في يوم من أيام القرن السادس عشر، تم اكتشاف جزيرة مرجانية نائية تبلغ مساحتها 6 كيلومترات مربعة لأول مرة، وخلال القرون التالية، شهدت الجزيرة التي سميت بكليبرتون الكثير من الخلافات حول ملكيتها، حيث ادعت فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر ملكيتها لهذه الجزيرة، التي سميت على اسم القرصان الإنجليزي جون كليبرتون، وقد كان الفرنسيون يطمعون في الاستيلاء على الأسمدة الطبيعية الموجودة بالجزيرة، وفي نفس الوقت كان للمكسيك أيضًا مصلحة في الحصول على ملكية جزيرة كليبرتون، وأخذت حكومتها زمام المبادرة. فما قصة هذه الجزيرة؟ وما الذي حولها من جنة إلى جحيم؟ تابع معنا القراءة لتتعرف على التفاصيل.
بداية اللعنة
في عام 1914، هبطت حامية تتألف من 12 جنديًا وحارس منارة ومدنيين آخرين (إجمالي 100 شخص) على الجزيرة، إذ أن سكان الجزيرة المحتلة حديثًا كانوا يعيشون هناك بقيادة النقيب رامون أرنو، وكل شهرين، كانت هناك سفينة تأتي من المكسيك محملة بالطعام والإمدادات، فبدت الحياة على الجزيرة هادئة وسلمية، لكن لاحقا، أصبحت الأمور تتغير، ونسيت الحكومة المكسيكية ببساطة جزيرة كليبرتون وسكانها. فقطعت الإمدادات الغذائية، وترك سكان الجزيرة بمفردهم.
مكابدة ومقاومة
كان على الكابتن أرنو أن يكتشف كيف يمكن للناس أن يبقوا على قيد الحياة على جزيرة خالية من موارد الطعام، وبما أن الأرض غير صالحة للزراعة هناك، قرر الكابتن أن الأشياء الوحيدة الصالحة للأكل هي جوز الهند، فقرر أن توزع على النساء والأطفال أولا. كما اضطر سكان الجزر المرعوبون إلى تناول بيض الطيور التي كانت تهبط على الجزيرة وسرطان البحر، لاسيما وأنه كان من الصعب جدا اصطياد السمك الذي لم يكن ليقترب أبدًا من الجزيرة.
سقوط تلو آخر
تمكن بعض السكان الأقوياء من النجاة، لكن معظم سكان الجزيرة ماتوا من أمراض مختلفة بسبب الجوع وسوء الأحوال المعيشية وضعف التغذية، فحاول الكابتن أرنو وبعض جنوده الإبحار بعيدًا عن الجزيرة على أمل العثور على أي مساعدة، لكن محاولتهم اليائسة أدت إلى نتيجة مميتة. حيث مات أرنو ورجاله بعد اصطدامهم بالشعاب المرجانية، كما تأثر سكان الجزيرة أيضًا بالعديد من العواصف البحرية، وكان عدد سكان الجزيرة يتناقص تدريجيا بحلول كل يوم جديد. عندما لم يتبق رجال آخرون في الجزيرة، باستثناء حارس المنارة فيكتوريانو ألفاريز، الذي توج نفسه ملكًا لجزيرة كليبرتون. ومع ذلك، لم يكن لديه نوايا طيبة لرعاية النساء والأطفال الفقراء. فقد أساء إليهم ألفاريز وهدد باستمرار بقتل أي شخص لن يطيع أوامره ورغباته الجنسية، والمرأة الوحيدة التي وقفت على موقفها ضد طغيانه كانت أرملة النقيب أرنو. حيث قامت في النهاية بتواطؤ مع أحد ضحايا ألفاريز بقتل الملك الذي نصب نفسه ملكًا.
الخلاص أخيرا
بعد أيام وأيام من المعاناة، حل الفرج وذلك بفضل استمرار الحرب العالمية الأولى، حيث طافت بارجة أمريكية بالقرب من الجزيرة لترى ما إذا كان هناك أي نشاط للعدو الأجنبي، واعتقد الأمريكيون أن البحرية الألمانية ربما أقامت قاعدة في هذه الجزيرة، فخيمت عليهم الصدمة وفوجئوا للغاية عندما اكتشفوا أن الجزيرة بها 11 شخصًا يتضورون جوعاً، والذين كانوا في أمس الحاجة إلى المساعدة، فتمت إعادة جميع الناجين إلى المكسيك الذين تكونوا من ثلاث نساء ومراهقة وسبعة أطفال.