مع فتحها الأبواب أمام السياح في السنوات الأخيرة، أخذت كوبا تكسب شهرة واسعة بين روّاد السياحة العالمية، والذين رغبوا بزيارة هذا البلد الكاريبي المعزول منذ عقود. لكنّ كوبا لا تقتصر على السيارات الكلاسيكية الملوّنة والمهرجانات الضاخبة والسيغار الكوبي الفاخر والثورات الهائلة التي شهدتها البلاد عبر تاريخها الحافل، في مقالنا اليوم سنسلط الضوء على عدد من الحقائق المجهولة للكثيرين حول هذه الجزيرة الاستوائية البديعة، فلنباشر:
بقي الاحتفال بالكريسماس محظوراً في البلاد لـ 30 عاماً:
مع استلام حكومة فيديل كاسترو الشيوعية للسلطة في البلاد عام 1959، تمّ إعلان كوبا كدولة بلا دين رسمياً، ما ترتّب عليه إلغاء الاحتفال بالأعياد الدينية ومنها الكريسماس بدءاً من عام 1969، والذي كان عيداً رسمياً في البلاد يعطّل فيه الموظفون، إلّا أنّ السبب الذي دفع الحكومة آنذاك لإلغاء الاحتفال بالعيد كان تأثيره على إنتاجية البلاد من السكر، حيث كانت تعدّ واحدة من الدول الأكثر تصديراً له حول العالم. استمرّ هذا الحظر لمدة 30 عاماً حتى زيارة البابا جون بول الثاني للبلاد عام 1997، حيث تمّ السماح بعدها بالاحتفال بالكريسماس من جديد، رغم أنّه ما يزال يوم دوام رسمي إلى يومنا هذا. يطلق الكوبيون على هذه الفترة أعياد الميلاد الصامتة، أو “Las Navidades Silenciadas”.
تمتلك كوبا واحداً من أفضل معدلات محو الأمّية في العالم:
تمتلك كوبا معدل محو أمية يقدّر بـ 99.8%، وهو واحد من أعلى المعدلات في العالم، ولمعرفة السبب في ذلك فينبغي علينا العودة إلى أيام الثورة الكوبية، حينما أطلقت حكومة كاسترو حملة واسعة على امتداد البلاد لمحو الأمية، وتوفير إمكانية القراءة والتعلم للجميع، خصوصاً للمواطنين العائدين إلى خلفيات مهمشة، وجعل التعليم إلزامياً بين أعمار 6-15 عاماً، كما قامت – لتسهيل هذه المهمة – بإرسال الأفراد القادرة على القراءة (حتى الصغار منهم ممن لم تتجاوز أعمارهم 16 عاماً) إلى الأرياف الفقيرة، ليقوموا بتعليم الناس الذين يعيشون في المناطق النائية القراءة والكتابة، واستمرّت هذه الحملة من من يناير إلى نهاية ديسمبر عام 1961.
تشكل كوبا موطناً لأصغر طائر في العالم:
تعدّ كوبا موطناً للعديد من الطيور المعرّضة للانقراض -25 نوعاً على وجه التحديد-، وطائر النحل الطنّان هو أحد هذه الأنواع، حيث يعدّ هذا الطائر الطائر الأصغر في العالم بطول لا يتعدى الـ 6 سنتيمترات، وألوان غنية مفعمة بالحيوية، قد تخلط في حال رؤيتك له بينه وبين الحشرات نظراً لصغر حجمه. أفضل الأماكن لرصد هذا الطائر اللطيف هي حديقة ألكسندر هامبولدت الوطنية؛ وهي غابة استوائية كبيرة تقع شرقي البلاد.
التنقّل مع الغرباء في السيارات شائع جداً في كوبا:
أحد الأشياء المميزة التي ستلاحظها حال زيارتك للبلاد هو انتشار ظاهرة ركوب السيارات مع الغرباء على الطرق السريعة (الـ Hitch-hiking)، والسبب في ذلك يعود بشكل كبير لقلّة عدد مالكي السيارات في كوبا، بالإضافة إلى نقص فعالية نظام النقل العام في البلاد من ازدحام للحافلات وقلة عددها، على الرغم من تحسّنها بشكل واضح في السنوات الأخيرة.
الدومينو هي لعبة الألواح الأكثر شعبية في البلاد:
رؤية مجموعة من الرجال يلعبون الدومينو على قارعة الطريق في كوبا يعد من أكثر المشاهد شيوعاً، حيث يجلس اللاعبون عادة على طاولات بسيطة ليلعبوا هذه اللعبة التنافسية، ويتحلّق حولهم عدد من المشاهدين و المشجعين، في الواقع فشعبية اللعبة تصل في كثير من الأحيان إلى إقامة دوريات محليّة للتنافس ما بين أبناء الحيّ الواحد.
