قلة من الناس الذين يختارون العيش في القطب الشمالي، لكنهم يلتزمون بالبقاء بالقرب من المجتمعات والملاجئ التي يمكن أن تحافظ على دفئهم وآمنهم، ومع ذلك، هناك عدد من الأشخاص غير المحظوظين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بمفردهم في بياض الثلج القارص، أو في مواجهة حيوانات متوحشة شرسة، إذ كان مصير بعضهم هو الموت المحتم، في حين أن هناك البعض الآخر من قاوم باستماته ونجا بأعجوبة، حاملا في ذاكرته ذكرى مرعبة وقصة مليئة بالعجائب والصدمة. فما هي هذه القصص؟ تابع عنا القراءة لتكتشفها.
“بروس جوردون” والدب القطبي
في عام 1757، ألقي “بروس جوردون” في البحر عندما تحطمت سفينته بين جبلين جليديين، حيث هبط على لوح جليدي حينها شاهد زملائه وهم يختفون تباعا، وعندما وجد سفينته كانت تطفو رأسًا على عقب، في الوقت الذي كانت فيه الدببة القطبية تتغذى على جثث زملائه في السفينة، تسلل “جوردون” على متن السفينة واتخذ له من ظهر السفينة المقلوبة مكانا يعيش فيه، حيث كان يجمع المؤن، على الرغم من الدببة القطبية التي تضايقه بانتظام. بعد أن قتل “جوردون” دبًا كبيرًا بسكين، تعثر دب صغير على متن السفينة، فاتخذه “جوردون” كحيوان أليف، حيث قام بتعليم الدب القطبي أن يصطاد من أجله وأن يخيف الدببة المهاجمة الأخرى، فمرت الأيام والأسابيع والأشهر إلى أن انجرفت بقايا السفينة المقلوبة “جوردون” إلى جرينلاند، حيث وجده مجموعة من السكان الأصليين وأنقذوه.
هجوم الفقمة المتوحشة
في عام 1985، اضطر “غاريث وود” ومجموعته من المستكشفين القطبيين إلى شق طريقهم عبر طبقة رقيقة من الجليد، حيث كانوا خائفين من أن الجليد سيتصدع تحت أقدامهم. وبالفعل تحطم حينما هجمت فقمة النمر الضخمة عليهم، وأغلقت فكيها حول ساق “غاريث” اليمنى وحاولت جره إلى الماء، حينها بدأ رفقاءه في ركل الفقمة في مقلة العين بأحذيتهم ذات الشوكة. في النهاية، أرخى الحيوان المفترس قبضته وعاد إلى تحت الجليد. فنهض “غاريث”، إلا أن الفقمة أبت الاستسلام وهاجمت مرة أخرى، وعندما هرب “غاريث” أخيرًا، كان عليه أن يشق طريقه عائداً إلى الكوخ باستخدام الفأس الجليدي كعصا. هناك، حصل على مساعدة طبية ونجا.
“كيزو” التائه
مرتديًا سترة واقية من الرياح فقط، صعد “كيزو” خارج معسكره لثانية واحدة في مارس 1990 لإطعام كلاب الزلاجات، أثناء وجوده في الخارج، أصبحت الرياح شديدة لدرجة أنه لم يستطع رؤية أي شيء سوى الأبيض. كانت هناك فرصة حقيقية للغاية أنه يمكن أن يتجمد حتى الموت، فحاول طلب المساعدة لكنه بالكاد سمع صوته، لذلك حفر خندقًا واختبأ بالداخل، على أمل أن يجعله دافئًا. في هذه الأثناء، كان زملاؤه قد قيدوا أنفسهم معًا بحبل طوله 105 أمتار (340 قدمًا) وساروا في دائرة، حتى يتمكن “كيزو” من رؤية الحبل، فجأة مر الحبل فوق رأسه مباشرة، فسمع صوت أصدقائه الصارخ وأخذ يجهش باكيا من الفرح لأنه نجا من موت محقق.
عزلة لمدة سنتين
كانت “أدا بلاكجاك” شابة عديمة الخبرة حيث لم تغادر منزلها أبدًا، ولم يسبق لها أن تعلمت الصيد سابقا، أو قامت ببناء كوخ الإسكيمو. ومع ذلك، في عام 1921، اختارها أحد المستكشفين هي وأربعة رجال بيض لإقامة معسكر في جزيرة في القطب، حيث اعتقدت المجموعة أنه يمكنهم البقاء على قيد الحياة عن طريق الصيد. لكن عندما حل الشتاء، بدأوا يتضورون جوعا. فذهب ثلاثة من الرجال للحصول على المساعدة، تاركين وراءهم آدا لرعاية رجل مريض. بيد أن الرجال لم يعودوا أبدًا، ومات الرجل المريض تاركًا آدا وحدها في البرية، وبالتالي كان على آدا أن تعلم نفسها كيف تصطاد من أجل البقاء على قيد الحياة. خلال سنتين من العزلة الموحشة عاشت تجارب مروعة، مثل الاضطرار إلى الفرار من مهاجمة الدببة القطبية. وعندما تم إنقاذها بعد عامين، تعرضت آدا لانتقادات قاسية لأنها تركت الرجل المريض يموت.