تعرف على تمنشينيل…شجرة الموت السامة

تنتج شجرة المانشينيل أجمل الأخشاب في العالم، والذي يستخدمه الحرفيون الكاريبيون كمخزون لهم في التجارة لعدة قرون، فضلا عن اعتمادها في نحت بعض من أجمل التحف وأطقم غرف النوم، والتي تزين العديد من المنازل التاريخية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، من رفوف الموقد إلى المرايا الخشبية… لكن يجب تذكيرك بألا تنخدع بما قرأته للتو، فشجرة المانشينيل هي أيضًا واحدة من أكثر الأشجار فتكًا في العالم، حيث أن كل جزء منها -من الأوراق إلى اللحاء- مليء بعصارة سامة تسبب بثور ونزيف وصدمة وحتى الموت.

سمية شجرة تمنشينيل

يسميها العلماء Hippomane mancinella ، ويمكن أن يصل ارتفاعها إلى ما يقرب من 50 قدمًا عندما تصل إلى مرحلة النضج الكامل. تتميز الشجرة باللحاء الأحمر والأوراق الخضراء والزهور الخضراء والصفراء، وتنمو بشكل جيد في أي مناخ استوائي. في حين أن موطنها الأصلي في جنوب فلوريدا، لكن يمكن العثور على الشجرة أيضًا في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى والجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية والمكسيك.

لكن بغض النظر عن مكان نموها، يقول العلماء إنها واحدة من أكثر الأشجار فتكًا على وجه الأرض. فكل جزء من الشجرة يحتوي على سم قاتل. وربما الأكثر بشاعة هو أن كل جزء من الشجرة ينضح بسم مختلف، فمجرد لمس النبات نفسه يؤدي إلى شكل من أشكال التهاب الجلد، وهو ما يؤدي إلى ظهور بثور مؤلمة وتشققات، أما في حالة ما وصل السم إلى عينيك، فتوقع أن تصبح أعمى بشكل مؤقت أو دائم. أما إذا قمت بتقطيع جذعها، فسوف ينبعث منها رذاذ سيحرق جهازك التنفسي.

وويل لمن يأكل شجرة المنشنيل أو ثمرها، “فتقشير الجهاز الهضمي” هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لاستهلاك هذا النبات المميت. قال اختصاصي الأشعة نيكولا ستريكلاند، الذي ارتكب خطأ مؤسفًا بتناول تفاحة من شجرة المانشينيل مع صديق له: “لقد تناولت بتسرع قضمة من هذه الفاكهة ووجدتها حلوة بشكل ممتع، بعد لحظات، انتابنا شعور غريب أشبه بالفلفل في أفواهنا، والذي تطور تدريجيًا إلى إحساس بالحرقان والدموع وضيق في الحلق، واستمرت الأعراض على مدار ساعتين حيث لم نتمكن من ابتلاع الطعام الصلب بسبب الألم الشديد والشعور بوجود كتلة ضخمة في البلعوم”.

وسيلة حربية

لقد تحولت شجرة الموت إلى شكل من أشكال الحرب البيولوجية التي استعانت بها بعض القبائل لمحاربة الغزاة، حيث استخدمته قبائل السكان الأصليين لتسميم أطراف سهامهم في حربهم ضد هجوم الفاتح الإسباني خوان بونس دي ليون في عام 1521، حيث تم تصويب سهم مسموم من الشجرة على فخذ دي ليون، الذي سرعان ما انسحب هو ورجاله من منطقة جنوب غرب فلوريدا التي كانوا يحاولون استعمارها، وتم نقله إلى كوبا لتلقي العلاج، لكنه ما لبث أن مات بسبب السم.

الحيوان الوحيد الذي يتمتع بثمار شجرة المانشينيل

على الرغم من سمعتها الشرسة، إلا أن هناك حيوانًا واحدًا يستمتع بشجرة المانشينيل: الإغوانا السوداء ذات الذيل الشوكي، التي تستوطن منطقة البحر الكاريبي وجنوب فلوريدا، وتعرف الإغوانا بكونها ليست مناسبة للاحتفاظ بها كحيوانات أليفة، نظرًا لتصرفاتها العصبية والمتقلبة وشراستها.

تميل الإغوانا السوداء الشوكية الذيل إلى تسلق الشجرة عند الحاجة، على الرغم من أنها تفضل البقاء على الأرض في أكثر الأحيان. حتى أن بعض المراقبين والدارسين قد لاحظوا تعششها في شجرة المانشينيل، وأكلها لثمار التفاح السامة التي تنبت من الفروع، دون أن يصيبها أي ضرر.

Exit mobile version