من المعروف أن معظم الملوك والملكات وغيرهم من الحكام دُفنوا بثرواتهم المادية وكنوزهم في أماكن معلومة للعيان؛ ومع ذلك، لا تزال مقابر العديد من الشخصيات التاريخية غير مكتشفة اليوم، حيث تم إخفاء مواقع بعض المقابر عن عمد، مثل مواقع الرايخ الثالث، جنكيز خان، وأتيلا الهون، بينما فُقدت مواقع أخرى بمرور الوقت، مثل تلك الخاصة بالإسكندر الأكبر وليوناردو دافنشي.
الإسكندر الأكبر
قضى الإسكندر الأكبر معظم فترة مراهقته في غزو مساحات شاسعة من الأرض في بلاد فارس ومصر والشرق من أجل توسيع إمبراطوريته اليونانية، وقد توفي هذا الأخير عام 323 قبل الميلاد، عندما كان يبلغ من العمر 32 عامًا فقط، ودُفن في قبر كان يوقر ويزوره المعجبون لسنوات عديدة. وقد ورد أن الإسكندر دفن أولاً في ممفيس، مصر، حيث عين نفسه فرعونًا. ثم تم نقل رفاته إلى الإسكندرية، فتحول القبر إلى نوع من المواقع المقدسة بسبب مدى احترام الزائرين له، وتم وضع الزجاج فوق قبره حتى تتاح للزوار الفرصة للنظر إلى جثته المحنطة.
بعد مئات السنين من وفاة الإسكندر، اجتاح تسونامي مدينة الإسكندرية، وتلا ذلك ارتفاع منسوب مياه البحر، مما دفع سكان المدينة إلى البناء فوق الأطلال القديمة من أجل رفع مستوى المدينة ومنع غمرها بالكامل تحت الماء، مما تسبب في ضياع قبر الإسكندر. ومنذ ذلك الحين، تم إجراء أكثر من مائة عملية تنقيب في المنطقة لتحديد موقع قبر الفاتح، لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل. ويعتقد العديد من المؤرخين أن قبره ما زال في الإسكندرية، في حين يعتقد آخرون أنه ربما تم نقله خلسة إلى اليونان أو البندقية أو أي مكان آخر في مصر.
جنكيز خان
اشتهر جنكيز خان باحتلاله لأكبر إمبراطورية برية في التاريخ، حيث امتدت إمبراطوريته على طول الطريق من المحيط الهادئ إلى بحر قزوين، ونظرا لشهرته وسمعته السيئة عندما كان على قيد الحياة، أراد أن يكون قبره سرًا شديد الحراسة. إذ طلب قبل وفاته أن يدفن سرا وأمر رجاله بإخفاء مكان رقوده.
توفي جنكيز خان عام 1227 وتم نقل جثته إلى منغوليا، وقد كان رجاله يقتلون كل من شاهد مكان دفنه حتى يطبقوا وصية قائدهم بحذافرها، بعد الدفن، حاولوا التخلص من آثار الحفر والدفن بجلب مئات الخيول التي داست على المكان في محاولة للتخلص من أي آثار.
مرت مئات السنين منذ وفاة جنكيز خان، لكن قبره لم يكتشف بعد، على الرغم من استخدام صور الأقمار الصناعية المتقدمة تقنيًا لتحديد موقع القبر، إلا أن كل هذه الجهود كانت غير مجدية، كما أن المنغوليين أنفسهم لم يحاولوا أبدا البحث عن موقع دفنه.
توت عنخ آمون
تم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في عام 1922، وبالإضافة إلى رفات الملك، كانت المقبرة تحتوي على كنوز لا تقدر بثمن تم دفنها بجانب الملك، وقد شجعت هذه الثروات علماء الآثار وعلماء الحفريات على توسيع بحثهم عن مواقع الدفن المصرية، وفي عام 2020، ذكر علماء الآثار أنهم يعتقدون أن قبرًا مصريًا مشهورًا آخر من المحتمل أن يكون موجودًا داخل قبر الملك توت، بعد مدة من التنقيب تم اكتشاف الغرف المخفية المحتملة في المقبرة.
أدولف هتلر
في عام 1945، زُعم أن أدولف هتلر قتل نفسه وعائلته في مخبأ تحت الأرض في برلين، وبحسب ما ورد فقد أحرق مرؤوسوه المخلصون جسده للتخلص منه، واختاروا إخفاء رفاته وزوجته في غابة ألمانية حتى العام التالي عندما أخرجوا الجثث وأرسلوها إلى حامية عسكرية، وتم إلقاء الرفات في نهر بيدريتز، وذلك من أجل ألا يصبح مكان دفنه موقعًا لاجتماع الفاشيين.