“فيوليت كونستانس”…المرأة الأكثر حظا في التاريخ

القصة المذهلة للمرأة التي نجت من ثلاث كوارث سفن

أحيانا تأتينا بعض اللحظات التي نحس فيها أن الحظ كان حليفنا، لكن ذلك يقع بين فينة وأخرى، لكن ماذا إن قلت لك أن هناك من حالفه الحظ ونجا من موت محقق مرات عدة. إليك قصة “فيوليت كونستانس”، المرأة التي نجت من ثلاث كوارث مميتة.

من هي “فيوليت كونستانس”

ولدت “فيوليت” في عام 1887 في الأرجنتين لأبوين إيرلنديين مهاجرين، بدأت قصة حظها الغزير بعد أن تم تشخيص إصابتها بالسل في سن مبكرة، والذي كان من المتوقع أن يكون قاتلاً، ومع ذلك، تغلبت على المرض وعاشت حياة طويلة مليئة بالمغامرات، وعلى الرغم من امتلاكها لثمانية أشقاء، إلا أنها كانت واحدة من ستة فقط نجوا حتى سن الرشد.

 عاشت “فيوليت” طفولة مليئة بالمصاعب، فعندما كانت تبلغ من العمر 16 عامًا فقط، توفي والدها فأُجبرت هي ووالدتها وإخوتها على الانتقال إلى إنجلترا حيث وجدت والدتها عملاً كمضيفة سفينة سياحية، ما جعل “فيوليت” تأخذ على عاتقها مسؤولية رعاية إخوتها أثناء عمل والدتها، لكن الأم لم تعد قادرة على العمل بدورها، فتركت “فيوليت” المدرسة وحصلت على وظيفة في RMS Olympic ، والتي كانت في ذلك الوقت أكبر وأفخم سفينة مدنية في العالم.  

سفينة “أولامبيك” وضربة الحظ الأولى

في 20 سبتمبر 1911، أبحرت تلك السفينة من “ساوثهامبتون” بإنجلترا، وبعد حوالي 90 دقيقة من الرحلة البحرية، اصطدمت بطراد البحرية الملكية “إتش إم إس هوك”، حيث خلف الاصطدام أضرار جسيمة على السفينة والركاب، إلا أن السفينة عادت إلى الميناء بأمان ونجا جميع الركاب وطاقم السفينة، بما في ذلك “فيوليت”. وفيما بعد تم إصلاح RMS    Olympic وإعادتها في النهاية إلى الخدمة. وعلى الرغم من أن الحادث كان مخيفًا وربما دفع بعض أفراد الطاقم للمغادرة والبحث عن عمل آخر، إلا أن “فيوليت” صممت على مواصلة العمل على متن السفن السياحية، إلى أن أتيحت لها الفرصة للانضمام إلى طاقم “آر إم إس تيتانيك” في عام 1912.

سفينة “تيتانيك” وضربة الحظ الثانية

كانت “فيوليت” نائمة في السرير عندما اصطدمت السفينة “تيتانيك” بجبل جليدي في ساعات المساء من يوم 14 أبريل 1912، حيث أيقظتها الضجة، وسرعان ما شقت طريقها إلى سطح السفينة، فاكتشفت أن السفينة تضررت من الاصطدام وبدأت في الغرق، فبادرت بإجلاء النساء والأطفال، لتركب بعدها في قارب النجاة رقم 16، حيث بقيت حتى صباح اليوم التالي عندما تم إنقاذها من قبل الفرق المنقذة، وتفيد تقارير الأرشيف الوطني بأن فاجعة “تيتانيك” لم تمنعها من العمل على السفن السياحية، حيث عادت فيما بعد لاستئناف نفس العمل.

وفقًا لتقرير الأرشيف الوطني، غادرت “فيوليت” “أولمبيا” فقط لتتدرب كممرضة في “أيه دي” للصليب الأحمر البريطاني، وفور الانتهاء من البرنامج التدريبي، تم تعيينها في سفينة المستشفى البريطانية HMHS ، والتي كانت تسمى “السفينة الشقيقة” لسفينة تيتانيك.

 سفينة “بريتانيك” وضربة الحظ الثالثة

في الساعات الأولى من صباح يوم 21 نوفمبر 1916، هز انفجار كبير سفينة “بريتانيك” ويعتقد أنه نجم عن لغم، فغرقت في النهاية بعد أقل من ساعة من الانفجار، على الرغم من أن 30 شخصًا فقدوا حياتهم في الكارثة إلا أن “فيوليت” كانت من الناجين للمرة الثالثة، بيد أنها أصيبت في رأسها أثناء سحبها من الماء إلى قارب النجاة، والجدير بالذكر أنها لم تكن على دراية بالإصابة إلا بعد سنوات، عندما بدأت تعاني من الصداع وتم تشخيصها لاحقًا بكسر في الجمجمة، وعلى الرغم من أنها كانت خطيرة ، إلا أن الإصابة لم تؤثر على حياتها المهنية، حيث واصلت العمل على متن السفن السياحية حتى ديسمبر 1950 عندما تقاعدت عن عمر يناهز 63 عامًا، فأمضت باقي حياتها مستمتعة بالبستنة وتربية الدجاج، قبل أن يوافيها أجلها سنة 1971 عن عمر يناهز 84 عامًا بسبب قصور القلب الاحتقاني.

Exit mobile version