من فيلم “Scream” إلى “Friday the 13th”، ألهمت بعض أشهر أفلام الرعب على الإطلاق الناس لارتكاب جرائم بشعة في الحياة الواقعية، ولذلك غالبا ما يتم إلقاء اللوم على الرؤى الدموية لهذا النوع من الرعب نظرا لتسببه في ظهور مجموعة متنوعة من الأمراض المجتمعية على مر السنين، إذ هناك العديد من الحالات حيث ارتكب الناس أفعال وجرائم مروعة في الحياة الواقعية والتي يبدو أنها كانت مستوحاة من رعب الشاشة، فكيف ذلك؟ تابع القراءة لتعرف الإجابة.
كيف ألهم Scream أبناء عم لارتكاب جريمة مروعة
بناء على أحداث سلسلة الرعب الشهيرة Scream (1996) و Scream 2 (1997) ، أقنع الشاب “ماريو باديلا” البالغ من العمر 17 عامًا ابن عمه “صامويل” البالغ من العمر 14 عامًا بمساعدته في قتل أمه متأثرا بأحداث الفيلم، حدث ذلك تحديدا في 13 يناير سنة 1998 مستخدمين أربعة سكاكين ومفك براغي ليطعن باديلا والدته “جينا كاستيلو” حتى الموت، بينما قام “راميريز” بقبضها وتثبيتها.
على الرغم من رفض قاضي المحكمة العليا ذكر أي شيء متعلق بأفلام Scream في المحاكمة، غير أن القتلة المراهقون اعترفوا بتأثير مشاهدة الفيلم عليهم حيث شجعهم لارتكاب هذه الجريمة. وأظهرت جلسات الاستماع الأولية أن “باديلا” استهدف أيضًا زميلًا في الدراسة يشبه إحدى شخصيات الفيلم وكشف المزيد من التفاصيل الصادمة حول ما خططوا له مثل شراء زوج من الأزياء ومعدلات الصوت الإلكترونية التي اشتهرت بها الأفلام من أجل إخفاء هوياتهم، وفي تعليق له قال باديلا: “لقد كنت أشاهد التلفاز منذ أن كنت في السابعة من عمري، من المثير للسخرية كيف يقول الناس لا تدع أطفالك يشاهدون التلفزيون في هذا العمر، لأنه يؤثر عليهم حقًا. كل ما كنت سأفعله هو تخيل كيفية القيام بأشياء لا أستطيع القيام بها “، كما عثرت الشرطة أيضًا على أدلة تفيد تخطيطهم لقتل خمسة أشخاص آخرين. وفي النهاية أدين “باديلا” بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى وخمس تهم بالتآمر للقتل ، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، أما ابن عمه “راميريز” فقد حكم عليه بالسجن 25 عامًا. وفي هذا الصدد علقت عالمة النفس “مادلين ليفين” على هذه الحالة ب:”لقد كان المراهقان بحاجة لنموذج بهدف تقليده، وفي هذه الحالة فيلم Scream كان هو النموذج، وقد نجح في إرشادهم للقيام بما قاموا به بشكل لا يصدق”
فيلم Halloween وجرائم “ريشارد بوير”
تم إنتاج فيلم John Carpenter Halloween (1978) بميزانية ضئيلة ولكنه أصبح أنجح فيلم رعب مستقل على الإطلاق، ويقدم الفيلم شخصيته الرئيسية “مايكل مايرز”، وهو صبي يبلغ من العمر 6 سنوات الذي قام بقتل أخته وعاد ليقتل مرة أخرى في عيد الهالوين بعد مرور 15 عامًا، على الرغم من أن تكملة فيلم 1981 لم تحظ بالترحيب النقدي، إلا أنها كانت المرة الأولى التي تلهم أحدهم لارتكاب جريمة مروعة، فقد أظهر الفيلم “مايرز” وهو يقتحم منزل زوجين مسنين لسرقة سكين مطبخ بينما ذهب شخص ما في الواقع إلى أبعد من ذلك.
في 7 ديسمبر 1982، دخل “ريتشارد ديلمر بوير” منزل فرانسيس” و”إيلين هاربيتز” وطعن الزوجين المسنين حتى الموت، وتم العثور على جثثهم بعد خمسة أيام من قبل ابنهم وليام، الذي وجد والده مسنودًا على جدار الردهة الملطخ بالدماء بينما كانت والدته مستلقية في بركة من الدم مصابة ب 43 طعنة، وتقول التقارير أن “بوير” كان قد أنجز أعمالًا في الفناء للزوجين في الماضي، وتذكر ابنهما أن هذا الأخير كان يحمل دائمًا سكينًا على حزامه، لذلك وقع الشك على “بوير” بشكل تلقائي، فتم اعتقاله ومحاكمته في عام 1984، حيث ادعى أنه لا يتذكر جرائم القتل وألقى باللوم على فيلم “هالوين” في الجرائم التي ارتكبها، وقال إنه كان قد توجه بالسيارة إلى منزل العجوزين لاقتراض المال، لكنه كان يدخن PCP في الطريق وعانى من ارتداد عنيف إلى فيلم Halloween II عند وصوله، كما ادعى أنه شاهده مرات لا تحصى وهو مخمور، لكن في النهاية وجدت هيئة المحلفين أن دفاع “بوير” غير قوي وغير مبرر فحُكم عليه بالإعدام بتهمتي قتل من الدرجة الأولى.
“مارك برانش” والتقليد الحرفي لفيلم The Friday The 13th
كأي مراهق عادي يواظب على استئجار أقراص أفلام الرعب من الأكشاك، قرر “مارك برانش” البالغ من العمر 19 سنة الذهاب أبعد من ذلك بإنتاج فيلم الرعب الخاص به على أرض الواقع، حيث قام في 24 من أكتوبر سنة 1988 بقتل طالبة جامعية تبلغ من العمر 18 سنة وهو يرتدي زي القاتل المتسلسل “جيسون” من فيلم Friday the 13th. تم العثور على جثة الضحية المشوهة في حوض الاستحمام الخاص بها من قبل توأمها ، بينما لم يتم العثور على الجاني في أي مكان، حيث فر هاربا بعد قطع بطنها وصدرها ورأسها، واختفى القاتل المقنع في الليل، أفاد الناس برؤية شخص مجهول الملامح يتخبط في المدينة لكن السلطات لم يحالفها الحظ في البداية في تعقب المشتبه به الرئيسي. وتشير تقارير الشرطة أن السبب وراء إقدامه على ارتكاب هذه الجريمة هو كون الضحية كانت قد قامت بتشخيص نفسي للجاني، ولم يرغب في احتفاظها بذلك التقرير النفسي.
على إثر هذه الجريمة أغلقت المدينة أبوابها وألغت فعاليات الهالوين، خصوصا وأن الشرطة أثناء فحصها لبيت المجرم وجدت أقراص لأزيد من 75 فيلم رعب، و64 كتابًا عن جرائم حقيقية، وثلاثة سكاكين، وأقنعة هوكي ومنجل. وبعد فترة أبلغ السكان عن وجود سيارة “برانش” مهجورة على حافة غابات “جرينفيلد”، ليتم العثور عليه في النهاية في “بوكلاند” في 28 نوفمبر ميتًا ومتدليًا من شجرة. في حين أن وفاته كانت بمثابة انتحار، يعتقد البعض أن السكان المحليين حققوا العدالة بأيديهم.