4 أشياء تدمر بها التكنولوجيا الطبيعة البشرية

كلنا نعرف تشارلز داروين ونظريته المتمحورة حول الانتقاء الطبيعي المرتبط بالتطور، أي أن الكائنات الحية عامة والانسان خاصة قادر على التكيف والاحتفاظ بقدراته الفطرية كأسلافه، حيث ينقل البشر سماته إلى نسله الذي يستمر مع تعاقب الأجيال. لكن الظاهر أن هذه النظرية لن تسري على العصر الحالي وعلى العصور المقبلة، وذلك بسبب التكنولوجيا التي باتت تتدخل بالفعل في الانتقاء الطبيعي، فكل عنصر تقني موجود اليوم من هواتفنا الذكية إلى التطورات الهائلة والأجهزة الاصطناعية يساهم في تحريف تلك الملكات الطبيعية التي ولد بها الإنسان، وذلك بطرق متعددة. تابع معنا القراءة لتتعرف عليها.

منصات التواصل الاجتماعي تنهش حياتنا

تم ربط وسائل التواصل الاجتماعي بعدد لا يحصى من المشاكل بما في ذلك الاكتئاب وفرط النشاط والقلق وتدني احترام الذات وفقدان التركيز، خاصة في صفوف المراهقين الذين يشكلون الجزء الأكبر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين غالبًا ما يعانون من الخوف من الضياع (FOMO)، مما يجعلهم يفحصون حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من اللازم، ومع ذلك، فإن الصلة بين وسائل التواصل الاجتماعي وهذه المشاكل الصحية غير واضحة نظرًا لعدم وجود أبحاث كافية، حتى أن بعض النقاد يقولون إن وسائل التواصل الاجتماعي قد تسبب الاكتئاب والوحدة فقط لأن معظم المستخدمين لديهم بالفعل هذه المشاكل النفسية ويلجؤون إلى وسائل التواصل الاجتماعي فقط لمقابلة الناس والتواصل معهم، في مقابل ذلك، دحضت إحدى الدراسات هذه الفكرة ووجدت بالفعل أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب والوحدة. حيث اشتملت الدراسة على 143 طالبًا من جامعة بنسلفانيا انقسموا إلى مجموعتين، قلصت إحدى المجموعات وقت استعمالها لوسائل التواصل الاجتماعي، بينما استمرت الأخرى في استخدامها بشكل طبيعي، وكشفت الدراسة أن الأفراد الذين يقضون وقتًا أقل على وسائل التواصل الاجتماعي يتمتعون بصحة عقلية جيدة ومستويات أقل من الاكتئاب والوحدة مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمونها كثيرًا.

الأطعمة المصنعة تغير وجوه الأطفال

غالبًا ما يحدد الطعام الذي يأكله الأطفال قوة وشكل وجوههم بما في ذلك الجمجمة والفكين…ومع ذلك، فإن غالبية الأطفال المولودين في الوقت الحاضر لديهم وجوه غير طبيعية بسبب الكميات الهائلة من الأطعمة المصنعة التي يبدؤون في تناولها بعد الولادة مباشرة، وذلك لأن الأطعمة الطبيعية تحتوي على العناصر الغذائية الكافية اللازمة لنمو الوجه بشكل سليم. أضف إلى ذلك أنه غالبًا ما تجبر الأطعمة الطبيعية الأطفال على المضغ بالفك، مما يجعل فكيهم وجماجمهم أقوى إلى حد كبير. في حين تقلل الأطعمة المصنعة من إمكانية المضغ، مما يؤدي إلى ضعف الفكين بشكل كبير. ويقول الدارسون أن اعتمادنا المفرط على الأطعمة المصنعة يجعل جماجمنا أصغر بنسبة 5-10 بالمائة من جماجم البشر الأوائل في العصر الحجري القديم.

محركات البحث تحفز النسيان

يستخدم معظم الأشخاص محركات البحث الخاصة بهم حينما لا يتذكرون بعض التواريخ، وهذا ما يسميه الباحثون “تأثير” Google ، وهو احتمال نسيان المعلومات التي يمكنك البحث عنها بسرعة على الإنترنت. تم الكشف عن الحالة في دراسة أجريت عام 2011 من قبل الباحثين بيتسي سبارو وجيني ليو ودانييل ويجنر، ووجد الباحثون أن الناس غالبًا ما يفكرون في التحقق من الإنترنت كلما طُرح عليهم أسئلة لا يمكنهم الإجابة عليها، وكانوا أكثر عرضة لنسيان المعلومات لأنهم كانوا على وعي أنها ستكون متاحة في الإنترنت.

التكنولوجيا تسبب قصر النظر عند الأطفال

قصر النظر هو إحدى المشاكل الصحية المرتبطة بتغلغل التكنولوجيا في حياتنا اليومية، وتعتبر الإحصاءات مروعة في البلدان عالية التقنية مثل الصين حيث يعاني 90 في المائة من المراهقين من قصر النظر، علما أنه قبل ستين عامًا، كان ما بين 10 إلى 20 في المائة فقط من المراهقين الصينيين من يعانون من قصر النظر، كما أن مستويات قصر النظر آخذة في الارتفاع في أوروبا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، في سيول يعاني أكثر من 96 في المائة من الذكور البالغين من العمر 19 عامًا من قصر النظر، وتشير التقديرات إلى أن 2.5 مليار شخص (ثلث سكان العالم) سيعانون من قصر النظر بحلول السنوات القادمة، في ظل التعرض المستمر لأشعة الأجهزة التكنولوجية.

Exit mobile version