ربما يكون هناك جدل واسع حول من هو أفضل مغني ذكر لموسيقى الSoul، لكن عند الحديث عن أعظم مغنية Soul يكاد يكون الأمر محسوما لصالح ملكة السول و أحد أعظم الأصوات و أطول المسيرات : ملكة السول الأسطورية Aretha Franklin
بداية “أريثا فرانكلين” و طموحها للشهرة:
ولدت “أريثا” فى عام ١٩٤٢ و بدأت الغناء فى سن صغيرة كمغنية Gospel فى الكنائس ثم أصبح والدها مدير أعمالها و جعلها تتعاقد مع شركة تسجيل متواضعة عام ١٩٥٦ حيث قامت بإصدار عدة أغانى Gospel. ثم في عام ١٩٦٠ أقنعت أباها بالسماح لها بمغادرة تلك الشركة و البدء بالغناء فى نوعي الSoul و الR&B و والسفر لنيويورك لكي تتعاقد مع شركة اكبر.
في عام ١٩٦١ تعاقدت “أريثا” مع شركة Columbia و بدأت مسيرتها الحقيقية حين أصدرت أول ألبوماتها Aretha و الذي لقى شهرة و نجاح مقبولين . كما بدأت في الغناء في الحفلات بصوت قوى و رائع و هو ما جعل اسمها يبدأ فى اللمعان كأحد أقوى الأصوات.
انطلاق “أريثا فرانكلين” لقمة المجد والشهرة:
استمرت “أريثا” على هذا المنوال حتى عام ١٩٦٦ و لكنها و على الرغم من حصولها على آراء نقدية أيجابية للغاية إلا ان نجاحها التجارى كان أقل من المتوقع فتركت شركة Columbia وتعاقدت مع شركة Atlantis عام ١٩٦٧.
حينها بدأت الفترة الذهبية لها حيث قامت بإصدار العديد من أهم و أعظم أغانيها مثل Respect و Baby I Love You و (You Make Me Feel Like) A Natural Woman و Chain of Fools فانطلقت فى سماء الشهرة فأصبحت ألبوماتها من أعلى الألبومات مبيعا و تصدرت أغانيها المخططات كما حازت على جوائز غرامي و أصبحت نجمة عالمية. و لتزداد عالميتها قامت بأول حفل خارج أمريكا فى أمستردام و تم تلقيبها بملكة الSoul، واستمرت فى هذا التقدم حتى عام ١٩٧٥.
تضاؤل نجاح “أريثا فرانكلين” مؤقتا و عودتها للنجاحات مرة أخرى:
قلت مبيعات “أريثا” فى الفترة من ١٩٧٥ حتى ١٩٧٩ و حينها تركت شركة Atlantis ووقعت مع شركة Arista في ١٩٨٠ وحينها استطاعت العودة للقمة مرة أخرى. كما أنها تعاونت مع الفنان الشاب المذهل “جورج مايكل” و مع الأب الروحي للSoul “جيمس براون”، و غنت فى مناسبات عديدة هامة مثل الغناء أمام الملكة “إليزابيث” فى انجلترا .
استمرار إبداع “أريثا فرانكلين” في التسعينات:
رغم كون أول البوم ل”أريثا” فى التسعينات منخفض المبيعات إلا أنها أتبعته بألبومات ناجحة مرة أخرى أنجحها ألبومها فى عام ١٩٩٨ باسم A Rose Is Still a Rose. و في نفس العام أثبتت أنها مغنية مذهلة حيث فى حفل الغرامي كان من المفترض ان يؤدى أسطورة الأوبرا “بافاروتي” إحدى مقطوعاته لكن بعد بدء الحفل اعتذر لأسباب صحية فعرضت “أريثا” أن تغني تلك المقطوعة الأوبرالية الصعبة و قامت بذلك ببراعة جعلت الجماهير تقف لتحيتها بتصفيق حاد للغاية.
“أريثا فرانكلين” عبر القرن الواحد و العشرين:
استمرت “أريثا” في الإبداع في القرن الواحد و العشرين فقامت بالغناء فى مناسبات مختلفة مثل عرض السوبر بول عام ٢٠٠٦ و حفل استقبال الرئيس أوباما عام ٢٠٠٩ و غيرها من المناسبات الهامة. وظلت تغني حتى عام ٢٠١٧ ثم عانت من ظروف صحية و طلبت من جماهيرها الدعاء لها فى صلواتهم و توفيت عام ٢٠١٨.
تأثير “أريثا فرانكلين” المذهل:
عرفت “أريثا” بكونها واحدة من أكثر الفنانات دفاعا عن الحقوق المدنية و حقوق المرأة و حقوق السود و كانت صديقة مقربة ل”مارتن لوثر كينج” أهم المدافعين عن حقوق السود ، كما أنها رفضت الغناء فى حفل استقبال الرئيس “ترامب” للتعبير عن احتجاجها.
عرفت “أريثا” بكونها من اعظم المغنيات من حيث الصوت و تم تقييم تقنية غنائها بأعلى مرتبة ، كما أنها كانت موهوبة للغاية فى عزف البيانو كذلك و لطالما كانت مصدر إلهام و إعجاب الفنانين و الأساطير الآخرين مثل “إلتون جون” و “جيمس براون” و “كيث ريتشارد” و “سيلين ديون” و “ويتنى هيوستن” و “فريدي ميركري”.