بالنظر إلى أساطير الروك نجد أن بعضهم يبدع فى شكل فرق و بعضهم يبدع فى شكل فنانين فرديين .. و من أعظم و أهم أساطير الروك الفرديين ملك الGlam Rock العظيم David Bowie
بداية “ديفيد بووي” :
بدأ “بووي” مسيرته فى ١٩٦٢ كشاب فى الخامسة عشر من عمره حين حاول تكوين أكثر من فرقة روك و أصدروا بضع أغان لكن لم تحقق أى نجاح. لذلك قرر أن يبدأ كفنان فردى و أصدر أول ألبوم له فى ١٩٦٧ باسم David Bowie. فى تلك الفترة بدأ “بووي” يرتقى بمستواه الفنى على عدة أصعدة فتعلم الرقص و الفن التجريدى و الفن التعبيرى و الأدب والشعر و الرسم و المسرح، و كل هذا كان له أبلغ التأثير على مسيرته الفنية.
تألق “ديفيد بووي” و إبداعه:
بدأ “بووي” فى الارتقاء للشهرة شيئا فشيئا مع كل ألبوم كما بدأت تظهر كاريزمته المؤثرة مع ألبوم Hunky Dory حيث كان له حينها شكل أنثوى اتخذه وسيلة لجذب الانتباه، و لكن كاريزمته تطورت أكثر وبدأ فى تصدر مشهد الجلام روك مع الألبوم الأسطوري The Rise And Fall Of Ziggy Stardust And The Spiders From Mars و غيره الكثير من الألبومات الرائعة خلال فترة السبعينات.
المقصود بالGlam Rock :
لمعرفة الGlam Rock فهو نوع من الروك بدأ فى الانتشار فى السبعينات على يد العديد من المغنيين و من روادهم “بووي”. استمد هذا النوع خصائصه من الPsychedelic Rock و الArt Rock و البوب و الروك آند رول و الهارد روك. وتأثر بالفنون المسرحية و الخيال العلمى والنفس الإنسانية، وتميز باستخدام مغنييه للملابس ذات الألوان الفاقعة و المكياج الشديد و قصة الشعر الغريبة لتكوين شكل خارج على المألوف.
ابتداع “ديفيد بووي” لشخصياته:
لذلك قام “بووي” بصبغ شعره باللون البني المحمر و استخدم المكياج بشكل كبير، و كذلك بسبب تأثره بالفنون المختلفة قرر ان يبتكر لنفسه شخصية معينة يتقمصها أمام الجمهور كما لو كان دورا تمثيليا لكنه يقوم به فى الحياة الواقعية و هى شخصية هبطت على الأرض من المريخ تدعى Ziggy Stardust و قد كرر “بووي” تقمص الشخصيات فيما بعد أكثر من مرة طوال مسيرته و من هذه الشخصيات Alladin Sane و Halloween Jack و The Thin White Duke و قد كان هذا مفيدا للغاية في تصدير كاريزمته الجبارة و الممتعة للجماهير إما في الحفلات أو المقابلات و إن كان قد قال فيما بعد أن بعض هذه الشخصيات كادت أن تتمكن من شخصيته الحقيقية من شدة التقمص حتى أنه تسائل في بعض الأحيان عن صحته العقلية.
نجاح “ديفيد بووي” في الثمانينات:
اختتم “بووي” عقد السبعينات بثلاثة ألبومات هى “ثلاثية برلين” و قد تأثر فيها للغاية بالفن الألماني بسبب مكوثه فى ألمانيا فى تلك الفترة. وفى الثمانينات بدأ “بووي” بإصدار ألبومات بأسلوب مختلف حيث تأثر فيهأ أكثر بالبوب و الديسكو و الDance، وكذلك اهتم جدا بمستوى فيديوهاته الموسيقية ، فأصدر الألبوم الأنجح فى مسيرته Let’s Dance
مسيرة “ديفيد بووي” في التسعينات:
فى نهاية الثمانينات قرر “بووي” التحول من فنان فردى لعضو فى فريق هو مؤسسه أسماه Tin Machine لكن تلك الخطوة لم تعجب الجماهير التى فضلت “بووي” كفنان فردى لذلك كان نجاح الفرقة متواضعا ، لذلك انفصلت الفرقة و عاد “بووي” للمسيرة الفردية فى أول التسعينات. وأصدر ألبومات ناجحة و بدأ فى استخدام الموسيقى الإلكترونية فيها كفكرة جديدة، و من هذه الالبومات ما كان متأثرا بالسول و بالجاز و الهيب هوب و الAlternative Rock.
توقف “ديفيد بووي” عن الغناء لفترة:
في عام ١٩٩٩ أصدر “بووي” ألبوما جديدا هجر فيه الموسيقى الإلكترونية و عاد لاستخدام الآلات الموسيقية العادية و هو ما كرره فى الالبومين التاليين له و قد أقام بعدها “بووي” العديد من الحفلات و شارك فى المهرجانات و لكنه توقف بعد ألبومه فى ٢٠٠٣ عن إصدار ألبومات بعد ان أصيب بأزمة قلبية ، لكنه لم يتوقف عن المشاركة فى المناسبات المختلفة.
آخر أعمال “ديفيد بووي” قبل وفاته:
عاد “بووي” لإصدار ألبوم فى ٢٠١٣ و قد كان ناجحا ، ثم قام “بووي” بإصدار آخر ألبوم له فى ٢٠١٦ وهو Blackstar والذى استحسنه النقاد و الجماهير و حققت مبيعات عالية خصوصا أن “بووي” توفى بعد صدور الالبوم بيومين بسبب سرطان الكبد.
تأثير “ديفيد بووي”:
في النهاية نقول أن “بووي” يعد من أعظم فنانين الروك المتكاملين على الإطلاق و كان على قمة المغنيين فى السبعينات و الثمانينات، و يعد هو أكثر الأشخاص المؤثرين و أعظمهم فى الGlam Rock و أحد أكبر الأسباب فى انتشاره و هو ما ترتب عليه ظهور الGlam Metal و الShock Rock. كذلك يعد “بووي” من أكثر الكاريزمات القوية و كان له مهارة ابتكار أفكار موسيقية و استعراضية بصفة مستمرة.