من رحم الروك أند رول…تعرف على “الغرونج” الستايل الموسيقي الثوري

من منا لا يعرف “البيتلز”AC/DC وغيرها من الفرق الموسيقية الرائدة في صنف “الروك أند رول”، لكن ما يخفى على الكثيرين، هو أحد التيارات الذي خرج من شرنقة الروك أند رول وجال بطيفه في خفاء وأحدث ثورة في الصناعة الموسيقية التي شهدها العالم في الثمانينيات، بل امتد تأثيره ليطرح أسلوبا ومفاهيم جديدة لا زالت حاضرة في السجل الموسيقي إلى يومنا هذا.

ميلاد أسلوب جديد

بدأ كل شيء مع فرقة Melvins التي تأسست عام 1983 في ولاية واشنطن وتحديدا في مقاطعة سياتل الأمريكية، والتي تأثرت بعدد من الفرق الموسيقية الرائدة مثل KISS و Black Sabbath و Led Zeppelin و AC / DC، حيث استلهمت منها الكثير واستقت منها الأساسيات، لتصبح Melvins  من أول فرق الروك التي مزجت بين “الميتال Metal” و”الروك ROCK”.

لقد كانت مدينة “سياتل” في ذلك الوقت تحاول الإطاحة بصورة “الهيبيزHippies” السلبية الملتصقة بها، دون التفريط في قيم وثقافة هذا التيار القديم والعريق. فبدأت تدريجيا تظهر وتتشكل بعض المجموعات والفرق الموسيقية ابتداء من سنة 1984، حيث تشكلت فرقتي Green River و Soundgarden التي اتخذتا من سياتل مقراً لهما، وتلاها فريق Screaming Trees في عام 1985. وفي العام التالي، تم تأسيس Sub Pop Records التي أنتجت أول إصدار لشركة تسجيلات تحت إسم C / Z Records، لقد شكلت هذه المجموعات الموسيقية بقيادة فرقة “ميلفينز Melvins” اللبنة الأولى لقيام صرح “الغرونج” كأسلوب موسيقي مخضرم استلهم أسسه من شتى أنواع الموسيقى الرائدة والتي تنضوي بشكل أساسي تحت لواء “الروك أند رول Roll’n’Rock”

نيرفانا المتألقة في سماء الغرانج

خلال فترة التسعينات، كانت فرقة “نيرفانا” الموسيقية بشكلها المتواضع أنذاك من أبرز الفرق التي تأثرت وتشربت أسلوب الغرونج، إذ لم تكن الفرقة بالشكل الذي يعرفه الجميع، بل كانت تتكون فقط من المغني “كورت كوبين ” وعازف القيثارة “كريست نوفوسيليك”، حيث لم يجدوا عازف طبول لتكتمل الفرقة، إلى أن تم تقديمهم في النهاية إلى عازف الطبول “ديف غرول”من خلال أصدقائهم من فرقة “الميلفينزMelvins”، ليصبحوا فرقة جرونج أساسية أخرى في التسعينيات.

بعد اكتمالها، باشرت الفرقة تنظيم حفلات في جميع أنحاء المدينة، حيث قدمت عروضها في بعض الأماكن المختلفة والتي لا تزال مفتوحة حتى اليوم، مثل  The Crocodile و The Showbox وأخذت تصنع إسمها وسمعتها تدريجيا، مع تبني النمط الموسيقي الجديد “الغرونج” ذو الطابع الفوضوي والصاخب.

في عام 1991 ، عندما وصلت Nirvana إلى المركز الأول على منصة البيلبورد Billboard’s Alternative Songs ، بعد طرح أغنيتها Pearl Jam، انتقل”الغرانج grunge” من مجرد توصيف قدحي إلى إسم حقيقي ورسمي لنوع موسيقى الروك الفرعي، الذي يتميز بتشويه النبرات الصادرة من الجيتار والاعتماد على كل ما هو مأساوي ومؤلم في كتابة الكلمات.

صيحة موضة

بعد الشهرة الساحقة التي خلفها هذا النوع الجديد من الموسيقى، وبعد النجاح الكبير الذي حققته الفرق الموسيقية التي تبنت هذا النمط الموسيقى وعلى رأسها نيرفانا، أصبح المعجبون يقلدون طريقة لباسهم، وأضحت شركات الموضة تفكر مليا في إنتاج ملابس حسب ذات الذوق الموسيقي، والتي تتمثل في ما كان يرتديه أعضاء الفرق الموسيقية، أي القمصان المزركشة بالفانيلا وأحذية القتال وقبعات التزلج المصنوعة من الصوف، هكذا لم يعد “الغرونج” مجرد تيار موسيقي ولكن اكتسح عالم الموضة أيضا وأصبح أسلوب حياة أكثر منه موسيقي.

Exit mobile version