“ماري الدموية”… الملكة الأسوأ على الاطلاق

إنها أول امرأة تحكم إنجلترا بقبضة من حديد، فقد استولت على العرش بطموح غير مسبوق رغم أنف من سعوا لإفشالها، لقد كان صعود ماري الأولى للحكم جريئا بشكل مذهل، لكن السنوات التي حكمتها، يمكن تصنيفها على أنها الأظلم والأسوأ على الاطلاق. ما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات المكروهة في التاريخ، حتى لقبت ب”ماري الدموية”. فمن هي “ماري الدموية” وما قصتها؟ وما جرائمها؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عليها في هذا المقال، تابع معنا القراءة لتتعرف على التفاصيل المثيرة.

طفولتها

ولدت ماري في 18 فبراير 1516، ولم تكن في الحقيقة الابن المنتظر من طرف والداها هنري الثامن وكاثرين، لكنها على الرغم من ذلك نشأت كأميرة محبوبة، على الأقل حتى سنوات المراهقة، لكن والدها سرعان ما افتتن بامرأة أخرى غير أمها، وتدعى آن بولين، مما أدى إلى طلاق والدتها والانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية. بعد ذلك تم إعلان ماري على أنها غير شرعية، وتم تنزيلها من لقب “أميرة” إلى “سيدة”، وانفصلت عن والدتها، وهو ما جعلها ترفض الاعتراف بصلاحية طلاق والديها أو وضع والدها كرئيس لكنيسة إنجلترا. وفي عام 1536، تظافرت الضغوطات عليها واشتدت إلى أن وافقت ماري أخيرًا على شروط والدها.

صعودها إلى الحكم

بعد وفاة والدها الملك هنري الذي لم يكن مسالما هو الآخر، كان من المفترض أن ينتقل الحكم لابنه الأكبر من الزوجة الجديدة، لكن ماري أرادت العرش لها باستماثة وحشدت الجنود، وكسبت النبلاء في جميع أنحاء البلاد وتوجهت إلى لندن، فدخلت ماري عاصمة إنجلترا عازمة على الحكم والتصدي لكل من يقف في طريقها.

ماري الملكة الدموية

تمكنت ماري من الحصول على العرش وتم تنصيبها ملكة، وكانت أول ملكة تعين من تلقاء نفسها دون الزواج بملك، وخلال فترة حكمها التي استمرت خمس سنوات، أعطت الأولوية للدين قبل كل شيء، ونفذت إصلاحات وفرضت قيود تهدف إلى استعادة هيمنة الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، حتى أنها مرت بحرق 280 بروتستانتًا ووصفتهم بالزنادقة، وهي حقيقة سترسخ فيما بعد لسمعتها السيئة.

أصبحت ماري أكثر إثارة للجدل بعد زواجها من فيليب المنحدر من إسبانيا، وفي ذلك الوقت “ارتبطوا في ذهن الجمهور بالتأثير الإسباني”، كما ازدادت الملكة وحشية، حيث هرب العديد من البروتستانت البارزين إلى الخارج، فيما رفض بعضهم الهروب وأصروا على إعلان معتقداتهم علنًا، إلى أن أصبحوا أهدافًا يجب قتلهم على الفور، لكن الموت لم يكن رحيما، بل أمرت ماري اعتماد مختلف طرق التعذيب، حيث تراوحت طرق الإعدام من قطع الرأس إلى غليان الجسم وصولا عند إخراج أحشائهم وهم أحياء…

توفيت ماري بعد 5 سنوات فقط من حكمها بسبب مرض السرطان، فانتقل الحكم إلى أختها إيليزابيث، صحيح أن فترة حكمها قصيرة، لكنها كانت بمثابة سنوات مظلمة مليئة بالتذيب والقتل والحرق والجثث في كل مكان.

Exit mobile version