يصادف التاسع والعشرون من شهر نوفمبر من كل عام يوم الشوكولا العالمي، حيث تعدّ الشوكولا واحدة من أكثر المواد الغذائية ذات الشعبية عالمياً، وتقوم عليها صناعة ضخمة تقدر بـ 103 مليار دولار سنويّاً. تعدّ سويسرا المستهلك الأكبر للشوكولا عالمياً، حيث تزيد حصة الفرد السنوية فيها من الشوكولا على 9 كيلوغرامات! وعلى حين يتمتّع الأثرياء بالمذاق الحلو للشوكولا، فإنّ مجمل مرارها يعاني لذعته الفقراء. في مقالنا لليوم سنستعرض عدداً من الحقائق الصادمة عن الجانب المظلم لصناعة الشوكولا، وأثرها الكبير على كلّ من الإنسان والبيئة في المناطق التي تزرع فيها أشجار الكاكاو، فلنباشر:
على الرغم من حجم صناعة الشوكولا الضخم والمستمر في النمو، إلّا أنّ معظم مزارعي الكاكاو لا يجنون أكثر من دولار واحد يومياً:
وفق تقرير لصحيفة الغارديان، فإنّ مزارعي الكاكاو العاملين في صناعة الشوكولا –البالغ حجمها عالمياً أكثر من 100 مليار دولار- لا يجنون أكثر من دولار واحد يومياً في المتوسط، على الرغم من عملهم الشاقّ في ظروف شديد القسوة من حرارة خانقة، وعمل تحت أشعّة الشمس دون غطاء أو ساتر، وتعرّض مكثّف للمبيدات الحشرية. رغم أنّ العاملين في مزارع الكاكاو يتحمّلون العبء البدني الثقيل، ويخاطرون بعملهم في صناعة مهددة بالخطر كصناعة الشوكولا، إلّا أنّ عوائدهم من أرباح هذه الصناعة لا تزيد على 6% فقط، بينما تذهب نسبة 80% لكلّ من مصنعي الشوكولا وبائعيها.
أدّى الطلب العالي على الشوكولا إلى قطع مساحات هائلة من الأشجار، لا سيّما في ساحل العاج التي فقدت 80% من غاباتها خلال الأعوام الخمسين الماضية:
نشرت صحيفة Seattle Times الأمريكية تقريراً مفاده أنّ قطع أشجار الغابات الاستوائية في غرب إقريقيا -حيث يتمّ إنتاج ثلثي محصول العالم من الكاكاو- قد تسارع خلال العقد الأخير، حيث خسرت ساحل العاج وحدها خلال الـ 50 عاماً الماضية ما يزيد عن 80% من غاباتها، ويعود السبب في ذلك إلى مئات الآلاف من مزارعي الكاكاو الفقراء الذي يسعون إلى توسيع رقعة أراضهم على حساب الغابات، حتى يتمكنوا من زراعة المزيد من أشجار الكاكاو.
تشكل عمالة الأطفال مشكلة متفاقمة بين أوساط مزارعي الكاكاو، مع انخراط أكثر من 2 مليون طفل في العمل في مزارع الكاكاو على الساحل الغربي لإفريقيا حتى عام 2015:
في تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية صدر سابقاً من هذا العام، كشف عن تأخر عدد من كبريات الشركات العالمية المنتجة للشوكولا عن الموعد المفترض لإنهائها تعاملها مع الجهات المشغّلة للأطفال في سلاسل إمدادها من الكاكاو. “نتيجة لذلك، فمعظم ألواح الشوكولا التي يتم تصديرها إلى دول العالم المختلفة يشارك في صناعتها غالباً أطفال دون السنّ القانوني للعمل.” وفقاً لما أوردته الصحيفة الأمريكية.
تستمر عمالة الأطفال في مزارع الكاكاو بالنمو والتزايد نتيجة الطلب الكبير على الكاكاو عالمياً، وسعره المنخفض على الناحية الأخرى.
اعتمدت الصحيفة في ما أوردته على تقرير لقسم العمل التابع لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أوضحت فيه أنّ ما يزيد على 2 مليون طفل يعملون في مزارع الكاكاو الإفريقية بمهنٍ تتضمن مهامّ خطيرة، كالتلويح بالمناجل، حمل أوزان كبيرة، ورشّ للمبيدات الحشرية السامّة.
