طيارة يوم القيامة! خطة الولايات المتحدة لمواجهة حرب نووية محتملة.

خلال ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربي من جهة، والاتحاد السوفييت والمعسكر الشرقي من جهة أخرى، تعاظمت المخاوف بشكل كبير من اندلاع حرب عالمية ثالثة، ولكنّ الحرب هذه المرة لن تكون بالأسلحة التقليدية التي استعملت في جميع حروب البشر حتى ذلك التاريخ، بل كانت المخاوف والأنظار تتجه إلى السلاح النووي الذي تسلحت به كل من الدولتين المتنافستين، خصوصاً بعد أزمة الصواريخ الكوبية في نهاية الستينات، مما دفع بالولايات المتحدة إلى أخذ الاحتمال الأسوأ بعين الاعتبار، والتحضير على كافة الصعد لحرب نووية عالمية، ولقيادة هذه الحرب تحتّم تحضير مقرّ غير قابل للاستهداف بالأسلحة النووية، وبعيد عن أنظار الجميع، وهنا جاءت فكرة طائرة يوم القيامة، والتي هي موضوع مقالنا اليوم.

تجهيزات الطائرة:

تم تصميم الطائرة عام 1973 وحملت اسم E-4B، بناء على طائرة بوينغ 747 العملاقة، بعد تدعيمها عسكرياً وإعدادها لاحتمال وقوع حرب نووية، حيث أصبح هيكلها الخارجي مقاوماً بشكل كبير للحرارة، كما أصبح مقاوماً بشكل كبير للإشعاع، بينما النوافذ فيها فقد تم تعزيزها بشبكة من الأسلاك لمقاومة الأشعة بشكل مشابه لما نشاهده في زجاج المايكرويف.

في الواقع فإن المعلومات المتوافرة عن تجهيزات الطائرة شحيحة نظراً لكون الموضوع شديد السرية ، لكن المعلومات المتوافرة عنها تفيد بأنها قادرة على الطيران بشكل متواصل دون إعادة تعبئة الوقود لما يقارب الـ 12 ساعة متواصلة، أما مع الاستعانة بالتعبئة خلال الطيران فهي قادرة على الاستمرار بالطيران نظرياً لعدة أيام. تملك الطائرة أجهزة اتصال بالغة التطور، حيث يزيد عدد هوائيات الإرسال فيها على 67 هوائياً للإرسال، بالإضافة إلى 5 “ذيول” يمكن عند الحاجة مدها من مؤخرة الطائرة لتساعد في عملية التواصل مع الغواصات في أعماق البحر. على الرغم من تقنيات الاتصال بالغة التطور فيها، إلا أن جميع المعدات الباقية فيها هي في الواقع معدات بالغة القدم تعود لسبعينات وثمانينات القرن الماضي، حيث لا تحوي الطائرة على أي شاشة لمس، إنما جميع إعدادات التحكم فيها يتم إدارتها بواسطة الأزرار والمقابس الاعتيادية.

تقسيم الطائرة:

تصميم الطائرة من الداخل يبعث الكآبة بألوان مقيتة تعود لسبعينيات القرن الماضي، تم تصميم الطائرة لتحمل عدد أفراد يبلغ 116  فرداً يتوزعون كالتالي: القسم العلوي من مقدمة الطائرة يحوي طاقم الطيران المكون من 18 فرداً، والذين ينامون على متن الطائرة ويعملون 24/7 دون توقف، يقع تحتهم بطابق الغرفة التي تحوي رئيس الولايات المتحدة، بالإضافة إلى اللجنة المشتركة ووزير الدفاع، في الطابق السفلي من مقدمة الطائرة توجد غرفة المؤتمرات التي يتم فيها إجراء البيانات الصحفية والاجتماعات وما إلى ذلك، أما منتصف الطائرة فيحوي عدداً كبيراً من قادة فروع الجيش المختلفة الذين يجتمعون معاً لوضع الخطط العسكرية والأوامر، أمّا مؤخر الطائرة فهو القسم الذي يحوي جميع وسائل الاتصال، وهو قادر نظرياً على الاتصال بأي مكان على وجه الأرض، لنقل الأوامر التي تصدر عن قادة الولايات المتحدة في حال لزم الأمر.

تكلفة الطائرة:

هذه المواصفات الخيالية التي تتمتع بها الطائرة والتحصينات التي تميزها لا تأتي بثمن باهظ أبداً، فتكلفة إنشاء الطائرة تصل إلى 223 مليون دولار، كما أنها تعتبر من أكثر الطائرات كلفة للطيران في العالم، فطيرانها يكلف ما قيمته 160 ألف دولار من الوقود، وهو أمر غير مستغرب نظراً لحجم الطائرة العملاق، والتقنيات بالغة التطور التي تحتوي عليها.

Exit mobile version