3 اكتشافات أثرية غامضة حيّرت علماء التاريخ.

تطور علم التاريخ في القرنين الأخيرين بشكل كبير، وزاد الاهتمام فيه بوضوح بالمقارنة مع الاهتمام الضحل فيه سابقاً، كما حسّنت الاكتشافات العلمية الحديثة (كعمر الكربون المشعّ وآليات الحفر المتطور) من قدرة العلماء على الوصول إلى أسرار كانوا عاجزين عن بلوغها سابقاً، لكن على الرغم من هذا التطور الكبير لا تزال العديد من الاكتشافات التاريخية عالقة في محيط من الغموض، يقف العلماء عاجزين عن تفسيرها، وفي مقالنا اليوم سنتحدث عن 3 من أغرب هذه الاكتشافات، فلنباشر:

بطارية بغداد: بطارية تعود لـ 2000 سنة!

يتألف هذا الجهاز من إناء فخاري بارتفاع 14 سانتي متراً، يحوي بداخله اسطوانة نحاسية مثبتة في وسط الإناء بواسطة الإسفلت، وتحوي الاسطوانة في مركزها قضيباً حديدياً مؤكسداً. في عام 1940، ادّعى عالم الآثار الألماني فيلهيلم كونيغ (والذي كان مديراً للمتحف العراقي حينها) أنّ القطعة الأثرية تمثّل خلايا بطارية غلفانية، وربما استخدمت في طلاء الأواني الفضية بالذهب بواسطة الكهرباء. لم يتمكن أحد من دحض ادّعائه، خصوصاً أنّ هذه “البطارية” لم تكن تحتاج لأكثر من ملئها بسائل حمضي أو قلوي لتصبح قادرة على توليد شحنة كهربائية. في الواقع في حال استخدامها كبطارية، فلن تكون بطارية بغداد بهذه الفعالية، لكنّها ستكون قادرة على العمل بشكل بسيط غالباً. تقول عالمة الآثار في جامعة ستوني بروك؛ إليزابيث ستون، أن علماء الآثار المعاصرين يعتقدون أن هذه القطعة الأثرية لم تكن بطارية، بل كانت مجرد وعاء للتخزين.

خريطة بيري ريس:

أعلن مجموعة من علماء التاريخ عام 1929 عن اكتشاف أقل ما يقال عنه انه مذهل، وهو خريطة بالغة الدقة مرسومة على جلد الغزال. الخريطة تعود لعام 1513، وقد تمّ رسمها من قبل الأدميرال في البحرية العثمانية حينها؛ بيري ريس. الخريطة تظهر بشكل أساسي شمالي أفريقيا مع القارة الأوروبية، كما تظهر بالإضافة إلى ذلك مجموعة من الجزر كجزر الآزور، جزر الكناري، والجزيرة الأسطورية أنتاليا. أما أكثر ما يثير الاستغراب في هذه الخريطة فهو وجود قارة أنتاركتيكا فيها، على الرغم من أن المعروف أن القارة قد تم اكتشافها بعد تاريخ رسم الخريطة بما يزيد عن 300 سنة، حيث تظهر أنتاركتيكا بتفاصيل جيدة على الرغم من أن القارة مغطاة بالجليد منذ أكثر من 6000 عام، مما يثير سؤالين مهمين، هل كانت القارة مكتشفة في ذلك التاريخ؟ وكيف تمكن بيري ريس من رسم هذه التفاصيل على الرغم من أنها كانت غائبة تحت الجليد؟

خطوط النازكا:

خطوط النازكا هي رسوم تحمل من الغموض ما يجعل الكثيرين يشكون أن مصدرها من عالم آخر، فالخطوط المكتشفة عام 1930 تغطي مساحة أكثر من 450 كليو متراً مربعاً، ويصل بعضها في الطول إلى أكثر من 200 متراً. تظهر الرسوم كخطوط، أشكال هندسية، حيوانات، وأشكال لم يتمّ اكتشاف ماهيّتها بعد، يعتقد أنها تمثّل الأبراج. في حال كانت هذه الخطوط قد رسمت لتراها كائنات ذات طبيعة إلهية في نظرهم أو لسبب غير ذلك، فمن الواضح أن هذه الخطوط قد رسمت لتكون مرئية من السماء. أكثر ما يحيّر العلماء بخصوص هذه الخطوط هو كيفية رسمها من دون الاستعانة بمراقبة علوية من السماء، خصوصاً أن بعضها يمتد لـ 200 متراً في الطول. في الواقع لا نملك في الوقت الراهن أكثر من أن نتعجب من عظمة وغرابة هذه الخطوط التي رسمتها الشعوب التي عرفت بالـ “نازكا”.

Exit mobile version