مشاهير

كيانو ريفز…محبوب هوليوود أم بشري خالد لا يموت؟

طالما استهوتنا قصص مصاصي الدماء أو “الفامبايرزVampires” الذين يسعون لابتكار تركيبة تقيهم أشعة الشمس المميتة، وبالتالي تحقيقيهم لحلم الخلود والعيش السرمدي اللامتناهي، وطالما أضحكتنا المشعوذات والساحرات في مسلسلات وقصص الكرتون اللواتي حاولن جاهدات صنع مشروب إكسير الحياة الذي يمنحهن الشباب والحياة الأبدية، وطالما جادت قريحة المفكرين والباحثين بالكتب والمجلدات عن ثنائية الخلود والموت، واستأثرت باهتمام فطاحل الفلاسفة مثل “أفلاطون” و “شوبنهاور” وغيرهم…لكن ماذا إن كان للصدفة رأي آخر في هذا الموضوع؟
هذا ما سنستعرضه في هذه المقالة مع النجم الهوليودي الذي يلقبه الجمهور “بالخالد”، “مصاص الدماء”، و “الشاب الذي لايشيخ”.

من هو كيانو ريفز ؟

ولد النجم الكندي “كيانو شارلز ريفز” سنة 1964 في بيروت بلبنان، وانتقل رفقة والدته بعد طلاق والديه من سيدني إلى نيويورك، ثم إلى العاصمة تورونتو حيث ترعرع وبدأ مشواره الفني.

يحظى “كيانو ريفز” بشهرة واسعة، كما حازت أدواره البطولية في عدد من الأفلام السينمائية على إعجاب كبير من طرف الجمهور، مثل سلسلة أفلام “ماتريكس The Matrix” و “جون ويك John Wick” وغيرها…والتي حطمت شباك التذاكر وحققت نجاحا مبهرا فور صدورها. هذا النجاح الساحق الذي حققه لم يكن السبب الوحيد لتهافت المعجبين وإعجابهم به، فوسامته وشخصيته الفريدة وتواضعه ومواقفه الإنسانية التي يشتهر بها جعلت الجميع يتفق على أنه “أطيب رجل بهوليود”، خصوصا بعد تداول قصته الحزينة التي جعلت الكثيرين يتعاطفون معه إثر وفاة أفراد عائلته واحدا تلو الآخر.

كيف بدأت نظرية “كيانو ريفز الخالد”؟

في سنة 2010، قام شخص مجهول الهوية تحت لقب “ديفيد” بإنشاء موقع سماه “كيانو ريفز خالد” “Keanu Reeves Is Immortal ” لزيارة الموقع:  (www.keanuisimmortal.com) فيه بلور النظرية التي اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت رواجا واسعا، والتي يناقش فيها كيف أن النجم الهوليودي “عابر للزمن” وأنه “عاش قرونا عدة في شخصيات وهويات عدة”.

لن أزعم أنني الشخص الأول الذي طرح هذه النظرية، لكنني أقر أنني حتما الشخص الذي اقتنصها وطورها، لقد طرحت هذه النظرية لأول مرة في موقع Reddit حينما لاحظ شخص ما التشابه الرهيب بين كيانو والممثل الفرنسي “بول مونيت Paul Maunet” المزداد سنة 1847، وهو ما شكل حافزا لي ونقطة بداية للبحث عن الشخصيات التاريخية الأخرى التي عاشها “كيانو ريفز” مع تعاقب الزمن

“ديفيد” لمجلة “Vulture” سنة 2020.

تقول النظرية إن أول شخصية عاشها الفنان الهوليودي هي شخصية الإمبراطور “شارملين Charlemagne” الذي حكم أوروبا الغربية من 768 إلى 814، ثم شخصية الممثل الفرنسي “بول مونيه Paul Mounet” الذي توفي سنة 1922 دون العثور عن جثته مطلقا، ويؤكد صاحب النظرية وأتباعه من مناصري نفس النظرية أن التشابه الملحوظ واللافت للنظر ليس الدليل الوحيد، وإنما أيضا قدرته العجيبة في حفاظه على شبابه رغم مرور عقود من الزمن، لدرجة القول إن «كيانو ريفز” الممثل ذو 56 سنة لا يمكن أن يشيخ أبدا.

 ويضيف “ديفيد” صاحب النظرية أن من الأدلة كذلك هو المواقف الطيبة والأعمال الخيرة التي يقوم بها الممثل المحبوب، وهو ما يجعله يعيش حياة طويلة وممتدة مليئة بالحكمة والبركة، مستدلا بموقف من مواقف “كيانو” الكثيرة حينما تبرع بجزء كبير من أرباحه من فيلم “ماتريكس” لصالح طاقم العمل والتصوير، مصرحا أن المال هو آخر شيء يهمه وأن العمل الخير هو الذي سيمكنه من العيش لقرون أخرى”.

ويختتم ديفيد نظريته بدليل حديث وجديد يتمثل في لعبة “cyberpunk 2077” المطورة من طرف شركة CD Projekt التي ضمت “كيانو ريفز” لطاقمها كشخصية حية ترشدك في عالم المستقبل، وبالضبط في سنة 2077. وهو ما جعل “ديفيد” يطرح سؤاله المستفز في أخر مقالته على الموقع: “هل تحتاجون دليلا آخر غير صورته من المستقبل؟”

ما رد “كيانو ريفز” على النظرية؟

خلال مقابلة تلفزية مع “جيمي فالون” في برنامج “The Tonight Show” سنة 2017 ، سأل المقدم “فالون”  “كيانو ريفز” عن ادعاءات نظرية الخلود هذه، مظهرا له سلسلة صور الشخصيات التاريخية المروج لها من قبل المعجبين، فوافق الممثل على وجود بعض أوجه التشابه بين كل هذه الشخصيات ، إلا أنه لم يقبل ولم ينف الادعاءات المقدمة. واكتفيا بتداول النظرية على نحو كوميدي هزلي في جو من الدعابة والضحك.

وختاما يمكن القول إن نظرية “الخلود” هذه تظل واحدة من الأفكار والسيناريوهات الكثيرة الطريفة والممتعة التي تنتشر من حين لآخر في الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي، وبطبيعة الحال فهي لا تمت للواقع والمنطق بصلة، على اعتبار أن السر وراء ظهور “كيانو ريفز” بمظهره الشبابي على الرغم من تقدمه في السن يكمن في طبيعة الجينات المتوارثة وفي اتباع نمط عيش صحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى