مما لا شك فيه أن الإنترنت فضاء شاسع، يتضمن كميات لا حصر لها من المعلومات والمعارف حول كل شيء وأي شيء، ومع ذلك فإنه لا يكاد يخلو من المحتويات القاتمة غير القانونية، والذي يمكن للأفراد الوصول إليها من خلال نفق سري في الأنترنيت المعروف باسم الويب المظلم (Dark Web) وهو الجزء السفلي والمخفي من الانترنيت حيث تتواجد مجموعة واسعة من مواقع الويب المخفية والمجهولة التي يصعب الوصول إليها، ليس من خلال محركات البحث الشائعة، ولكن فقط عبر مستعرض ويب متخصص، مثلTor ، ولسوء الحظ، فإن هذه الحفرة السرية تعرف تداول كل أنواع المواد والأنشطة غير القانونية، بما في ذلك بيع المواد الإباحية للأطفال، والمخدرات والأسلحة، والأعضاء البشرية، ثم أكثر شيء صادم ألا وهو إمكانية الانضمام للغرف الحمراء، وهي عبارة عن “رومات” أو غرف افتراضية حيث يقوم أحدهم بقتل أحد الأشخاص بما في ذلك الرضع، أو تعذيبيهم بشكل سادي ووحشي في البث المباشر، ليشاهد ذلك مجموعة من المتفرجين الذين يدفعون مقابل ذلك، والذين غالبا ما يختارون الضحايا ومعدات التعذيب إلى غير ذلك. لكن هل فعلا هناك أدلة عن وجودها أم أن ذلك مجرد إشاعة؟ تابع القراءة لتتعرف على الإجابة.
نظرية الغرف الحمراء والجزء الأكثر قتامة في الويب المظلم
عبر الإنترنت ، لا سيما على منتديات الرسائل الشهيرة مثل Reddit و 4chan ، كانت الشائعات تتردد لسنوات حول ما يمكن تسميته بالشبكة المظلمة النموذجية، حيث توجد شبكة أكثر قتامة تعرف باسم الغرفة الحمراء، ففي هذه الزاوية المخفية من الإنترنت، يمكن للأشخاص مشاهدة البث المباشر لأشياء مروعة مثل التعذيب والتجارب البشرية والاغتصاب والقتل، بالإضافة إلى الوصول إلى الخدمات غير القانونية مثل القتلة والمتسللين والمرافقة وحتى التهريب والبشر، وللانضمام إلى هذه “الغرف الحمراء” ، يجب دفع الأموال مقدمًا لتلقي رابط مباشر للموقع، هناك يمكن مشاهدة البث المباشر، بالإضافة إلى الدردشة مع المشاهدين الآخرين، وتقديم الاقتراحات ، وحتى تقديم أموال إضافية لتلبية طلباتهم السادية والوحشية.
الغرف الحمراء…حقيقة أم زيف
على الرغم من كثرة القيل والقال حول ما يجري بخصوص هذا الموضوع، في الأساس لا توجد أي حسابات مباشرة لهذه الغرف، وهو أمر مشبوه إلى حد ما، لا سيما بالنظر إلى وجود إدارات كاملة لتنفيذ القانون ولإيجاد وإغلاق النشاط غير القانوني على الويب، حتى وإن كانت هذه الغرف موجودة بالفعل، فمن غير المرجح أن يكون هناك أي دليل على وجودها، خاصةً أن العديد من المستخدمين المختلفين حول العالم يحضرون إلى هذه الغرف للمشاركة في النشاط غير القانوني، إضافة إلى كونها ستحرص على الاعتماد على خوادم آمنة بشكل كبير تهدف إلى حماية الهوية الحقيقية للأشخاص الذين يقفون وراء هذه الجرائم. لذلك فمن الأرجح أن هذه المواقع عبارة عن خدع أو عمليات احتيال تم إنشاؤها لجمع الأموال من الأشخاص الساذجين، دون أي نية حقيقية لمتابعة الخدمة غير القانونية التي وعدوا بها، كما يمكن أن توجد لكنها مخفية وبالتالي تغيب الأدلة الكافية تثبت وجودها، مع العلم أن التخمين الاول هو الأقرب للصحة ومنطقي أكثر.
الغرف الحمراء والاحتيال
يعتبر معظم الخبراء، بما في ذلك “إيلين أورمسبي”، أن معظم هذه المنشورات التي تتمحور حول التعذيب الحي الحقيقي والموت في الغرف الحمراء هي مجرد خدع، ولا تمت للواقع بأي صلة، مضيفة أن هذه الأفكار الرائجة ما هي إلا واحدة من الإشاعات الكثيرة التي يتحمس لها البعض من الناس، باعتبارها شيء مثير وحابس للأنفاس، فيتسببون في تداولها على نطاق شاسع.
لكن في نهاية الأمر يعتبر هذا الأمر خفيا ومجهولا لحد الآن، وليس هناك إجابة واضحة عما إن كانت الغرف الحمراء موجودة فعلا أم لا، ويكتفي الرد و الجذب بين الخبراء من طرف وبين من يزعم وجودها من طرف آخر.