ماذا تعرف عن التاريخ الحقيقي لشخصيات أنمي Vinland Saga ؟

يروي أنمي Vinland Saga قصة غزوات الفايكينغز على إنكلترا في بدايات القرن الحادي عشر من منظور صبي صغير يعميه الانتقام، وعلى الرغم من أن كثيراً من هذه الأحداث قد تبدو خيالية في معظمها، ألّا أنك ستتفاجئ من كمية الشخصيات الواقعية التي تم اقتباسها من التاريخ، وأوجه التشابه الكبيرة بينها وبين ما حصل فعلاً في التاريخ. في مقالنا اليوم سنناقش عدداً من الشخصيات التي وردت في هذا الأنمي، مع التنويه بأن المقالة قد تتضمن حرقاً كبيراً للأحداث التي سترد في المانغا والأنمي لأن الكثير منها بالأصل مستمدّ من التاريخ الذي سنورده.

ليف إيريكسن:

ليف إيريكسن -التاجر الذي ظهر في بداية أحداث الأنمي- هو في الواقع أول أوروبي وصل للأمريكيتين (باستثناء غرينلاند)، وهو ابن إيريك الأحمر (مؤسس أول مستعمرة في غرينلاند). كان ليف تاجراً ومستكشفاً اكتشف الأمريكيتين (كندا) بالصدفة حين جنحت سفينته عن مسارها في المحيط الأطلسي قرابة العام 1000 ميلادي، كما أسس أول مستوطنة فيها (مع أنّها كانت مؤقتة ولم تدم طويلاً)، وأطلق على الأراضي التي اكتشفها Vinland نسبة للكمية الكبيرة من كروم العنب البرية التي وجدها فيها.

ثورفين كارلسيفني:

يعوف عن ثورفين كونه أول من حاول تأسيس مستوطنة أوروبية في الأمريكيتين (باستثناء غرينلاند)، وعلى الرغم من قلة المعلومات حول حياته ما قبل ذلك الحدث، إلّا أنّ المؤكّد أنه كان تاجراً ناجحاً يسير على خطى ليف إيريكسن. جمع كلّ من ثورفين وزوجته غودريا ثوربيارناردوتير ما بين 65 إلى 140 مستوطناً وتوجها بهم إلى فينلاند (الأمريكيتين). جرت الأمور على ما يرام في العام الأول، وتمكن المستوطنون الجدد من إقامة علاقات تجارية مع السكان الأصليين، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، حيث هاجم السكان الأصليون المستوطنة بسبب سوء فهم حصل بينهم. استطاع ثورفين والمستوطنون صدّ الهجوم والصمود في مستوطنتهم، إلا أنّ اختبارهم لشتاء كندا المرير الذي لا يختلف كثيراً عن شتاء وطنهم الأصلي، وإنجاب غورديا لولدهم الأول، دفع ثورفين ومستوطنيه للعودة إلى ديارهم بعد سنة واحدة من الإقامة في فينلاند.

الملك كانوت العظيم:

بعد وفاة والده سيوين فوركبيرد ملك الدنمارك، تمكّن كانوت من هزيمة إيثلريد وابنه إدموند آيرونسايد، الأمر الذي جعله ملكاً على إنكلترا، ومع وفاة أخيه الملك هارالد الثاني ملك الدنمارك، اتسعت سلطته لتشمل حكم أخيه أيضاً. غزت جيوش كانوت عام 1028 النرويج وأجزاء من السويد، ما جعله ملكاً للنرويج أيضاً، حيث أصبح كانوت نتيجة لذلك مسيطراً على المملكة الأقوى في أوروبا بعد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، لكن مملكته لم تدم طويلاً لسوء الحظ، حيث انهارت جزئياً بعد وفاته عام 1035، قبل أن تتفكك بالمطلق بعد وفاة ولده هارتاكنوت عام 1042.

توركيل الطويل:

كان توركيل عضواً من جماعة الجومزفايكينغز الأسطورية، كما عرف عنه كونه محارباً قوياً وقائداً فذّاً. اهتم توركيل بالأمير الصغير كانوت (الذي أصبح ملكاً فيما بعد كما أسلفنا)، إذ كان يأخذه معه في غزواته. لم يكن توركيل دائماً على توافق مع الملك سيوين فوركبيرد، حيث قاتل معه أحياناً وضدّه أحياناً أخرى في إنكلترا، لكن مع استلام ولده كانوت الحكم، جعله كانوت إيرل مقاطعة إيست أنجليا، وحظي توركيل بعلاقة طيبة مع كانوت على الرغم من حدوث خلاف بينهم دام عامين وانتهى بالصلح، وتنصيب توركيل إيرلاً الدانمارك لمدة عام، من بعد هذه  الحادثة يختفي ذكر توركيل في الكتب التاريخية، ويرجح علماء التاريخ أنّه توفي من بعدها، أو قرر التقاعد ليستقرّ في إحدى مقاطعاته.

Exit mobile version