بعيداً عن أنمي “ناروتو”، تعرّف على عالم النينجا الحقيقي تاريخيّاً.

عالم النينجا عالم ساحر، استمد منه المخرجون والكتّاب أعمالاً سينمائية لسنين طويلة، لما يحتويه من بيئة خصبة للخيال والإبداع، وللغموض الذي كان يلتف حوله لقرون عديدة، ولكن كثيراً من هذه الأعمال ابتعدت كثيراً عن الحقيقة في ما يخص الأمور المتعلقة بالنينجا في جميع النواحي، سنتعرّف في هذا المقال على بعض الحقائق التي غابت عنّا في الكثير من الأعمال المتمحورة حول مقاتلي النينجا، مستندين في ذلك إلى الكثير من الحقائق التاريخية المستمدة من التاريخ الياباني.

لم يكن لمقاتلي النينجا زيّ محدّد:

تطلبت معظم المهام الموكلة إلى أفراد النينجا السرية في العمل، وتجنّب معرفة وجودهم أو هويتهم، لذلك ففكرة وجود زيّ محدد لهم كانت غير منطقية بالمرة، بل كانوا عادة ما يرتدون ثياباً تماثل ثياب السكان المحليين حتى يندمجوا بشكل أفضل. أما الفكرة الرائجة حول أنهم كانوا يرتددون ثياباً سوداء تغطي أجسامهم كلها فقد استمدت في الواقع من محركي الدمى في عروض الدمى المسرحية، إذ استخدموا هذه الثياب حتى لا يظهروا في الضوء المسلط على المسرح، لاحقاً تمّ نسب الفكرة للنينجا في المسرحيات والأفلام.

الشوريكين (النجوم القابلة للرمي) لم تكن تستخدم للقتل:

أحد أشهر الأسلحة عند النينجا هي نجوم الشوريكين، والتي يقوم النينجا برميها تجاه الخصم بغية قتله –أو هذا ما رأيناه في الأفلام-، ولكنّ الحقيقة تخالف ذلك، إذ كان الاستعمال الأساسي للشوريكين هو إضعاف الخصم وإبطاء حركته، لتسهّل القضاء عليه باستعمال أسلحة النينجا الأخرى كالسيوف وغيرها.

كانت نظرة المجتمع إلى النينجا نظرة دونية:

لطالما رأينا في الأفلام أن معلمي النينجا يحظون بمحبة وافرة واحترام من قبل المجتمع، لكن التاريخ يقول عكس ذلك تماماً، فقد نظر المجتمع الياباني لأفراد النينجا على أنهم أشخاص غير شريفين، لأنهم يقتلون أعداءهم بالغدر غالباً، ولأنهم كانوا يقومون بمهام يترفع أي شخص آخر عن القيام بها، الأمر الذي دفع بالمجتمع إلى نبذهم وتعييرهم مدى الحياة.

كان للنساء في دور كبير في عالم النينجا:

كانت العديد من النساء تدأب على تعلم فنون النينجا في اليابان القديمة، إذ كنّ يقمن بمهمات الاغتيال، أو التخفي والاندماج لجمع المعلومات من أهدافهنّ، في كثير من الأحيان تنكّرن كراقصات أو عاملات في المجالات الترفيهية حتى يقتربن من مصادر المعلومات، في الواقع كانت النينجا النساء فعالات لدرجة كبيرة خصوصاً أن الكثيرين كانوا يستهينون بمستواهنّ قبل أن يتفاجؤوا بالحقيقة.

كانت فنون النينجا مرتبطة بالعائلات بشكل كبير:

تناقلت العائلات اليابانية عبر التاريخ أسرار ومعارف النينجا بشكل مغلق من جيل لآخر، حيث كان لكل عائلة أو قبيلة من القبائل في اليابان تقنيات وفنون نينجا خاصة بها تميزها عن باقي العائلات، ويعد نقلها إلى أي شخص عدى الجيل التالي في العائلة أمراً محظوراً بشدة يتلقى فاعله أشدّ أنواع العقاب.

كان للنينجا مراتب في الكثير من الأحيان:

اعتمدت القبائل اليابانية على تصنيف أفراد النينجا -الشينوبي كما كانوا يدعون حينها أما اسم النينجا فهو استم مستحدث ظهر في أوائل القرن العشرين- وفق نظام تراتبي مشابه تماماً لما تم عرضه في أنمي ناروتو، فالرتبة الدنيا من النينجا كانوا يدعون بالغينين، أما الأفراد متوسطو المستوى فقد كان لقبهم تشونين، والأفراد الذين يصلون قمة هرم المهارات في عالم النينجا كان اسمهم الجونين.

Exit mobile version