انتشرت الأساطير المحيطة بهذا المخلوق المقزز والضخم كما يصفه الكثيرون في عام 2003 في ذروة حرب العراق، حيث اكتشف الجنود الأمريكيون بنيته العملاقة في صحراء الشرق الأوسط القاحلة. وقد شكل هذا الحيوان موضوعًا للعديد من الحكايات التي رواها الفرس الذين اكتشفوه قبل أن يلاحظه الأمريكيون، ولكن على الرغم من مظهره المخيف، إلا أن عنكبوت الجمل غير ضار بالبشر، وعلاوة على ذلك فإنه يعيش لمدة عام واحد فقط في الصحراء ويقضي معظم وقته في الاختباء من أشعة الشمس الحارقة.
عنكبوت الجمل ليس في الحقيقة عنكبوت
ينتمي عنكبوت الجمل في الواقع إلى فئة Arachnida ويُعرف بشكل دقيق باسم solifugae والتي في الواقع تتكون من أكثر من 1000 نوع، على الرغم من الخلط بينه وبين كل من العقارب والعناكب، إلا أنهم لا ينتمون لأي منهما، ويمكن القول إنه من أبناء عمومة العقارب المجاورة كماء جاء في مجلة سميثسونيان. وفقًا لـ National Geographic ، كثيرا ما كان الفرس يروون حكايات عن هذا المخلوق المخيف الذي قد يعترض طريقك في أية لحظة، ويركض بين كثبان الصحراء مثل الزوبعة، ويتغذى على جثث البشر والجمال الذين يجرؤون على عبور طريقه. هكذا كان يتداول الفرس القصص المتعلقة بهذا الحيوان، إلى أن للعلم رأي آخر، فعنكبوت الجمل لا يتغذى على البشر أو الجمال أو أي حيوان ثديي كبير آخر.
يبلغ طولsolifugae والذي يُعرف أحيانًا باسم عقرب الرياح أو عنكبوت الشمس حوالي ست بوصات عند النضج الكامل، أما سرعتها القصوى هي 10 أميال في الساعة، وهي أسرع بقليل من الإنسان العادي.
غير ضار بالبشر
عادة لا يهجم عنكبوت الجمل على البشر، لكنه يحب اصطياد وافتراس الحشرات، حيث كشف متحف دنفر للطبيعة والعلوم أنه يحب تناول الدبابير والنمل الأبيض والخنافس وبعض الحشرات الأخرى والطيور الصغيرة وحتى الثعابين الصغيرة. وكقاعدة عامة، فإن عقرب الريح لن يأكل فريسة أكبر منه. وتجدر الإشارة كذلك إلى أنه كائن عدواني للغاية خاصة إذا شعر بأنه محاصر أو مهدد، وعلى الرغم من عدم احتوائه على غدد سم وندرة أذيته للبشر، إلا أنه قد يلسع الانسان في حالة إحساسه بالخطر، إذ لديه كماشة حادة تسمى chelicerae والتي تعتبر مؤذية إذا لامست جلد الإنسان.
ما درجة ضخامته؟
اكتسب هذا الحيوان شهرة واسعة لأول مرة في عام 2004، عندما تم إرسال بريد إلكتروني جماعي يزعم أن هناك حشرات عملاقة تهدد حياة الجنود الأمريكيين في العراق، وبدأ تداول هذه الرسائل الإلكترونية التي تتضمن الصورة أعلاه على نطاق واسع، ولكن وفقًا للرقيب الذي التقط الصورة، لم يكن الحجم الفعلي لعنكبوت الجمل في الصورة أعلاه يتجاوز 4 سنتيمترات (حوالي 1.6 بوصة)، في حين أن الصورة قد أظهرته بشكل عملاق وضخم، ويرجع ذلك إلى الزاوية التي تم بها التقاط الصورة، مما خلق هالة من الرعب والتخوف في صفوف الكثيرين خاصة الجنود الأمريكيين الذين كانوا يعمرون الصحراء العربية أنذاك.