ما لا تعرفه عن ستونهينج Stonehenge، اللغز الأكبر في تاريخ إنكلترا

تحمل العديد من المواقع الأثرية في خباياها العديد من الأسرار، إلّا أنّ بعضها يشكّل وجوده بحدّ ذاته لغزاً عجز العلماء حتى الآن عن تفسيره بشكل واضح، وهذا هو الحال في ستونهينج؛ المبنى الحجري الأشهر في المملكة المتحدة، وأحد أشهر التشكيلات الحجرية في العالم. يقع المعلم الشهير في ويلتشاير، إنكلترا، المملكة المتحدة، ويشكّل مقصداً سياحياً هامّاً للعديد من السياح سنويا، يدور حول المبنى الكثير من الغموض والشائعات، لكنّنا في مقالنا اليوم سنناقش عدداً من الحقائق التي نعرفها يقيناً حول هذا المعلم، لذا فلنباشر:

أحجار ستونهينج موغلة في القدم:

يعود تاريخ هذا الموقع إلى عدة آلاف عام قبل الميلاد، حيث يرجع تاريخ الملجأ الدائري المحفور حول الموقع، والخندق الذي يحيط بالأحجار إلى 3100 عاماً قبل الميلاد. يعتقد العلماء أنّ الأحجار الموجودة في الموقع يعود تاريخ رفعها للمرة الأولى بين الأعوام 2400 و2200 قبل الميلاد. بمرور العقود، تمّ إعادة ترتيب الأحجار عدّة مرات قبل أن تصل إلى شكلها النهائي الذي نعرفه اليوم، والذي يظنّ العلماء أن عمره يعود للمجال التاريخي الواقع بين 1930 و1600 قبل الميلاد.

يعتقد أن الصرح كان موقعاً للدفن:

من أكثر ما يثير الحيرة حول صرح ستونهينج كون الشعوب التي قامت ببنائه لا تملك أي أثرٍ مكتوب، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من التبؤات حول الغاية التي كان يستخدم لها هذا الموقع، حيث لطالما ساد الاعتقاد في السنوات الماضية بكون المعلم معبداً سابقاً للكهنة، لكنّ هذه الاعتقادات تغيرت مع الاكتشاف الذي قام به علماء آثار في الموقع عام 2013، حيث عثروا على ما يقارب 50000 عظمة في الموقع، تعود لـ 63 رجلاً، معظهم تمّ دفنه حوالي العام 3100 قبل الميلاد، وقليل منهم يعود تاريخ دفنه إلى العام 2500 قبل الميلاد، الأمر الذي أثار النظريات القائلة بأنّ الموقع كان بالأصل موقعاً للدفن، إلّا أنّ تأكيد كون هذا الأمر هو المقصد الأساسي لبناء الصرح يبقى صعباً.

بعض أحجار البناء تم جلبها من مواقع تبعد 200 ميلاً (320 كيلومتراً) عن مكان الصرح الحالي:

تم جمع جزء من الأحجار المستخدمة في تشكيل الصرح من قرية في ويلز المجاورة لإنكلترا، تبعد هذه القرية التي تدعى Maenclochog مسافة تصل إلى 320 كيلومتراً عن الموقع، وهذا الأمر يعد أحد العجائب التي تحيط بالصرح، فنقل أحجار بهذه الضخامة لمسافة شاسعة كهذه يتطلب تقنيات بالغة التطور بالنسبة للعصر الذي تمّ فيه نقل هذه الأحجار.

تعرف الأحجار التي بني بها الصرح بـ “الأحجار الرنّانة”:

تمتلك أحجار الصرح خواص صوتية غير اعتيادية، فهي تصدر أصواتاً مرتفعة صاخبة في حال الضرب عليها، وهذا ما يفسّر غالباً الدافع الذي حذا ببناة هذا الصرح تكلّف مشقّة نقل هذه الأحجار لمسافة كبيرة كتلك، حيث كان يعتقد في حينها أنّ أحجار كهذه تمتلك خصائص علاجية. في الواقع فاسم القرية التي تمّ جلب الأحجار منها Maenclochog معناه الحرفيّ: الأحجار الرنّانة.

تدور العديد من الأساطير حول من بنى هذه الأحجار:

منذ قدم التاريخ، شكّلت هذه الأحجار لغزا للأجيال المتعاقبة، حيث كان يعتقد القدماء في العصور الوسطى –وفقاً للأسطورة الرائجة حينها- أن الساحر ميرلين قام بنقل هذه الأحجار من إيرلندا، حيث قامت العمالقة ببنائها بالأساس! في العقود الأخيرة ظهرت بعض الأصوات المتحمّسة التي تقول أن فضائيين هم من قاموا ببناء الصرح وليس البشر!

Exit mobile version