تخطئ الأفلام في العديد من الأشياء، مما يدفع بالعديد من محبي السينما إلى تطوير فكرة خاطئة عن العديد من الحقائق والأفكار، وإن كانت هذه “المعلومات الخاطئة” منتشرة بين أولئك الذين يعتمدون على الأفلام للتعرف على أشياء جديدة، وخاصة التاريخ وأحداث الحياة الواقعية والثقافات الأخرى. وبعيدا عما إن كانت هذه الأخطاء مقصودة ترنو إلى تضليل الجمهور أم مجرد أخطاء عادية، سنستعرض لكم في هذا المقال 5 أشياء دائما ما تقدمها الأفلام السينمائية بشكل خاطئ.
5- العنف والموت
معظم أفلام الحركة تجعل الأمر يبدو وكأن الناس يموتون على الفور من جروح البنادق والسكاكين، في حين أن حقيقة الأمر لا يمكن لشخص ما الموت على الفور من جروح بندقية أو سكين. يحدث الموت الفوري فقط عندما يُصاب الشخص بطلق ناري أو طعن في الدماغ أو القلب، حيث سينزف حتى الموت تدريجيا.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم السموم لا تقتل في غضون لحظات كما تصور الأفلام غالبًا، إذ تتطلب غالبية السموم الموجودة هناك أيامًا من الموت البطيء حتى ينتهي بالشخص المسمم كجثة هامدة، وبالحديث عن الجثث، لا يبدو الموتى بالمظهر الذي جعلتنا الأفلام نعتقد، فغالبًا ما يكون الموتى شاحبين ورماديين كما يتم العثور عليها مخبأة في الصناديق والأماكن الضيقة والسرية، ولكن في الواقع لن يتم إيجاد الجثة أولا إلا بعد انبعاث رائحة الجثة قبل وقت طويل من رؤيته.
4- القرصنة
في الأفلام، نرى قراصنة العالم الرقمي وهم ينقرون بسرعة على لوحة المفاتيح حيث تظهر الخرائط الرقمية والأشرطة وأسطر التعليمات البرمجية على الشاشة، وبعد بضع ثوان، يتمكنون من اختراق جهاز كمبيوتر ما، واستخراج المعلومات التي يحتاجونها، وينتهي الأمر في جو من الحماس والإثارة والتشويق. لكن الموضوع ليس بتلك المتعة في الواقع وليس حابسا للأنفاس كما يبدو في السينما، فالقرصنة أكثر تعقيدًا ومللًا من ذلك، فمعظم القراصنة في الحياة الواقعية لا يقومون حتى بالقرصنة على الإطلاق. بدلاً من ذلك، يقومون بإنشاء مواقع ويب للتصيد الاحتيالي من أجل سرقة معلومات تسجيل الدخول لمستخدم الكمبيوتر، والتي يستخدمونها بعد ذلك لتسجيل الدخول بشكل طبيعي دون كتابة سطر واحد من التعليمات البرمجية. وبالتالي فإن القراصنة الحقيقيين يخوضون سلسلة من المهام الطويلة غير المثيرة التي قد تكون مملة للغاية بالنسبة لجمهور الأفلام.
3- الروس والعرب
من منا لم يلاحظ أن الروس والعرب هم الأوغاد في معظم أفلام الأكشن في هوليوود؟ في الواقع هذا ليس من قبيل الصدفة، فقد بدأ الاتجاه لاستخدام الروس كأشرار بعد الحرب العالمية الثانية عندما ظهر الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى وحيدة لمنافسة الولايات المتحدة. أما العرب فلا يقلون عنهم تضليلا في الشاشات السينمائية الأمريكية، إذ يتم تصويرهم على أنهم الإرهابيين أو الراقصات أو المليارديرات، وهذه الأدوار الرئيسية الثلاثة غالبًا ما كانت مخصصة لهم. ولا يزال من غير الواضح كيف ربطت هوليوود المسلمين العرب بالإرهاب، لكن يمكن القول إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أدت إلى تفاقم الصورة النمطية وانعكس ذلك على المجال السينما.
2- ريادة الفضاء
العديد من أفلام الخيال العلمي تقدم سفن الفضاء بشكل خاطئ، فمعظم سفن الفضاء التي تظهر في الأفلام سخيفة لدرجة أنها لن تكون قادرة حتى على الإقلاع من الأرض، يتعرف مديرو الأفلام أيضًا على كيفية سفر رواد الفضاء داخل الفضاء بشكل خاطئ. على سبيل المثال، أظهر فيلم Gravity (2013) كيف سافرت رائدة الفضاء الدكتورة ريان ستون (ساندرا بولوك) من مكوك فضاء مدمر إلى محطة الفضاء الدولية ثم محطة فضاء صينية دون استخدام الصواريخ، وهذا بطبيعة الحال مستحيل في الفضاء الحقيقي لأن رائد الفضاء يحتاج إلى صواريخ قوية جدًا للانتقال من مدار إلى آخروالمكوكات الفضائية لا تحسب لأنها ليست قوية بما فيه الكفاية.
1- القتالات
في الأفلام، من الطبيعي أن نرى الممثلين، ولا سيما البطل، يظلون صامدين في قتال بعد تلقي سلسلة من اللكمات في الرأس، إذ يغمى على البطل في مناسبات نادرة، لكنهم سرعان ما ينهضون ويستمرون في ممارسة قتالهم كما لو لم يحدث شيء خطير. في الحياة الواقعية، غالبًا ما تؤدي ضربة على الرأس إلى ورم دموي، مما يؤدي إلى انفجار الأوعية الدموية في الرأس. ويكون خطر الإصابة بالورم الدموي تحت الجافية أعلى لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا، وهي الفئة العمرية لمعظم الممثلين في أدوار العمل. لهذا يتقاعد العديد من الملاكمين المحترفين في الثلاثينيات من العمر، ومع ذلك، شاهدنا جميعًا جيمس بوند (دانييل كريج) البالغ من العمر 47 عامًا كيف يبتعد سالماً في Specter (2015) على الرغم من تلقيه سلسلة من الضربات في الرأس. وهو مايعتبر كاسر للبديهيات وللحقائق العلمية.