خلال فترة طفولتنا وحينما نكون تلاميذ في المدرسة، نكون قادرين على التواصل والتحدث والتفاعل دون حتى التفكير في طريقة قيامنا بذلك، إذ من النادر أن نمضي يومًا دون استخدام بعض أنواع وأشكال الاتصال المختلفة. إنها تلقائية للغاية لدرجة أنها تبدو وكأنها مرتبطة بنا بشدة وملازمة لنا بشكل فطري وبديهي، لكن ثق بي حينما أخبرك أنه لا يزال هناك كثير من الأشياء التي لا نعرفها حول قدرتنا على التواصل من خلال اللغة. تابع معنا القراءة لتتعرف على هذه الحقائق!
متى نتعرف على الكلمات لأول مرة؟
لا يولد الأطفال وهم يمتلكون القدرة على الكلام، لكنهم قادرون على التعرف على أصوات معينة. وجدت الدراسات التي أجرتها جامعة هلسنكي أن الأطفال حديثي الولادة سيتفاعلون مع أصوات الموسيقى التي سمعوها في الرحم قبل ولادتهم، وأظهرت دراسات أخرى أن الأطفال الذين يتعرضون بانتظام لبعض الكلمات يتعرفون على هذه الكلمات ويحاولون الرد عليها، وهو ما يشير إلى أن تعلم لغة معينة يبدأ في وقت ما في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ولكن ليس من المستغرب أن يكون اختبار القدرات اللغوية لطفل حديث الولادة أمرًا صعبًا للغاية، أخذا بعين الاعتبار الخصوصية العمرية للرضيع.
لا نعرف كيف نترجم أي شيء بدقة
تُعد ترجمة شيء ما من لغة إلى أخرى أمرًا جاري بيه العمل، لكن الباحثين بدأوا يكتشفون أنه من غير المحتمل أن نكون قادرين حقًا على ترجمة شيء ما بين اللغات بدقة مطلقة. حيث توجد هناك بعض العوائق والعقبات أمام الترجمة الدقيقة -مثل مدى تمكن المترجم من لغات معينة، بالإضافة إلى ذلك هناك مشكلات أخرى أيضًا. على سبيل المثال، عندما يعتمد الباحثون على أشخاص آخرين لترجمة أعمالهم، يكون من السهل جدًا الوقوع في توظيف الكلمات الخاطئة وبالتالي تغير المعاني، هناك أيضًا فكرة أن بعض الكلمات لها معاني ثقافية قوية جدًا مرتبطة بها، حتى لو كان المترجم على دراية بها، فقد لا يتمكن من تصويرها بدقة في اللغة الأخرى. لأن تلك الأفكار متجذرة بعمق في جوهر الثقافة لدرجة أننا لسنا متأكدين تمامًا من كيفية التكيف مع الانقسام الثقافي عندما يتعلق الأمر بالترجمة بين اللغات.
كيف ظهرت اللغة لأول مرة؟
أحد أكثر الأسئلة المحيرة حول اللغة والتواصل هو كيف خرجت إلى الوجود لأول مرة، وكيف تحول الجنس البشري من حالة عدم وجود لغة إلى وجود أصوات معينة تم تجميعها وفهمها على أنها تعني أشياء معينة. في الواقع اجتهد الباحثون وطرحوا بعض النظريات المختلفة حول ظهور اللغة لأول مرة. وفقًا للنظرية الدينية، تعتبر اللغة خليقة إلهية وبالتالي قد أعطاها الله للبشرية حينما خلق آدم. هناك أيضًا فرضية “ding-dong” ، التي تنص على أن اللغة بدأت عندما بدأنا في إعطاء كلمات للأحداث بناءً على صوتها… هناك عدد قليل من النظريات المتشابهة التي تشير إلى أننا بنينا لغتنا بشكل لا إرادي عن طريق محاكاة أصوات الحيوانات من حولنا. فتطورت تلك الأصوات في أدمغتنا إلى لغة كنتيجة ثانوية لمن نحن وما نحن، مثل الكلب الذي ينبح بالفطرة، فنحن مبرمجون بالفطرة للغة. تجدر الاشارة إلى أنه كان لدى تشارلز داروين تخمين أيضًا، على الرغم من أنه لم يكن واثقًا تمامًا من ذلك، حيث يرى داروين أننا بدأنا التحدث كوسيلة لتعزيز إيماءات اليد وأنواع أخرى من التواصل الجسدي. وفي الاخير تستمر النظريات التي تحاول كشف سر كيفية اكتساب البشر للغة، وعلى الرغم من أننا نعلم أن أسلافنا منذ 100000 عام لم يكن لديهم القدرة الصوتية للتحدث كما نفعل، فإن هذا لا يعني أنه لم يكن لديهم لغتهم الفريدة.
لماذا لم نفك شيفرة لغة الحيوانات؟
يميل البشر ككل إلى الاعتقاد بأنهم أذكياء جدًا – مما يثير السؤال عن سبب كون الحيوانات جيدة جدًا في تعلم لغتنا، لكننا سيئون جدًا في تعلم خاصتهم، إذ ما زلنا نحاول فهم ما الذي يعرّف لغتهم، وهناك بعض العلماء الذين يصرون على أن الحيوانات لا تركز اتصالاتها في كلمات أو نغمات صغيرة، وأنه لا توجد لغة هناك يمكن تعلمها. لكن يُعتقد أن الدلافين هي واحدة من أكثر الحيوانات ذكاءً، وبينما يحاول بعض العلماء معرفة كيف تتلاءم جميع أصواتهم معًا، يقول آخرون مثل “جاستن جريج”، الباحث في مشروع Dolphin Communication Project، إنهم لا يمتلكون لغة مثل تلك التي نمتلكها نحن البشر على الإطلاق، ما يجعل عملية التواصل معهم شبه مستحيلة.