لم تكن ليوناردا سيانكيولي محظوظة في إنجاب الأطفال، من بين 17 حالة حمل توفي عشرة أطفال قبل بلوغ سن الرشد. وعندما أعلن جوزيبي بانساردي ابنها الأكبر وطفلها الحبيب عن رغبته في الالتحاق بالجيش الإيطالي والمشاركة في الحرب العالمية الثانية في عام 1939، صدم الجميع بهذا القرار. بسبب هذا الإعلان المفاجئ، وبسبب عوامل أخرى أبرزها إيمانها بالخرافات، أصبحت ليوناردا سيانكيولي واحدة من أكثر القتلة المتسلسلين شهرة في القرن العشرين.
التضحيات البشرية
بعد أن علمت أن ابنها الأكبر وطفلها المفضل جوزيبي، كان يستعد للالتحاق بالجيش الإيطالي للحرب العالمية الثانية، استقالت ليوناردا من منصبها وكانت مصممة على حمايته بأي ثمن، فأقنعت نفسها بأن التضحيات البشرية ستكون كفيلة بضمان حمايته. فبدأت تقتنص الفرص وتجمع معلومات عن ضحاياها المرتقبين، حيث بدأت بمراقبة ثلاث سيدات في منتصف العمر يعشن بجوار بعضهن البعض.
الضحايا الثلاث
فوستينا سيتي
الضحية الأولى لليوناردا سيانكيولي كانت عانس تدعى فوستينا سيتي، حيث سلبت روحها في منزلها بعد أن دعتها إليه بحجة تعريفها على زوجها، وأخبرتها أن ترسل رسائل إلى أفراد أسرتها تخبرهم فيها أنها ستقابل الرجل في بلد آخر أثناء تواجدها هناك. وما إن قدمت إلى منزلها حتى قامت ليوناردا بتخدير سيتي بنبيذ ملوث وقتلتها بفأس، وقطعت أوصالها إلى تسعة أجزاء، وجمعت دمائها في حوض كبير.
فرانشيسكا سوافي
تم اكتشاف ضحية أخرى تدعى فرانشيسكا سوافي في الخامس من سبتمبر عام 1940، حيث أغرتها بنفس الطريقة التي أغرت بها سيتي، إذ أقنعت الضحية بأنها رتبت لها لقاء لتولي منصب تدريسي في الخارج، واضطرت إلى كتابة رسائل إلى صديقاتها تخبرهم برحيلها إلى دولة أخرى. فدعتها لمنزلها وسممت مشروبها، وطهت لحمها على شكل كعكات شاي.
فرجينيا كاسيوبو
كانت فيرجينيا كاسيوبو مغنية سوبرانو مشهورة غنت في مكان أوبرا لا سكالا المرموق في ميلانو في مرحلة ما من حياتها المهنية. وبنفس الطريقة أعطت ليوناردا ضحيتها نبيذًا مخدرًا قبل قتلها بفأس، وجدير بالذكر أنها حولت بقايا ضحاياها الثلاث إلى صابون.
اعتقال ليوناردا
اعتقدت ليوناردا أنها ارتكبت جرائم قتل بشكل مثالي دون أن تكشف، لكن اتضح فيما بعد أنها كانت مخطئة تمامًا. فعلى عكس ضحيتيها السابقتين، اللتين كانت لهما علاقات قليلة ، كانت لكاسيوبو علاقات كثيرة، من بينها أخت زوجها المقربة جدا، حيث لم تثق في رسائل كاسيوبو حول رحلتها المفاجئة والسريعة، وبسبب رؤيتها وهي تدخل منزل سيانشيولي في الليلة السابقة لمغادرتها، قامت بإبلاغ قسم شرطة على الفور، وسرعان ما تم التحقيق مع ليوناردا.
بعد أيام من المحاكمة، أدينت ليوناردا سيانكيولي بجرائمها وحكم عليها بالسجن 33 عامًا، وقضت حياتها في السجن إلى أن توفيت في 15 أكتوبر 1970.