الأطفال ذوي البشرة الخضراء في إنجلترا… كائنات فضائية في العصور الوسطى؟

لغز قرية وولبيت بإنجلترا الذي لازال يحير عقول المؤرخين !

تعتبر العصور الوسطى واحدة من أكثر الفترات المهمة والعظيمة في التاريخ، لأنها امتدت لأكثر من عشرة قرون، فضلا عن كونها مليئة بالغرائب والحوادث والألغاز التي لم تحل حتى اليوم. من بينها لغز “أطفال وولبيت ذوي البشرة الخضراء”، اللذان تم اكتشافهما في قرية وولبيت بإنجلترا. فما قصة هذين الطفلين؟ ومن أين جاءا؟ ولماذا لم يتم يحل لغزهم إلى الآن؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عليها في هذا المقال!

اكتشاف الطفلين الصغيرين ذوي البشرة الخضراء

في منتصف القرن الثاني عشر بالريف الإنجليزي، وعلى بعد 60 كيلومترًا من كامبريدج كانت هناك قرية صغيرة هادئة في شرق البلاد تسمى “وولبيت”، وكما هو الحال في كل مكان في ذلك الوقت، كان سكان المدينة يعيشون بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات.

ذات يوم، وبينما السكان غارقون في أنشطتهم وأعمالهم اليومية، رأى بعض القرويين فتاة وصبي مجهولين بالقرب من مدخل أحد الكهوف التي كانت بالمنطقة، وبما أن قاطني القرية أنذاك كانوا ذوو علاقات وطيدة مع بعضهم ، كان الجميع يعرفون بعضهم البعض، لذلك سرعان ما لفت هذان الشخصان الغريبان الانتباه. عندها قرر المزارعون الاقتراب منهما واستطلاع الأمر، فاندهشوا وصدموا حينما اكتشفوا أن الأطفال ليسوا غرباء فحسب، بل لديهم أيضًا بشرة خضراء، إضافة إلى كونهم لا يتحدثون الإنجليزية ولكنهم يتحدثون لغة غير مألوفة بأصوات مختلفة للغاية. كما كانوا يرتدون ملابس لم يرها أي قروي من قبل، والأهم من ذلك كله أنهم يرفضون الطعام المقدم لهم باستمرار!

بوابة حضارة تحت الأرض؟

مرت عدة أيام لم يأكل الأطفال خلالها أي شيء، حتى تم تقديم الفاصوليا لهم، فاكتشف أهل القرية أن هذا هو الشيء الوحيد الذي يرغبون في تناوله. خلال تلك الفترة انتشرت شائعات عن العثور على مخلوقين بشريين في وولبيت كالنار في الهشيم في المنطقة. ما فتح الطريق لهم للتأويل والإبداع في اختراع قصص ونظريات لشرح ما يجري، فقال البعض منهم أن هذه علامة واضحة على وجود حضارة تحت الأرض، وأن الكهف الذي وجد الأطفال بالقرب منه هو بوابة بين العالمين. وقال بعضهم الآخر أنهم كائنات فضائية تبحث عن غزو.

مرت الأسابيع والشهور، حاول فيها سكان وولبيت إدماج الصغيرين في القرية والاعتناء بهما، حيث كانوا يعلمونهم اللغة الإنجليزية ويلقونهم مبادئ الدين ليصبحوا مسيحيين صالحين، كما تمت تسميتهم أيضا. فيما بعد، للأسف توفي الصبي الصغير بسرعة بسبب مرض أصيب به هناك، في حين تأقلمت شقيقته “أغنيس” بسرعة مع الحياة الجديدة، وبدأت تشتغل في أحد بيوت القرية، كما بدأت بشرتها تسترجع لونها الاعتيادي.

“أغنيس” تخرج عن صمتها

بعد أن تعلمت اللغة الإنجليزية، بدت “أغنيس” قادرة على الدردشة مع القرويين، الذين كانوا جميعًا متحمسين لمعرفة كيف انتهى بها المطاف هي وشقيقها أمام الكهف، ولكن بشكل خاص لماذا كانت خضراء في ذلك الوقت. ردا على ذلك، كانت دائما تقول إنها لا تتذكر التفاصيل، وإن كل ما تتذكره أنها كلفت هي وشقيقها ذلك اليوم برعاية قطيع والديهما من الماشية، وبينما هما يتبعان الماشية سمعا أجراس تدق من بعيد، فتبعا الصوت إلى أن وجدا نفسيهما فجأة بالقرب من مصيدة ذئب فلم يجرئا على التحرك، إلى أن جاء المزارعون للقائهم.

إن المصادر التي يمكن الرجوع إليها في هذه القصة لم تعط كثيرا من التفاصيل وظلت مجهولة نسبيا، وأحد المصدرين هو كتابات راؤول دي كوجيشال، الذي كان رجل دين عاصر تلك الفترة التي ظهر فيها الطفلان. لذلك فإنه من المستحيل أن يتمكن المؤرخون الحاليون والمستقبليون من توضيح هذه القصة وسيصعب عليهم ذلك نظرا لقلة المصادر وتكتمها عن الأمر.

المؤرخون ونظرياتهم التفسيرية

تم طرح العديد من النظريات: أهمها أن الطفلين كانا أبناء المهاجرين الفلمنكيين، حيث كان العديد منهم يأتي لتلك المنطقة في ذلك الوقت، وهوما يفسر سبب عدم اتقانهم اللغة الإنجليزية في وولبيت. أما فيما يتعلق ببشرتهم الخضراء، فيفترض “ديريك بروير” أنه من الممكن أن يكونوا قد عانوا من الإصابة بالكلور، وهي حالة تجعل بشرة أولئك الذين يعانون منها تبدو مخضرة، وأن هذا التلوين يختفي تدريجياً مع اتباع نظام غذائي متوازن.

هذه ليست النظرية الوحيدة، إذ هناك العديد من السيناريوهات التي تفنن في حبكها الكثيرون، لكن تبقا النظرية السابقة هي الأقرب إلى المنطق والواقع. وعموما فإن هذا اللغز لازال يحير الكثيرين خاصة المؤرخين، الذين لايزالون ينقبون عن الحقيقة على الرغم من مرور 850 سنة على هذه الحادثة الغريبة.

Exit mobile version