مما لا شك فيه أن العالم لم يصبح بالحال الذي عليه الآن هكذا من لا شيء، من المنطقي أن نعي بأن ما وصلت إليه البشرية في يومنا هذا هو نتاج تراكمات وتحولات عميقة، ترجع إلى الألف سنة السابقة والتي بصمت السنوات التي لحقتها. في هذا المقال سنستعرض لكم أهم خمسة تحولات في الألف سنة ماضية والتي غيرت الكثير والكثير…
القلاع – القرن الحادي عشر
بسبب الافتقار إلى التحصينات المحلية، كان من السهل نسبيًا الاستيلاء على المناطق فقد ساعدت قلة القلاع في بريطانيا في غزوها من طرف العدو، لذا حرص الملوك على تشييد مبانٍ واقية في جميع أنحاء أوروبا في القرن الحادي عشر لحماية أنفسهم وكذلك أراضيهم، نتيجة لذلك، وتدريجيا عزز الحكام سيطرتهم على أراضيهم وبدأ رؤسائهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم حكام منطقة وليسوا مجموعات قبلية تحاول حماية أنفسها من العدو.
القانون والنظام – القرن الثاني عشر
يعتبر تطور القانون والتنظيم لحظة محورية في تاريخ أوروبا، وقد حدث ذلك نتيجة تطور علوم الفلسفة وتأليف كتب القانون وظهور القضاة المؤسسين لمحاكم الاستئناف في بريطانيا، فضلاً عن تشكيل المحاكمات أمام هيئة محلفين.
الأسواق – القرن الثالث عشر
في بريطانيا تم إنشاء 1400 سوق خلال القرن الثالث عشر، وقد صاحبه تضاعف عدد المدن في أوروبا أربع مرات في نفس الوقت، ولأن نظام المقايضة لم تتم إدارته في السوق بكفاءة، فقد اتجهت كل الدول المسيحية نحو اقتصاد تجاري أكثر، وحوالي عام 1300، بدأت دول مختلفة في طباعة عملات ذهبية، وقدمت المؤسسات المصرفية الإيطالية التي لها مكاتب في جميع أنحاء المنطقة ائتمانات، هكذا بدأ الميدان التجاري يتطور شيئا فشيئا.
الطاعون – القرن الرابع عشر
لقد اعتبر وباء الطاعون أو الموت الأسود أسوأ كارثة في تاريخ البشرية، فضلاً عن التغيير الجدري الذي خلفه في التاريخ الغربي، حيث فاق عدد الوفيات بحوالي 200 مرة عدد الوفيات في الحرب العالمية الأولى، إذ مات ما يقرب من نصف سكان البلاد في 7 أشهر فقط. كما كانت التداعيات الاقتصادية هائلة، وتم إضعاف الهيكل الزراعي بشدة نتيجة لندرة الأشخاص الذين نجوا، مما سمح للموظفين بزيادة سعر مهاراتهم لجمع الثروات وليصبحوا أصحاب ملكية الأراضي. في هذا الوقت، بدأ الناس ينظرون إلى الموت من منظور مختلف تمامًا، وبدأ القادة الإيمان يسجدون أمام المسيح ويقبلون على الطاعات، وذلك راجع إلى تسبب المرض في مقتل العديد من الأفراد، فضلا عن تغييره لأنماط حياة الناس وتوقعاتهم بشأن الموت في تلك الحقبة التاريخية.
كولومبوس – القرن الخامس عشر
يعتبر كولومبوس أحد أهم الشخصيات في التاريخ، لقد كشف للأوروبيين الطريق إلى مناطق شاسعة لم يسبقه فيها أحد، وقد فعل ذلك بحماس كبير. حيث كان مدفوعًا ومتأثرا بالقيود الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن هدفه الشخصي المتمثل في أن يصبح مالكًا ثريًا لـلكثير من الأراضي. في مقابل ذلك، حقق كولومبوس الكثير إلى جانب اكتشاف عدد من الدول جغرافيا، حيث تطورت اللغة الإسبانية بفضله لتصبح ثاني أكثر اللغات انتشارًا في العالم.
تخيل لو لم تحدث هذه الأحداث الكبرى، يا ترى كيف كان سيبدو العالم اليوم؟