مثلث برمودا بين الخيال و الواقع

من منا لم يسمع من قبل عن مثلث برمودا أو كما يصفه البعض بـ (مثلث الشيطان) فعندما يطرأ على أسماعنا إسم مثلث برمودا فكل ما يخطر في بالنا و أذهاننا في تلك اللحظة هو الوحش الذي ابتلع العديد من السفن وحطم الكثير من الطائرات ، الأحداث المأساوية والخوف والرعب أو باختصار شديد : الموت ، ولكن ماذا لو قمنا باستعراضه من الناحية الطبيعية؟ فما هو إلا بقعة مائية تقع بالقرب من ساحل فلوريدا الأمريكية في الجزء الغربي من شمال المحيط الأطلسي، يحدد المثلث بثلاث مناطق وهي: برمودا و فلوريدا وبورتوريكو، وترتبط هذه النقاط الثلاثة مشكَلة مثلث تبلغ مساحته حوالي مليون كيلو متر مربع.

متى بدأت قصة مثلث برمودا ؟

بدأت قصة مثلث برمودا في العام 1950 عندما قام الصحفي (إدوارد فان وينكل) بلفت أنظار العالم بمقاله لصالح وكالة الأنباء الأمريكية (الأسوشيتد بريس) عن قصة المثلث موضحا غرق بعض السفن و الطائرات في هذه المنطقة ,توالت من بعدها المقالات في مختلف الصحف و المجلات العالمية و خاصة الأمريكية منها و إن كان من أهمها المقالة التي نشرت في أبريل من العام 1962 لصالح مجلة (Legion magazine) الأمريكية و التي تحدث فيها الكاتب أن قائد الرحلة 19  الحربية  التي فُقد أثرها في 1945 قد تحدث عبر اللاسلكي أثناء مروره بمنطقة مثلث برمودا قائلاً “نحن ندخل مياه بيضاء ولا شئ يبدو علي ما يرام ,نحن لا نعرف أين نحن” و من ثم أنقطعت الاتصالات ولم تعد طائرات الرحلة 19 الخمسة بعدها.

أبرز حوادث الأختفاء في التاريخ

حادثة إختفاء السفينة ( ماري سيليست ): وقعت حادثة الإختفاء في عام 1872 وكان على متن هذه السفينة طاقم من أمهر البحارة و أكثرهم تمرساً في عالم البحار والمحيطات ، وقد تم العثور عليها بعد بضعة شهور خارج محيط المثلث ولكن دون وجود أيَ أثر للركاب و الطاقم!

حادثة إختفاء ( يو إس إس سايكلوبس ) : التي قد وقعت خلال فترة الحرب العالمية الأولى ،  وتعد هذه الحادثة من أبرز الأحداث التي أُهدرت فيها الأرواح البشرية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فقد اختفت السفينة بطاقمها وركابها فجأةً وبدون أي سابق إنذار، فآخر رسالة كانت قد أُرسلت من جانب الطاقم كانت تفيد بأن الطقس جيد و أن كل شيء يسير على ما يرام إلا أنها اختفت فجأة واختفى معها أكثر من 300 شخص، وحتى يومنا هذا لا يوجد ما يفسر ما قد حدث لتلك السفينة .

حادثة إختفاء ( الغواصة أطلانطا ) : وقع هذا الحادث في عام 1880، حينما اختفت الغواصة أطلانطا في منطقة مثلث برمودا وعلى متنها 290 فردا، ورغم استمرار البحث عن أقوى قطع الأسطول البحري البريطاني لمدة شهر، لم يعثر له على أثر.

ولكن ما رأي العلم و العلماء في معضلة مثلث برمودا ؟

عثر العلماء على حفرٍ ضخمة متراكمة في قاع المحيط الأطلسي ينبعث منها غاز الميثان مرجحين أنه وراء غرق السفن في منطقة مثلث برمودا، بحيث أثبتت الدراسات العلمية أن فقاعات غاز الميثان قادرة على إغراق سفينة بأكملها نتيجة إنخفاض نسبة كثافة المياه التي يتسبب بها هذا الغاز، وذكر العلماء أيضا أن ارتفاع أمواج منطقة مثلث برمودا يلعب دوراً كبيراً وهاماً في إختفاء السفن في تلك المنطقة، ووضَح العلماء أيضا أن الغيوم قد تكون سببا رئيسيا في إختفاء أو تحطم الطائرات، إذ أن التفاعلات التي تتفاعلها الغيوم مع بعضها البعض تُحدث دوامات هوائية  قادرة على إبتلاع الطائرات وتحطيمها تماماً، أما عن السبب الأخير وربما الأبسط، فقد رجَح العلماء أن كثرة الرحلات الجوية والبحرية في منطقة مثلث برمودا هو سبب طبيعي وبديهي لكثرة الحوادث فيها!

ختاماً، هل يوجد خلف مثلث برمودا سرٌ نجهله ولا يستطيع أحداً اكتشافه ؟ مثلث برمودا ما هو إلا فلسفة ولغز إنقسم حوله الناس لقسمين: محبين الغموض والإثارة  الذين يرجحون أن هناك أسطورة معينة أو سر خارق خلف هذا المثلث وهم حقاً يمثلون طبيعتنا البشرية التي تهوى هذا النوع من القصص لما فيها من غموض وتشويق، والقسم الآخر الذي بحث عن الحقيقة المجردة من أي تخيلات أو غموض، والتي من الممكن أن تكون مملة أو مزعجة أحيانا ولكنها في نظرهم هي الحقيقة المنشودة، أن مثلث برمودا ما هو إلا بقعة مائية كأي بقعة مائية على وجه الأرض وما يحدث داخله له تفسيرات واقعية وعلمية واضحة،  فإلى أي قسم تنتمي أنت ؟ وهل مثلث برمودا حقيقة أم خيال في نظرك؟