لعدة قرون… كان المؤرخون في حيرة من أمرهم بشأن المرض الذي دمر شعب الأزتيك في منتصف القرن السادس عشر، وذهب معظم هؤلاء المؤرخين إلى الاعتقاد أن الأزتيك أو المكسيك، كانوا مجرد قبيلة في أمريكا الوسطى والتي قتلت بسبب الأوبئة الأوروبية المعروفة التي اجتاحت القارة العجوز أنذاك. لكن كل شيء تغير حينما كشفت أدلة الحمض النووي عن معلومات جديدة، تتعلق بالمرض الفتاك الذي سلب حياة 80 في المائة من الأزتيك. فما هو هذا المرض؟ ولماذا اعتبره الأطباء والأخصاء غريبا وغامضا؟ تابع معنا القراءة لتتعرف على الإجابة.
المصدر الغامض
لعدة سنوات، تكهن الباحثون بما قد يكون سببًا لتفشي المرض المميت…وقد اعتبر العديد منهم بكونه نتاجا لفيروس إيبولا ، في حين اعتقد البعض الآخر بأنه مرض غير معروف نقله المستكشفون الإسبان، إلى غاية يناير 2018، أشارت الدراسات إلى وجود نوع من السالمونيلا يسمى Paratyphi C ، والتي انتقلت عن طريق الفئران التي اشتراها الغزاة، حيث أجبر الإسبان المكسيكيين على العمل في ظروف مروعة، مما تركهم في حالة صحية سيئة وعلى اتصال وثيق بالفئران.
لغز محير
على الرغم من أن عدوى السالمونيلا تعتبر سببا مفسرا لوفاة 80 في المائة من أفراد القبيلة، إلا أنها لا تبرر نزيف الوجه الذي كان يعاني منه المصابون وقتذاك. في إطار ذلك، كتب فرانسيسكو هيرنانديز، طبيب الملك فيليب الثاني، وصفًا تفصيليًا لوضع الأزتيك، حيث كانت من بين المؤشرات المرضية ارتفاع درجة الحرارة والصداع النصفي والدوخة واسوداد اللسان وظهور تورمات كبيرة في الرقبة والوجه وتدفق الدم من العين والأنف والفم.
هلاك 15 مليون شخص
لوضع هذا الرقم في السياق، يشار إلى أن الطاعون الدبلي قتل 20 مليون نسمة في غضون عقد واحد فقط. على الرغم من أن الأرقام والأطر الزمنية قابلة للمقارنة، إلا أنه من الجدير بالذكر أن 15 مليون شخص ماتوا من هذا المرض تمركزوا في المكسيك فقط ، بينما اجتاح الموت الأسود أوروبا، وهو ما يظهر مدى خطورة هذا المرض الشرس.
كارثة مناخية
لم يساعد الطقس على تهدئة الوضع، بل أدى تغير المناخ إلى تفاقم المرض الذي أطلق عليه السكان بالكوكوليزتي. فقد كان هناك “جفاف هائل” اجتاح المنطقة بأكملها بين عامي 1545 و 1576، وكان الجفاف ضربة مفجأة للمكسيك منذ أكثر من 600 عام، حيث أدت هذه الظروف المناخية إلى زيادة سوء الوضعية الصحية إلى أقصى الحدود.
موت في كل الأرجاء
لم يكن مرض الكوكليزتلي العامل الوحيد الذي لقي به شعب الأزتيك حتفهم، ولكن ساهمت الابادة البشرية التي تعرضوا لها في فقدان عدد كبير من أفرادهم، وصحيح أن العدد الدقيق للأشخاص الذين تم ذبحهم غير معروف، ومع ذلك، يتوقع بعض الخبراء أن ما يصل إلى 20000 شخص قتلوا كل عام. لدرجة أنه في تموز (يوليو) 2017 ، تم اكتشاف هرم مكون من 650 رأس امرأة وطفل.