“القابلة الشيطانية” التي قتلت أكثر من 100 طفل

حينما يغدو حامي الأطفال قاتلهم !

الطيبوبة، الرعاية، الأمومة، هذه هي الصفات التي عادة ما نربطها بالشخص الذي يعتني بالأطفال الرضع عقب خروجهم إلى هذا العالم، ولمئات السنين، شكلت القابلات تجسيدًا لتلك الصفات الثلاثة. لكن ماذا لو استبدلنا هذه الصفات بـ “الشيطان” أو “القاتل المتسلسل” ماذا ستكون النتيجة؟ للأسف، لا يتعين علينا التفكير مليا في الإجابة لأن هذا هو بالضبط ما حدث في اليابان، حينما ارتكبت هذه القابلة ما لا يمكن تصوره، وهذه القصة التي سنحكيها في هذا المقال تقشعر لها الأبدان نظرا لوحشيتها وبشاعتها. تابع معنا القراءة لتتعرف على قصة هذه القابلة الشيطانية.

من هي القابلة الشيطانية

ولدت “ميوكي إيشيكاوا” في 5 فبراير 1897 في قرية هونجو بمحافظة ميازاكي، في حين لا يُعرف الكثير عن طفولتها وتختلف الروايات التي تحكي ظروف نشأتها. في سن المراهقة وأوائل العشرينات من عمرها، تخرجت “ميوكي” من جامعة Tōkyō Imperial في عام 1919، وبعد استكمال دراستها تزوجت “تاكيشي إيشيكاوا”، وهو رقيب سابق في كينبيتاي. بعد زواجهما، أصبحت “ميوكي” قابلة و”تاكيشي” ضابط شرطة. وأظهرت ميوكي تميزا كبيرا في وظيفتها وأبانت عن قدرتها المذهلة في التعامل مع الأطفال لدرجة ترقيتها إلى منصب مديرة دار الأمومة “كوتوبوكي سانين” حيث كانت تعمل. إبان ذلك لم يكن لدى “ميوكي” وزوجها أي أطفال، حيث أن إنجاب الأطفال كان موضوعا حساسا بسبب الوضع الاقتصادي المتهالك لليابان في الأربعينيات أي ما بعد الحرب تحديدا، وبسبب عدم قدرة معظم اليابانيين على رعاية أطفالهم بسبب قلة الموارد المالية والغذائية، قام العديد من الآباء بتسليمهم إلى دور رعاية الأمومة، ولكن عندما وصلت دور الولادة إلى الطاقة الاستيعابية القصوى، بدأت تحدث أشياء مروعة، حيث أصبح الأطفال يهملون ويتركون حرفياً للموت من العدوى والجوع، فتأثرت القابلات في “منزل الأمهات” في إيشيكاوا لدرجة ترك وظائفهن.

بداية سلسلة الجرائم

في نفس الفترة كانت “ميوكي” تأخذ الأطفال في رعايتها وتتركهم ليموتوا بشكل طبيعي، لكن سرعان ما تحول ذلك إلى تجارة مربحة، حيث بدأت مع زوجها في تحصيل مبالغ كبيرة من المال من الوالدين الذين يرغبون في قتل أطفالهم، وذلك تحت ذريعة أن قتلهم هو أقل شناعة من تربيتهم في ظل الظروف المتأزمة، وجدير بالذكر أن طبيب دار الأمومة “شيرو ناكاياما”،  كان شريكًا أيضًا في هذا المخطط وكان يُصدر شهادات وفاة مزورة.

وبما أن كل عمل شرير لا يفلت من العاقبة، في 12 يناير 1948، عثر ضابطا شرطة بالصدفة أثناء قيامهما بدورية على رفات خمسة أطفال، فراودتهم الشكوك وبعدها أكد تشريح الجثة أن الأطفال لم يموتوا لأسباب طبيعية. فأجرى المحققون تحقيقاتهم وفي 15 يناير 1948، تم القبض على “ميوكي إيشيكاوا” وزوجها.

ضحايا كثر

بعد إجراء مزيد من التحريات ظهرت حقائق أكثر إثارة للقلق، حيث تم العثور على رماد 40 رضيعًا في منزل مدفون، و 30 آخرين في معبد. وبعد شهور من الاستجواب، اتُهمت “ميوكي إيشيكاوا” بقتل 103 أطفال. ومع ذلك، نظرًا لأن ضحايا “ميوكي” كانوا أطفالًا مهجورين وكان يُنظر إلى والديهم على أنهم مسؤولون، فقد حُكم على القابلة القاتلة بالسجن ثماني سنوات فقط. ووجهت إليها تهمة القتل العمد عن طريق الإهمال، وحكم على زوجها “تاكيشي إيشيكاوا” والطبيب “شيرو ناكاياما” بأربع سنوات، في وقت محاكماتهم، لم يمنح القانون الياباني أي حقوق للضحايا الرضع. علاوة على ذلك، بعد استئناف الأحكام الصادرة بحقهما، خفضت محكمة طوكيو العليا مدة سجن “ميوكي” إلى أربع سنوات و”تاكيشي” إلى عامين في 28 أبريل 1952.

شكلت هذه القضية صدمة عالمية وتحدثت عنها جميع وسائل الإعلام الكبرى، ووصفها الكاتب الياباني “كينجي ياماموتو” بأنها سلسلة جرائم “لا تصدق ولا تطاق”.

Exit mobile version