“ميري بيل”…حينما تتحول البراءة الطفولية إلى عنف ووحشية قاتلة

الطفلة التي بدأت مشوارها الإجرامي وهي ذات 11 سنة

في 24 مايو 1968، تم العثور على “مارتن براون”، البالغ من العمر أربع سنوات، ميتًا في مدينة سكوتسود، بإنجلترا، غير أن الشرطة لم تأخذ الجريمة على محمل الجد وتوانت عن التحقيق في ملابسات الحادث وتكتمت عنه، ولكن بعد أسابيع قليلة، أدت جريمة قتل وحشية أخرى إلى انتشار الذعر في المنطقة عندما تم العثور على جثة “برايان هاو” البالغ من العمر ثلاث سنوات، وذلك في 31 يوليو 1968، لكن توالي هذه الجرائم نبه الآباء إلى ضرورة الانتباه إلى أطفالهم، كما بدأت الشرطة تحقيقاتها للعثور على القاتل، والجدير بالذكر أن  أعمال القتل الوحشية صدمت كل الناس، حيث تم خنق الأطفال حتى الموت وعصر أعناقهم. ولا أحد كان يعرف من يمكن أن يكون ذلك القاتل المتسلسل أو لماذا فعل ذلك. الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو حقيقة أن القاتل قام بقص شعر “بريان”، وتشويه ساقيه وأعضائه التناسلية، وكذلك رسم حرف “M” في بطنه بشفرة حلاقة. لكنك ستصدم أكثر وأكثر حينما سأخبرك أن كل هذه الجرائم البشعة هي من فعل طفلة صغيرة لم تتجاوز 11 سنة. فما قصتها؟ تابع معنا القراءة لتكتشف المزيد من التفاصيل.

جرائمها

يعتقد أغلبنا أن كل تفكير الأطفال منصب فقط في اللعب والترفيه طوال الوقت، وأنهم لن ينغمسوا في أعمال خطيرة أو شنيعة. لكن على عكس تخميناتنا، قد يفكر بعض الأطفال الذين يمرون بظروف صعبة مثل التخلي عنهم وعدم الاهتمام بهم أو تهميشهم أحيانًا في أشياء بغيضة مثل قتل الآخرين. من بين هؤلاء الأطفال هناك “ماري بيل”.

 عندما كانت تبلغ من العمر 11 عامًا، كانت “ماري” مهووسة بالقتل فقررت الخضوع لسطوة ما تقول لها نفسها دون التفكير في عواقب أفعالها. فقامت بخنق “مارتن براون” البالغ من العمر 4 سنوات في منزل مهجور في 24 مايو 1968 وقتلته بوحشية ثم نفذت نفس الجريمة في حق طفل آخر وهو “بريان هاو”، البالغ من العمر 3 سنوات وذلك في 31 يوليو 1968؛ حيث تركت جسده في منطقة صناعية في منطقة سكوتسوود حيث اعتاد الأطفال اللعب في كثير من الأحيان لكن بخلاف المرة المنصرمة كان القتل أكثر وحشية وشراسة، إذ لم تخنق الطفل فحسب، بل قامت أيضًا بقص شعره بالمقص، وجرحت فخذيه، وشوهت أعضائه التناسلية بشفرة، والجدير بالذكر أنه وفقًا لما جاءت به تقارير الشرطة، فقد كان لماري شريك وهي “نورما جويس”، فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، فعندما قتلا الضحية، تركتا جثته هناك وذهبتا. في وقت لاحق، عادتا إلى المكان وقامتا بكتابة الحرف الاول من اسم ماري M.

تحقيقات الشرطة

أدى القتل المروع إلى انتشار الذعر بين عامة الناس وبدأت إدارة الشرطة عملية التحقيق لمعرفة القاتل المتسلسل، فجمعت الشرطة المعلومات الأولية عن المنطقة، والمجرمين المحتملين، حيث يمكن أن يكون المشتبه به أي شخص. خلال هذه العملية، ركزوا أكثر على الأطفال الذين يقطنون في نفس المنطقة واستجوبوهم حول قضايا القتل الأخيرة. من بين جميع الأطفال، بدا أن فتاتين -نورما وماري بيل -تتصرفان بغرابة، حيث عندما تم استجواب “نورما” بشأن جريمة القتل، كانت تبتسم وتعرب عن سعادتها لقصة القتل. فلاحظ المحقق أن “نورما” لا تتفاعل مع الأسئلة بشكل طبيعي وتحاول التظاهر بشيء آخر لأنها اعتبرت القصة مزحة. من ناحية أخرى، حاولت “ماري بيل” أيضًا أن تكون مراوغة وردت بشكل غريب على الأسئلة التي طرحت عليها. حتى أنها أضافت المزيد من القصص التي أكدت شكوك الشرطة. أثناء التحقيق، قالت إنها شاهدت الضحية وهو يلعب مع صبي آخر يبلغ من العمر ثماني سنوات في المنطقة التي وقع فيها الحادث. في نقطة أخرى، ادعت أن الطفل البالغ من العمر 8 سنوات كان لديه مقص. فاستفسرت الشرطة عن ذلك ووجدت أنه في يوم مقتل “بريان”، قام الصبي، الذي ألقت “ماري” اللوم عليه بزيارة المطار. أثناء التحقيق، لم تشارك الشرطة المعلومات حول المقص لكن ماري بيل ذكرت ذلك في قصتها التي تورطت فيها. وبالتالي أدركت الشرطة بسهولة أن “ماري” كانت على علم بجريمة القتل. لكنهم انتظروا فترة أطول قليلاً لتأكيد ذلك. أثناء جنازة “براين”، كان أحد المخبرين يراقب سلوك ماري “بيل”، فوجد المحقق أشياء غريبة، عندما أحضروا نعش “بريان”، كانت تقف خارج منزله تبتسم وتفرك يديها بشكل يوحي للاشمئزاز . في تلك اللحظة أعادت الشرطة التحقيق مع “نورما” صديقة “ماري”على الفور، لكن هذه المرة، كانت الاكتشافات مروعة.

تصريحات “نورما” للشرطة

عندما تم التحقيق مع “نورما” مرة أخرى، كشفت أسرار “ماري” وأبلغتهم بكيفية ارتكاب جريمة القتل. وفقًا “لنورما”، أخذتها ماري إلى المنزل المهجور لتريها جثة براين. وهناك أخبرتها كيف ضغطت على رقبة براين وكيف استمتعت بذلك، وعندما ألقت الشرطة القبض على “ماري”، قالت إن “نورما” كانت تكذب وتثير المتاعب لها. ومع ذلك، اعتقلتهما الشرطة وقدمتهما للمحاكمة.  وخلال المحاكمة، بحثت الشرطة عن مزيد من المعلومات ووجدت أدلة إضافية، حيث فتشوا أكثر فوجدوا ملاحظات مكتوبة بطريقة طفولية تقول؛ “أنا أقتل حتى أعود”. وفي ملاحظة أخرى؛ “لقد قتلنا مارتن براون”. لاحقًا، اعترفت ماري بأنها كتبت تلك الملاحظات. وبناءً على ذلك، سمعها أطفال آخرون في ذلك اليوم وهي تصرخ وتشير إلى المنزل وهي تقول؛ “أنا قاتلة وهذا هو المكان الذي قتلت فيه”. أثناء حبسها قبل المحاكمة، سمعتها الحارسات وهي تقول أشياء غريبة مثل؛ “أحب إيذاء الأشياء الصغيرة التي لا تستطيع المقاومة”. في وقت سابق، لم يتم أخذها على محمل الجد، ولكن بسبب سلوكها الغريب، وصفها الأطباء النفسيون بأنها مريضة نفسيا.

طفولة قاسية

لا شك بعد قراءتك لكل ما سبق ستتساءل؟ ما الذي دفعها إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم الجسيمة دون ندم. وكيف يمكن لطفلة بريئة أن ترتكب هذه الجرائم المروعة؟

منذ صغر سنها، عُرفت “ماري” بأنها ذكية ومتلاعبة وعدوانية ولديها عادة الكذب. وفقا لعائلتها، عندما كانت في روضة الأطفال، حاولت خنق زميلة لها في الفصل عن طريق لف يديها حولها. كما أظهرت غضبًا شديدًا وعنفا تجاه أسرتها أيضًا. لكن كل هذه الممارسات والتصرفات الغريبة لم تأتي عبثا، فقد كانت “لماري” طفولة قاسية ومؤلمة، حيث كانت أمها نموذج للأم الأسوأ على الاطلاق، فقد كانت بائعة هوى، ولكيلا تزعجها عنما كانت تمتهنه من بغاء، كانت تعطيها الحبوب المنومة والمخدرات، فضلا عن ذلك كانت تحاول دائما التخلص منها وعرضها للتبني، حتى أنها عرضتها على بعض الزبائن فتعرضت للاعتداء الجنسي وهي لاتزال في ريعان طفولتها. كل هذه الظروف القاسية من إهمال، واعتداء، وعنف أسري…جعل منها طفلة سيكوباثية وآلة قتل غير رحيمة.

Exit mobile version