الأنمي, رحلة بين الماضي و الحاضر.
من منا لم يسمع عن الأنمي أو لم يشاهده و من منا لم يشاهد أحد حلقات الأنمي و هو صغير و تعلق به دون أن يعلم ما نوع العمل الذي يشاهده.
اليوم سنتعرف علي الأنمي ، نشأته ، بدايته ،تأثيره و تاريخه منذ وجد حتي الآن.
(معني لفظ “انمي”)
في الواقع أن كلمة انمي هي الإختصار المتداول لكلمة “Animation” أو “الرسوم المتحركة” في اليابان، حيث يطلق اليابانيون علي جميع الرسوم المتحركة بكافة أنواعها اسم “انمي” سواء كانت يابانية الأصل أو أجنبية مثل الكارتون الأمريكي أو الفرنسي أو الأجنبي عن اليابان عموماً.
و لكن علي عكس اليابان فتطلق كلمة “أنمي” في بقية الدول علي الرسوم المتحركة اليابانية فقط في الغالب و يطلق “الكارتون” علي ما دونه فلذلك يجب أن نعلم أن أصل “الأنمي” و “الكارتون” واحد، و هو الرسوم المتحركة في العموم ، ولكن في بلاد الغرب تم تسمية الرسوم المتحركة بمسمي”الكارتون” و تم اختصارها في اليابان و بلاد آسيا تحت إسم “انمي” و مع تميز كل منهم في الغالب بطريقة رسم مختلفة نشأ هنا الفارق بينهم بالنسبة لمتابعيهم فأصبح طابع الرسم لدي الأنمي هو العيون الكبيرة و كثرة التفاصيل و سرد القصة علي شكل مسلسل بحلقات متتابعة أو في فيلم ،أما الكرتون فتكون أحيانا كل حلقة بقصة منفردة عن بعضها و لكل حلقة قصتها الخاصة مع قلة التفاصيل و سوف نتطرق الي التفاصيل الكاملة لتعريف الاختلاف الحديث بين الأنمي و الكرتون في مقالة اخري إن شاء الله.
(نشأة الأنمي و ظهوره)
نشأت مسلسلات الأنمي مع بدايات السينما في مطلع القرن العشرين عندما استخدم منتجوا الأفلام اليابانية بعض تقنيات الرسوم المتحركة التي ظهرت حديثاً في الدول الأخري مثل (أمريكا و فرنسا و روسيا…الخ) عن طريق رسم مجموعة ضخمة من الصور(Frames) ثم عرضها مع بعضها بالترتيب، كما عرف أقدم فيلم أنمي أنه أنتج في العام 1917 وكان فيلمًا كرتونيًّا مدته دقيقتين عن ساموراي يحاول إستخدام سيفه الجديد فينتهي به الأمر بفشل كبير
و بالإنتقال الي الثلاثينيات أصبح الأنمي نوعًا من أنواع السرد القصصي الجديد المؤثرة حيث لم يعد الأنمي وسيلة ترفيهية فقط بل اتخذته اليابان و شعبها وسيلة للتعبير عنها كما ظهر في الحرب العالمية الثانية و مأساة اليابان فيها، بالإضافة لكونه وسيلة لإنتاج الأفلام السينمائية التي كانت بدائية في اليابان نتيجة لضعف الاستثمار في هذا المجال. لذلك تطور الأنمي كصناعة لا تحتاج إلى ممثلين ذوي أجور عالية، إذ يستطيع المخرج أن يرسم الشخصيات بكلفة منخفضة بدلًا من استئجار الممثلين
و بالفعل مع مرور الوقت تم إنتاج أول فيلم أنمي خارج اليابان في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1963 بعد انتاج محلي دام في اليابان لقرابة نصف قرن و كانت احدي هذه الأنميات هو فيلم الفتي استرو للمنتج و الرسام الياباني “اوسامو تيزوكا” حيث ظهر فيلم الفتى آسترو ( بالإنجليزية: Astro Boy)، وقد كان مقتبساً من مانغا السيد أوسامو تيزوكا تحت إسم الفتى الروبوت صاحب القوى العظمى (بالإنجليزية: Robot Boy with Superpowers). وفي عام 1968م أصبح الأنمي و الرسوم المتحركة اليابانية أكثر تطوراً في الخارج ويرجع ذلك الفضل الي المنتج “اوسامو تيزوكا” الذي أضاف العديد من التعديلات المهمة الي شركة الإنتاج العملاقة “والت ديزني” و الذي تأثر بصاحبها السيد “والت ديزني“
و مع مرور الوقت ظهرت العديد من شركات انتاج الأنمي داخل و خارج اليابان بعدما كان السبق في ذلك المجال لشركة “توي” اليابانية حيث تعد أول شركة لإنتاج الأنمي في اليابان قبل خروجه للعالم ، و بمرور الزمن تطور الأنمي تطورا كبيرا حينما أضيفت المؤثرات الصوتيه و البصرية ليصبح علي ما نراه اليوم من قصص الحماس و الأكشن و الدراما و الكوميديا و ليتحول من بعض الورقات الصغيرة الي مشاهدٍ رهيبة تتسابق الشركات العملاقة في إنتاجها و تؤثر صناعته في اقتصاد الدول و حياة الشعوب و علي حياة الأشخاص.
في النهاية
بعد قراءتكم لهذا المقال نرجو ان تكونوh تعرفتم و لو بشكل سطحي علي الأنمي، نشأته ،تاريخه و تأثيره علي العالم منذ بداية إنتاجه سينمائيا في 1917 حتي عصرنا الحالي و علي التطور العملاق الذي مر به.