لقد أُطلق على النقرس “مرض الملوك” على مر العصور، وذلك منذ أن أصبح يصيب الأشخاص الذين يشربون بكثرة ويتناولون الأطعمة الغنية بالدهون، حيث أبلغ الأطباء عن النقرس قديما مثل الإغريق القدماء، زاعمين أنه لا يصيب سوى الرجال الأغنياء، فأصبح هذا المرض شائعًا بعد إصابة الملوك مثل هنري الثامن به، لدرجة أن الأوروبيين أرادوا أن يصابوا به حتى يشار إليهم بكونهم ينتمون للطبقة الثرية. فما هو هذا المرض؟ ولماذا يرتبط أساسا بالاثرياء؟ تابع معنا المقال لتتعرف على التفاصيل.
ألم فظيع
كان النقرس يتسبب في ألم مبرح وقوي، وفقًا للطبيب توماس سيدنهام في القرن السابع عشر، فقد حدد أعراض المرض في ألم في الاصبع الكبير للقدم، وشبه ذلك بشعور تمزق في العظام، كما شبه المشي على القدم وهي مريضة كالمشي على مقلة العين.
مرض الملوك
نظرًا لارتباطه بالغذاء الغني بالدهون والافراط في الشرب، أطلق على النقرس اسم “مرض الملوك”، نظرا لكون الأغنياء فقط هم من يمكنهم تناول الطعام المسبب للنقرس، كنتيجة: تم التعامل مع هذا المرض على أنه شيء جذاب ومحمود لأنه يدل على الثراء والبذخ، حيث كان المرض يعزز الموقف الاجتماعي للمريض على الفور.
أكل القطط كعلاج
كان الوخز بالإبر في التاريخ الصيني واستهلاك الزعفران في بيزنطة من بين الاستراتيجيات العلاجية لمرض النقرس. ومع ذلك، تم اكتشاف أغرب علاج للنقرس في ورقة علمية نُشرت عام 1518، حيث اقترح الطبيب لورنز فرايز، وصفة غريبة ومزعجة: وهي “حشو أوزة سمينة بالقطط الصغيرة المقطعة وشحم الخنزير والبخور والشمع ودقيق الجاودار وشويها، حيث يجب تناول كل هذا، مع وضع قطرات على المفاصل التي بها ألم”.
مرض واق
أراد الكثير من الناس الإصابة بالنقرس لأنهم اعتقدوا أنه سيقيهم من الإصابة بأمراض أخرى، إذ لم يعتقد أن النقرس مجرد مرض مرتبط بالأثرياء؛ ولكن كان يُعتقد أيضًا أنه يولد حالة وقائية، ووفقًا لهوراس والبول في القرن الثامن عشر، فإن النقرس “يمنع الأمراض الأخرى ويطيل العمر” ولأن النقرس كان من بين تلك الأمراض القليلة التي أصابت الأغنياء بشكل متكرر أكثر من الفقراء، ربما شعر الغربيون أن النقرس يحمي الناس من الأمراض الأكثر انتشارًا. وقال والبول في هذا الصدد: “أعتقد أن النقرس علاج وليس مرضًا، وليس من المستغرب عدم وجود دواء له، ولا أسعى إلى الشفاء التام منه”.
بنيامين فرانكلين والملك هنري الثامن
بسبب حرصه على أن يكون له خليفة ذكر، طلق الملك هنري الثامن زوجته وترك الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، لكن غضب هنري لم يكن لتلك الاسباب، ولكن بسبب كونه من بين أكبر المصابين بالنقرس في التاريخ، ونفس الشيء بالنسبة لبنيامين فرانكلين الذي كان له ماضي مؤلم مع المرض.