إذا عدنا للقرن العشرين وخصوصا الستينات و السبعينات سنجد أن أهم الفنانين في هذه الفترات كانوا نجوم روك. والسبب في انتشار الروك بهذا الشكل يعود بشكل او بآخر لملك الروك آند رول Elvis Presley
بدايات مسيرة “إلفيس بربسلي”:
ولد “إلفيس” بولاية Mississippi الأمريكية في ١٩٣٥ و نشأ متأثرا بأنواع الموسيقى المختلفة و خصوصا الBlues الخاص بالسود و كذلك الCountry و البوب التقليدى. وبدأ مسيرته الفنية في ١٩٥٣ و لكن شهرته الحقيقية بدأت بعد أن ظهرت موسيقى الروك آند رول على يد “تشاك بيري”، حيث اتخذ “إلفيس” تلك الموسيقى مجال رئيسيا لإبداعاته
النجاح الفائق والشعبية الغير مسبوق:
في عام ١٩٥٦ أصدر عدة أغاني حققت نجاحا غير مسبوق مثل Heartbreak Hotel و Hound Dog و Don’t Be Cruel وغيرها الكثير. فاكتسب شعبية لم يصل إليها أي مغني أو فنان قبله حيث استطاع جذب الشباب له بما يشبه الهوس. وأحد أسباب هذا الانجذاب أيضا كانت حفلات “إلفيس” التي أظهر فيها كاريزما قوية للغاية و موهبة استعراضية مذهلة وهو ما كان مخالفا للتقاليد و الثوابت في الغناء و الحفلات. لذا فقد مثل “إلفيس” روح التمرد على القواعد.
حينها ظهر في برنامج The Ed Sullivan Show الشهير بعد تردد المقدم في الموافقة، و قد أدى “إلفيس” أداءا عظيما تسبب في زيادة موجة شعبيته أكثر رغم تعمد الكاميرا تصوير نصفه العلوي فقط وتجاهل رجليه بسبب حركات رقصه المثيرة للجدل.
استمر نجاحه في ١٩٥٧ بأغاني رائعة مثل Jailhouse Rock و All Shook Up و غيرها فتم إطلاق لقب “ملك الروك آند رول” وانتشرت شعبيته في أوروبا و كندا بقوة رغم عدم قيامه بأي حفلات هناك.
الانتقادات والجدل:
في المقابل اعتبر الآباء “إلفيس” شخصا فاسدا يؤدي لفساد الشباب و أخلاقهم، حتى آنهم اتهموا موسيقى الروك آند رول بكونها موسيقى الشيطان. بل وحتى المغنيون التقليديون مثل “فرانك سيناترا” انتقدوا الفن الذي قدمه “إلفيس” واعتبروه انحدارا فنيا. وبهذا أثار “إلفيس” جدلا كبيرا حوله.
تغير اهتمامات و أولويات “إلفيس بريسلي” بخصوص مسيرته:
في عام ١٩٥٧ تم طلب “إلفيس” لأداء خدمته العسكرية حتى عام ١٩٦٠ الذي عاد فيه لاستكمال مسيرته، ولكن سرعان ما نصحه مدير أعماله إلفيس بالاهتمام بالافلام والتركيز عليها، وهو ما أثر على اختياراته لأغانيه التي غالبا كانت لأفلامه فقط. كما أنه توقف أيضا عن أداء الحفلات. لكن هذا التغير أثر بالسلب تدريجيا على مسيرته و نجوميته مما أدى لتوجه الاهتمام لفنانين آخرين بدلا منه مثل فرقة البيتلز.
عودة “إلفيس بريسلي”:
فى عام ١٩٦٨ قرر “إلفيس” العودة للاهتمام بأغانيه وإقامة الحفلات من جديد فأصدر أغاني رائعة مرة أخرى مثل Suspicious Minds و In the Ghetto وغيرها الكثير. كما أنه اتخذ لنفسه زي مميز و هو الزي الأبيض الشهير الذي صار علامة مميزة له حتى الآن. و مع تلك العودة استطاع أن يعيد اكتساب شعبيته الساحقة مرة أخرى وهو ما كان واضحا في الإقبال الكبير على حفلاته التي لم يتوقف عنها حتى وفاته.
معاناة “إلفيس بريسلي” ووفاته:
في أواخر أعوامه عانى “إلفيس” من مشاكل في حياته العاطفية و الشخصية أدت لتدهور حالته النفسية. كما أنه أصيب بالسمنة وفقد قوامه المثالي وزاد إدمانه للمخدرات مما أدى لتدهور صحته تدريجيا حتى توفي على أثر سكتة قلببة في ١٩٧٧.
تأثير “إلفيس بريسلي” و إرثه الفني:
ورغم وفاة “إلفيس” منذ عشرات السنين إلا أن اسمه يعد من أشهر الأسماء في العالم، لأنه لم يكن مجرد مغني او فنان بل هو أقرب ما يكون للظاهرة التي غيرت عالم الموسيقى و الاستعراض و الأزياء للأبد. كان بمثابة رمز أو أيقونة في الثقافة الأمريكية بأسرها. و تأثيره فتح الباب ومهد الطريق لعشرات الفنانين من بعده.