قد تكون سمعت عن حيوان الماموث العملاق والدينصورات دون شك، ونتفق جميعا على أنها حيوانات عاشت في حقبة ما قبل تدوين التاريخ بجوار الانسان البدائي، لكن ما نجهله أعمق، إذ هناك العديد من الحيوانات التي عاصرت نفس الفترة الزمنية السحيقة حيث كان بعضها لطيفًا، مثل حيوان الكسلان العملاق أو وحيد القرن الصوفي، في حين عاشت حيوانات أخرى مثل النمر ذو الأسنان والذئاب الرهيبة بحجمها الضخم وأنيابها المخيفة، لملايين السنين، كانت هذه الحيوانات القديمة تتسلق الأشجار في الغابة وتطارد الفرائس وتصارع البشر البدائيين، وعلى الرغم من اختلافهم إلى حد كبير، فقد ماتوا جميعًا بطرق مماثلة: إما بسبب تغير المناخ أو الصيد الجائر أو المرض. فما هي هذه الحيوانات؟ تابع القراءة معنا لتكتشفها!
غليبتودون
ما بين 5.3 مليون إلى 11.700 سنة مضت، كان هناك مخلوق غريب يسمى glyptodon الغليبتودون يعيش على سطح الأرض، يبلغ طول هذا “المدرع العملاق” عشرة أقدام ويزن ما يصل إلى 4000 رطل، ويقدر حجمه بحجم سيارة، على الرغم من أن الغليبتودون كان لديه ذيل قوي وظهر مدرع يتكون من 1000 لوح عظمي، فمن المحتمل أنه عاش حياة مسالمة بعيدا عن الصراعات إلى حد ما، كما أنه من الحيوانات العاشبة. ومع ذلك، يمكن للغليبتودون الدفاع عن نفسه حتى ضد الغليبتودونات الأخرى إذا لزم الأمر، ويمكن أن يسحق ذيله القوي جمجمة بشرية، كما يعتبر ظهره الذي يشبه الصدفة درعا مانعا صلبا ومتينا ضد التهديدات الخارجية.
بناءً على الضرر الموجود في أحافير قوقعة غليبتودون، يعتقد العلماء أن هذه الوحوش غالبًا ما كانت تقاتل بعضها البعض لتسوية النزاعات حول الأراضي أو أشياء أخرى، وكانت ضربتهم القاضية بواسطة ذيلهم القوي ضد قوقعة خصمهم، لكن هذا الحيوان القديم غالبًا ما كان عليه أن يتعامل مع البشر أيضًا، إذ من المحتمل أن الصيادين البدائيين طاردوا الغليبتودون من أجل لحمه وقشرته، ومن أجله لقتله كان لزاما عليهم أن يديروه على ظهره ويقذفوا بطونته الرخوة بالرمح.
اكتشف الباحثون لأول مرة الغليبتودون في عام 1823، عندما صادف عالم الطبيعة أنطونيو لاراناغا في الأوروغواي عظمة فخذ عملاقة للحيوان، وكان يزن العظم حوالي سبعة أرطال ويمتد من ست إلى ثماني بوصات. وتوصل الدارسون إلى أن عهد الغليبتودون انقرض بعد فترة وجيزة من العصر الجليدي الأخير بسبب تغير المناخ، والصيد البشري.
تيتانوبوا: الأفعى الوحشية لعصر الباليوسين
تخيل ثعبانا، الآن لك أن تتخيل أن طوله يبلغ 45 قدمًا ويزن 1.25 طنًا، الأمر مرعب أليس كذلك؟ فهذا هو شكل التيتانوبوا المرعبة، عاش هذا الثعبان الوحشي قبل حوالي 60 مليون سنة أي بعد انقراض الديناصورات، وقد شجعتها الحيوانات المسكينة التي كانت تتغذى عليها هذه الافعى العملاقة لكي تسيطر وتهيمن على الأدغال الاستوائية في أمريكا الجنوبية الحالية. حيث كانت تتربص بفرائسها من السلاحف العملاقة التي يبلغ ارتفاعها خمسة أقدام والتماسيح التي يبلغ طولها 20 قدمًا، وكانت تنتظرها في المياه الضحلة حتى تقترب فريستها، وبمجرد أن يقترب الحيوان بدرجة كافية كانت تنقض عليه وتسحقه حتى الموت ثم تتناوله.
ميجثيريوم الكوالا العملاق
يتميز حيوان الكسلان اليوم بصغر الحجم، لكن بنو جنسه الذين سبقوه في المراحل القديمة والذي كان يسمى Megatherium americanum ، تميز بحجمه العملاق، حيث كان يبلغ طوله حوالي 12 قدمًا ويزن أربعة أطنان ، وقد جاب مرة واحدة في أدغال أمريكا الجنوبية. على عكس حيوانات الكسلان اليوم، التي تعيش في الأشجار، سار الكوالا على الأرض، حيث تشير الأحافير التي عُثر عليها في الأرجنتين وأوروغواي وبوليفيا إلى أن الوحش عاش منذ ما بين 400000 و8000 عام. وعلى الرغم من أنه كان يسير على أربع أرجل، يمكن أن يمتد إلى ارتفاعه الكامل لانتزاع الأوراق التي يصعب الوصول إليها، وكان لهذا المخلوق مخالب مخيفة، لكن التحليلات الكيميائية لأسنانه تشير إلى أنه تمسك إلى حد كبير بأكل الأوراق والنباتات، وعلى غرار حيوانات الكسلان الحديثة، كانت تعتبر أبطأ من أي شيء آخر على قيد الحياة في ذلك الوقت.