ترفيه

العلم يجيب… لماذا نحب الشعور بالخوف؟

من منا لا يحب الاستمتاع بأفلام الرعب، ويعشق الاستلقاء في البيت في الليل بعد يوم متعب ومشاهدة قصص الموتى السائرين أو وحوش الزومبي المفترسين للبشر، أو القتلة المتسلسلين الذين يتفننون في طرق القتل البشعة…كثيرا منا يحبذ هذا النوع من الأفلام ويحب الشعور بالخوف والاثارة. لكن هل تساءلت يوما عن سبب انجذاب أدمغتنا للشعور بالخوف؟ في هذا المقال سنستعرض لكم الجواب كما جاء على لسان الخبراء والعلماء.

عقلك يدرك أنك بأمان

يقول للدكتور “جون ماير” عالم النفس السريري أنه عندما يستقبل وعينا شيء مخيفا، سواء كان حقيقيًا أو مزيفا، فإن الخوف يحفز استجابة القتال أو الهروب، في هذه المرحلة، تحدد حواسك وجسدك ما إذا كان هناك تهديد حقيقي أم لا، فيتصرف بشكل مناسب للسماح لك بإنقاذ نفسك إذا كان الموقف يستدعي ذلك، وإذا لم يكن هناك تهديد، فإن الآليات الفسيولوجية والنفسية تهدأ، ولن يكون هناك المزيد من ردود الفعل.

وتضيف عالمة الاجتماع “مارج كير” أنه إذا شعر جسمك أنك لست مهددًا، فستظل تعاني من الخوف، ولكن بدلاً من إطلاق الهرمونات التي تجعلك أقوى وأسرع في وضعية الدفاع، يفرز جسمك الهرمونات التي تجعلك تشعر بالراحة في ظل الظروف المناسبة.

استجابة مختلفة

غالبًا ما نسمع أشخاصًا يضحكون بعد تعرضهم لموقف مرعب، ذلك لأن الجسم يطلق الدوبامين عندما نكون خائفين، وهو هرمون يخلق حالة عالية من الإثارة على غرار ما نشعر به عندما نكون متحمسين أو سعداء، كما قد تجد أيضًا أنك تأكل أكثر عندما تشعر بالخوف. وفقا للدكتور ماير، عندما يخاف الجسم، يتم إطلاق هرمون يسمى الكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر وضغط الدم وزيادة استهلاك الدهون … وبالتالي، فإننا نميل إلى الرغبة الشديدة في تناول المزيد من الفشار وما شابه أثناء مشاهدة الأفلام أو التلفزيون.

الرغبة في الخوف تختلف من شخص إلى آخر

بعض الناس يميلون إلى الأفلام المخيفة والتجارب المثيرة أكثر من غيرهم، ووفقًا لدراسة أجراها “ديفيد زالد”من جامعة فاندربيلت، فمن الممكن أن يكون هذا ناتجًا عن عدد المستقبلات الذاتية في الجسم، والجزيئات التي تتحكم في كمية الدوبامين والمواد الكيميائية الأخرى التي يتم إطلاقها.وفي هذا الصدد يقول “زالد” إن الأشخاص الذين لديهم عدد أقل من المستقبلات الذاتية قد يحصلون على المزيد من الدوبامين بسبب الخوف، مما يؤدي إلى الإدمان على المواقف المثيرة والمخيفة، مضيفا: “يمكن اعتبار الدوبامين مثل البنزين، يمكنك الجمع بين ذلك وبين دماغ مجهز بقدرة أقل على الضغط على المكابح، وستحصل على أشخاص يتخطون الحدود”.

السبب الحقيقي وراء رغبتنا بالشعور بالخوف

من المعلوم أننا في لحظة الإحساس بالخوف نكون في حالة تأهب قصوى ونكف عن الانشغال بأشياء أخرى قد تكون في أذهاننا، في نفس الوقت نحس بالسيطرة والسطوة، وذلك عندما نكون قادرين على التعرف على ما هو تهديد حقيقي وما لا يمثله، وإعادة تذكر التجارب المخيفة والاستمتاع بإثارة تلك اللحظة، هكذا تجعلنا تلك المواقف المخيفة نشعر بالسيطرة. إن تصور السيطرة أمر حيوي لكيفية اختبارنا واستجابتنا للخوف، فعندما نتغلب على الاندفاع الأولي “للقتال أو الهروب”، غالبًا ما نشعر بالرضا والاطمئنان على سلامتنا وثقة أكبر في قدرتنا على مواجهة الأشياء التي أخافتنا في البداية. في هذا السياق ستتساءل عن سبب عدم استمتاع البعض منا بالشعور بالخوف، إذا رأى الفرد التجربة على أنها “حقيقية للغاية”، يمكن أن تتغلب استجابة الخوف الشديد على الشعور بالسيطرة على الموقف وبالتالي تجدهم يهرعون هاربين كلما عرض عليهم أحد المشاركة في مغامرة أو خوض تجربة مخيفة لأن ذلك يبدو حقيقيًا للغاية، ولا يتم تعديل استجابة الخوف بواسطة الدماغ القشري. من ناحية أخرى، إذا لم تكن التجربة محفزة بشكل كافٍ للجانب العاطفي من الدماغ، أو إذا كانت غير واقعية للغاية بالنسبة للعقل المعرفي المفكر، فيمكن أن تنتهي التجربة بالشعور بالملل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى