القصة المروعة لتوماس سيلفرشتاين…أكثر السجناء عزلة في تاريخ الولايات المتحدة

كان توماس سيلفرشتاين مدانًا بالسجن مدى الحياة لقتله أربعة أشخاص أثناء سجنه، وشكلت وفاته في عام 2019 نهاية معاناته مع العزلة دون رفيق أو أنيس، فقد أصبح أطول سجين في الحبس الانفرادي في التاريخ الأمريكي. فما قصته؟ تابع قراءة المقال للمزيد من التفاصيل.

ما القصة؟

تعرض سيلفرشتاين للتنمر العنيف عندما كان طفلاً، ولذلك نشأ على الرد بالمثل، حيث تم القبض عليه بتهمة السطو المسلح في سن 19 لكنه حكم عليه بالسجن المؤبد لقتله نزيلا، وقتل آخر ثم طعن أحد الحراس حتى الموت، فتم وضعه في مكان مغلق إلى أجل غير مسمى وقضى 36 عامًا في زنزانة عازلة للصوت حيث لم تنطفئ الأضواء أبدًا.

يعود ذلك إلى محاولة يائسة للحد من حوادث العنف، حيث بنى مكتب السجون زنزانة مخصصة في سجن ADX “supermax” في كولورادو، أمضى فيها سيلفرشتاين أكثر من ثلاثة عقود من دون أي اتصال مع غيره من البشر. وفقًا لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي وسيلفرشتاين نفسه، كان ذلك تعذيبًا حرفيًا، حيث قال: “قتل شخص ما على الفور أكثر إنسانية من دفن رجل حيا عمدًا”.

طفولته

ولد توماس في 4 فبراير 1952، في لونج بيتش بكاليفورنيا، وكان يتعرض في فترة شبابه للتنمر بشكل روتيني في حيه الذي تقطنه الطبقة العاملة، وذلك بسبب كونه يهوديًا.

كان توماس سيلفرشتاين يبلغ من العمر 14 عامًا عندما سرق سيارة واعتدى على شرطي، فحُكم عليه بقضاء مدة زمنية في مدرسة الإصلاح التابعة لهيئة شباب كاليفورنيا، ويقول توماس في هذا الصدد أنه لم يتعلم شيئًا سوى الوقوف على رجليه كعقوبة، ومباشرة بعد إطلاق سراحه، بدأ سيلفرشتاين يستخدم الهيروين إلى جانب القيام بعمليات سطو مسلح، والتي توجت بالقبض عليه مع ابن عمه عام 1971، حيث تم إرسال توماس البالغ من العمر 19 عامًا إلى سجن سان كوينتين، ليتم اعتقاله مرة أخرى أثناء الإفراج المشروط في عام 1975  لارتكابه عمليتي سطو مسلحين أخريين بقيمة 11000 دولار. فحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا في سجن الولايات المتحدة في ليفنوورث ، كانساس، وذلك في عام 1977.

أكثر السجناء عزلة في تاريخ الولايات المتحدة

إحدى الأعمال التي رسمها توماس أثناء فترة سجنه

في ليفنوورث، انضم سيلفرشتاين إلى جماعة الإخوان الآرية من أجل ضمان الحماية، لكنه انخرط في أعمال عنف أكثر من التي سبقتها، والتي تضمنت قتل السجين داني أتويل لرفضه العمل كممرر مخدرات وإحضار الهيروين إلى الداخل، فحكم على سيلفرشتاين بالسجن المؤبد، ثم نُقل إلى سجن الولايات المتحدة في ماريون، إلينوي.

وقد ألغيت إدانته في عام 1985 عندما ظهرت تقارير تفيد بأن شهود الادعاء قد زوروا بعض الادعاءات. خلال تلك المرحلة، كان سيلفرشتاين ونزيل آخر يدعى كلايتون فاونتن، قد قتلا بالفعل روبرت تشابيل من عصابة سجن دي سي بلاك. وسرعان ما تم نقل زعيم العصابة ريموند “كاديلاك” سميث إلى ماريون أثناء محاكمة سيلفرشتاين، وبينما كان سميث يخطط للانتقام من تشابيل، تصرف سيلفرشتاين وفاونتين أولاً، حيث طعنوه 67 مرة وقتلوه.

مع حكمين جديدين بالسجن مدى الحياة باسمه، قتل سيلفرشتاين مرة أخرى في 22 أكتوبر 1983، حيث طعن ضابطا باستخدام مفتاح محلي الصنع لفتح الأصفاد، وذلك بسبب التنمر عليه والتهكم من فنه ولوحاته كما زعم سيلفرشتاين.

عندها قرر المسؤولون البدء في تصميم سجن سوبرماكس الفيدرالي كنتيجة مباشرة لعمليات قتل سيلفرشتاين، وتم وضعه في الحبس الانفرادي مع إضاءة دائمة في السقف تسمح بمراقبته بالفيديو دون انقطاع، وكان يتم توصيل وجباته من خلال فتحة صغيرة من الباب، وفي عام 2005، تم نقله إلى فلورنسا، كولورادو. وبتعليمات من مدير مكتب السجون نورمان كارلسون، كان ممنوعا على سيلفرشتاين أي يحظى بأي اتصال بشري وتم وضعه في زنزانة مساحتها 80 قدمًا مربعًا واحتُجز لمدة 23 ساعة يوميًا -مع ترك ساعة واحدة لممارسة الرياضة في قفص.

بعد 36 عامًا في الحبس الانفرادي، مرض سيلفرشتاين بعد جراحة القلب، حيث كانت الفترة القصيرة التي قضاها في مستشفى سانت أنتوني في دنفر بولاية كولورادو هي أول مهلة له من العزلة التامة منذ أوائل الثمانينيات، وكما كتب في مذكراته فإن وفاته في 11 مايو 2019 كانت مصدر راحة وخلاص:

“الدقائق، والساعات، والأيام، والأسابيع، والشهور، والسنوات، تعبر باستمرار بلا نهاية أو راحة “

Exit mobile version