى.

Exit mobile version