يتفق الجميع في عصرنا هذا أن “فينسينت فان جوخ” هو أحد أشهر الرسامين، لكنه لا يعرف بكونه أحد المبدعين التشكيليين في عالم الفن فقط، لكنه أيضًا أضحى مرادفا لمصطلح “الفنان المعذب أو الكئيب”، حيث توفي وهو في عمر37 بعد أن باع لوحة واحدة فقط من لوحاته، وللأسف لم يعيش طويلًا بما يكفي ليرى قيمة إرثه وأعماله التي أصبحت الآن من أغلى اللوحات في العالم. إليك هذه الحقائق المثيرة التي غالبا لم تكن تعلمها عن العبقري الراحل “فينسيت فان كوخ”.
ما يقارب 900 لوحة في 10 سنوات
حينما بلغ فان جوخ 27 عامًا، كان قد مارس بالفعل العديد من الوظائف المختلفة، حيث كان مدرسًا وتاجرًا فنيًا…فجأة، تخلى عن هذه المهن وقرر تركيز كل طاقته على الرسم، والتفرغ لها تماما، على مدى السنوات العشر التالية، واصل فان جوخ إنشاء مجموعة من الأعمال التي تضمنت ما يقرب من 900 لوحة، و 1100 عمل إضافي على الورق، ما يعادل عملًا فنيًا جديدًا كل 36 ساعة وهو ما يعتبر شيئا مذهلا في مثل هذا الوقت القصير.
فان جوخ ومعاناته النفسية
من المعروف أن فان جوخ كان يعاني من أمراض نفسية، رغما أننا لسنا متأكدين 100 بالمئة، إلا أنه عانى من أعراض تضمنت الهلوسة والاكتئاب والنوبات – والتي كانت في بعض الأحيان شديدة جدًا، وقد حاول العديد من الأطباء النفسيين المعاصرين تشخيص مرضه انطلاقا من الأعراض التي أظهرها، وتشمل التشخيصات المحتملة الفصام والاضطراب ثنائي القطب والزهري و hypergraphia ومتلازمة Geschwind وصرع الفص الصدغي. من الممكن أيضًا أن يكون لديه مزيج من هؤلاء، ومهما كان تشخيصه، فمن المحتمل أن تكون صحته النفسية قد ازدادت سوءًا بسبب أسلوب حياته الذي لم يكن صحيا.
القهوة، السجائر والخبز
على الرغم من موهبته ومكانته الفنية المتميزة، فقد أمضى فان جوخ حياته في حالة من الفقر المدقع، وكان يتغدى على الطعام الرخيص، حيث كان نظامه الغذائي يتألف بشكل أساسي من الخبز والقهوة، وكان يشرب الكحول بشكل مفرط، ونادراً ما كان يُرى بدون غليونه في يده. بسبب ذلك دائما ما كان شقيقه يعيله ماليا، لكن فان جوخ المهووس بفنه، اختار تحويل كل الأموال لشراء المزيد من الأدوات والإمدادات الإبداعية. بحلول الوقت الذي كان يبلغ فيه من العمر 33 عامًا، كانت صحة فان جوخ قد ازدادت سوءا وكتب إلى شقيقه ثيو قائلا إنه تناول ست وجبات ساخنة فقط في غضون عام تقريبًا، وقد بدأت أسنانه بالارتخاء وسببت له الألم.
الأذن المقطوعة
الكثير منا سمعوا قصة قطع فان جوخ لأذنه، لكن الروايات حول ملابسات هذه الحادثة تختلف، إذ غالبًا ما يتم سرد النسخة الشعبية من القصة بهذه الطريقة … كان فان جوخ وصديقه المقرب جدًا، غوغان يتشاجران. فازدادت حدة الجدل أكثر فأكثر حتى هدد فان جوخ صديقه بشفرة حلاقة، ولكن بدلاً من إيذاء غوغان قطع فان جوخ جزءًا من أذنه، ولفها بقطعة قماش ثم أعطاها لاحقًا لبائعة هوى. لكن يعتقد بعض المؤرخين أن غوغان هو المسؤول. تقول هذه القصة أن هذا الأخير كان مبارزا ممتازا، وقطع أذن فان جوخ بسيفه أثناء القتال، واتفق الفنانان على التستر عن الحقيقة والهروب من الشرطة. وبينما يُعتقد أيضًا على نطاق واسع أن أذن فان جوخ بأكملها قد قُطعت، فمن المحتمل أنه قطع جزءًا فقط من شحمة الأذن.